تحليل اللغم أُزيل: حماس نزلت عن الشجرة لكنها ورطت عباس

الساعة 10:59 ص|17 سبتمبر 2017

فلسطين اليوم

أطلس للدراسات / ترجمة خاصة

أعلن وفد حماس خلال النقاشات في القاهرة حل اللجنة الإدارية، قبيل انتخابات عامة، وأنها مستعدة للتفاوض مع فتح بهدف تشكيل حكومة وحدة. الإعلان جاء بعد ضغوطات من قبل الرئيس أبو مازن ضمّت تقليص إمدادات الكهرباء وفصل مسؤولين في قطاع غزة. السلطة لم تتطرق بعد لبيان حماس، لكن في مصر ذكرت تقارير أنه تم التوصل لاتفاق على جزء من الإجراءات.

إعلان حماس عن حل اللجنة الإدارية في قطاع غزة - نفس اللجنة التي أدى تشكيلها لأزمة الكهرباء الأشد التي شهدها القطاع - خطوة مثيرة ومهمة. رغم أن حل اللجنة في غزة لن تؤدي لحل حماس أو لطردها من القطاع؛ إلا أنه ما زال في الخطوة تنازل كبير من طرف التنظيم.

منذ أشهر طويلة أوضحوا في حماس أنهم سيوافقون على حل اللجنة، فقط لو وافقت السلطة على التراجع عن العقوبات التي فرضتها على القطاع، بما فيها تقليص إمدادات الكهرباء.

الآن، ودون شروط مسبقة، تغير حماس نهجها وتعلن عن إزالة اللغم الذي فصل بين الطرفين. بالإضافة لذلك، جاء في البيان الذي نشرته حماس من قبل وفدها في القاهرة ان التنظيم مستعد لعقد انتخابات عامة في أقرب وقت ممكن، لتشكيل بعد ذلك حكومة وحدة وطنية وإدارة مفاوضات مع فتح، أي كل ما طلبته فتح تقريبًا.

هذا البيان جاء في توقيت متعمد، المشكلة الكبرى في التوقيت بالنسبة لفتح والسلطة أنه جاء قبل ثلاثة أيام من اللقاء المخطط له بين أبي مازن والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في نهاية أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

من الصعب تخيل كيف سيكون شكل هذا اللقاء، في حال ذهب أبو مازن بعد موافقته على تشكيل حكومة وحدة مع حماس والتصالح مع التنظيم.

وبذلك يمكن التقدير بأنه في الأسبوع المقبل على الأقل سيحاول مسؤولو فتح المماطلة بالوقت بأي شكل ممكن، وليس فقط للسماح للقاء ترامب ان يمر بسلام. أبو مازن معني بتلقي إجابات من الرئيس ترامب حول التزام إدارته بحل الدولتين، وسيكون الأمر غريبًا لو ذهب زعيم فلسطيني ملتزم بالوحدة مع تنظيم يطالب بتدمير دولة إسرائيل لذاك اللقاء.

في السنوات العشر الماضية، أكثر من مرة رأينا مشاهد واتفاقيات وحدة غير عادية، مثيرة ودراماتيكية، ولكنها انهارت بسبب محتواها الحقيقي، وليس فقط بسبب التصريحات. في نهاية المطاف، في كل ما يتعلق بالاتفاقيات بين فتح وحماس يكون الشيطان في التفاصيل الصغيرة، مثل: من سيواصل حكم غزة في حال طلبت حكومة رام الله العمل في القطاع؟ ماذا سيكون مصير قوات الأمن التابعة لحماس، ومعابر الحدود؟ وغيرها من الأسئلة التي ستبقى مفتوحة في الفترة المقبلة.

رغم الفشل السابق، إلا ان قيادة حماس اليوم برئاسة إسماعيل هنية ويحيى السنوار مختلفة تمامًا عن خالد مشعل، فالسنوار أثبت أكثر من مرة مدى صحة كلاشيه « الأمور التي نراها من هنا لا يمكن رؤيتها من هناك »، إنه يبدو كزعيم براغماتي، حكيم في خطواته وحذر جدًا، رغم صورته المتطرفة، يقترب من محمد دحلان، ومستعد لإجراءات مهمة أمام مصر، مثل خطوة اعتقال نشطاء « داعش » ووقف أعمال التهريب وغيرها. هنية كذلك، يظهر اهتمامًا كبيرًا بشأن المواطن البسيط، هو من حث التنظيم خلال « الجرف الصامد » على الموافقة على وقف إطلاق النار.

قادة حماس أدركوا ان الأزمة الاقتصادية الصعبة في غزة، فقدان الأمل، وعدم وجود أفق، ستقودهم في نهاية المطاف لاحتمالين: حرب مع إسرائيل قد تؤدي لنهاية الكثيرين من قادة التنظيم أو « ربيع غزي » يقود لنتائج دموية؛ لذلك فإن استعداد التنظيم للتوصل لحل، حتى بنهج آخر، تراجُع.

كلمات دلالية