خبر هم لن يستسلموا للقوة، مثلنا تماما.. معاريف

الساعة 11:39 ص|16 ديسمبر 2008

بقلم: عوفر شيلح

مثل الافعال في الميدان، الجدال في مسألة غزة هو الاخر اصبح دائريا وعديم النفع. الحجج هي ذات الحجج، قلة بين القلة يفاجئون في مواقفهم. وبشكل مميز لما يحصل عندنا بعد حرب لبنان الثانية من الصعب أيضا الاعتماد على "المهنيين": ضباط الجيش الكبار يملأون افواههم بالماء علنا، وفي الاحاديث لغير الاقتباس موقفهم هو في الغالب نصف قهوة ونصف شاي – لا يمكننا أن نسمح للوضع بالاستمرار هكذا، ولكن خطوات متطرفة لن تؤدي الا الى اساءة الوضع.

السياسيون، بالمقابل، يتصرفون وكأنهم مراقبو الدولة وليس اصحاب القرار: منذ اشهر ونحن نسمع بان رئيس الوزراء يعتقد، خلافا لوزير الدفاع، بانه يجب العمل بقوة اكبر. ولكن كل مواطن يعرف بانه لو كان رئيس الوزراء يفكر هكذا حقا، لكان فرض نقاشا وعملا.

الجدال هو دائري وعديم النفع لان هذا هو طبيعة القيادة في عهد الصمت هذا، ولان المسألة نفسها معقدة جدا. المصلحة الاسرائيلية الاساس، كما يتفق الجميع، هي ان يسقط حكم حماس في غزة. طالما بقي، ليس فقط فرص الهدوء الحقيقي في الجنوب تكون طفيفة، بل ولا يوجد أي معنى للاتصالات مع ابو مازن الذي حتى رسميا لا يمثل اليوم سوى قسم من الشعب الفلسطيني. وهنا نحن نصل الى قلب الفهم الاسرائيلي للجانب الاخر: الاعتقاد الاساس بان العربي يربى بالضرب، وان هكذا فقط يتعلم ما هو جيد له. وبالمناسبة، هذه بالضبط صورة المرآة لما يعتقده الفلسطينيون عنا.

حماس لم تصعد الى السلطة – ويجب أن نتذكر بانها انتصرت في الانتخابات، بما في ذلك في الضفة، حتى قبل أن تسيطر بالقوة على القطاع – لان ايديولوجية دولة الشريعة الاسلامية والمعارضة المبدئية لكل تسوية سياسية اجتاحت الجمهور الفلسطيني. هذا حصل لان الشعب الفلسطيني مل فساد فتح، انعدام المعنى من الاتصالات السياسية من عدم التحسن في الحياة والوضع الاقتصادي للمواطن البسيط تحت حكم عرفات وابو مازن. باختصار، لذات الاسباب التي من أجلها يتغير الحكم في اسرائيل، في الولايات المتحدة وفي كل مكان آخر.

ولذات الاسباب، فان حماس لن تسقط اذا ضربناها، صفينا قادتها او ضربنا دون تمييز السكان الغزيين، بما في ذلك نار المدفعية الكثيفة نحو مصادر النيران او الخنق الاقتصادي للقطاع. من أجل ان نتخيل أثر هذه الافعال، التي بعضها نفذ بهذا القدر او ذاك على أي حال، من المجدي ان نتصور ماذا كان سيحصل لو ان الادارة الامريكية قررت ان تفرض على اسرائيل اغلاقا اقتصاديا، كي تجبرنا على أن نغير الحكم او ننسحب من المناطق: المجتمع الاسرائيلي المدل ظاهرا ذاك الذي كل هدفه ظاهرا هو تقدمه الشخصي والرفاه الاقتصادي، كان سيتمرد، ويشد الحزام في دائرة دفاعية وموقف صمودي. هذا ما تفعله القوة والعقاب دون تمييز لجماعة مهددة من البشر.

من يريد أن يسقط حماس يجب أن يعرض املا، لا ان يحدث يأسا. الضغط الاسرائيلي هو احد الاسباب التي لا تجعل حماس مطالبة بالحساب السياسي على وضع الغزيين: بالضبط مثلما انتصر عندنا ارئيل شارون في انتخابات 2003 رغم العمليات والوضع الاقتصادي الخطي، وذلك لان الجمهور اعتبر عرفات هو المذنب في كل شيء. هكذا ايضا يوجد لحماس مذنب دائم: ذاك الذي يغلق القطاع، يوقف الكهرباء، لا ينقل الوقود ويقتل المواطنين بين الحين والاخر. يمكن أن نفكر تكتيكيا بأجوبة اخرى – اجوبة، لا حلول، لان الحل المطلق هو وهم – للنار التي لا تطاق على النقب الغربي؛ من يعتقد أنه بالقوة سيسقط حماس فليتذكر في كل باقي المرات التي اعتقدنا فيها هكذا وماذا كانت النتيجة في النهاية.