تضامن ملحوظ بأساليب متنوعة

خبر فلسطين و« الروهنجيا ».. ألم یداوي ألما!

الساعة 11:30 ص|14 سبتمبر 2017

فلسطين اليوم

منذ اللحظة الأولى التي وقعت فيها المجازر البشعة بحق مسلمي « الروهنجيا » في (أراكان) غربي ميانمار، تفاعل الفلسطينيون مع إخوانهم من أقلية « الروهنجيا » المسلمة بألم كبيرٍ، خاصة أن معاناة الفلسطينيين من الاحتلال الإسرائيلي تشابه إلى حدٍ كبير معاناة الروهنجيا.

تفاعلُ الفلسطينيين مع أقلية « الروهنجيا » المسلمة كان ملحوظاً وواضحاً، وانسحب التعاطف على جميع المستويات الشعبية والرسمية، وتنوعت أساليب التضامن، على الرغم من حالة المعاناة والحصار والبؤس التي يعيشها الفلسطينيون، خاصة في قطاع غزة، الذي يعاني من حصارٍ إسرائيليٍ ظالم منذ 10 أعوام.

الفلسطينيون تضامنوا مع الروهنجيا بالكلمة، والصورة، والدعاء، والوقفات، والمسيرات الشعبية، والمتابعة اليومية من خلال الفضائيات الإخبارية.

وتحولت صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بالفلسطينيين لمنصات حزنٍ كبيرة، عبروا من خلالها عن مشاعرهم الجياشة تجاه إخوانهم في أراكان، ونشروا صوراً للمجازر التي ترتكبها حكومة ميانمار والعصابات البوذية المتطرفة بحق أقلية « الروهنجيا » المسلمة.

ودشن صفحات فلسطينية العديد من الوسوم والهاشتاجات المناصرة لقضية الروهنجيا، وتصدرت تلك الهاشتاجات منصات التفاعل العالمية على صفحات التواصل الاجتماعي في أول ساعاتٍ من إطلاقها.

كما، ونشر نشطاء التواصل الاجتماعي العديد من الفيديوهات التي تحكي عن قضية الروهنجيا، واستخدموا تقنية (البث المباشر) على موقع فيس بوك لتعريف أصدقائهم بالقضية، ونشروا العديد من التصاميم الخاصة والكاريكاتير عن القضية.

في السياق، تفاعل رجال الرأي والدين الفلسطينيين مع الأحداث الدامية في أراكان بشكل منقطع النظير، إذ تداعوا إلى وسائل التواصل، ووسائل الإعلام التقليدية، ووجهوا عديد الرسائل إلى الأمة العربية والإسلامية لمناصرة الروهينجا.

في السياق، دان المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ محمد حسين، الجرائم المرتكبة بحق مسلمي الروهينجا في ميانمار، مطالباً المنظمات الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان ومنظمة التعاون الإسلامي وأحرار العالم كافة، بالتحرك العاجل والضغط على القوى القادرة على وقف الاضطهاد وإنقاذ أولئك المستضعفين من القتل والتشريد، وتحريرهم من هذا الكابوس المأساوي الذي يعانون منه منذ سنوات طويلة، ويتنافى مع الأعراف الإنسانية والأديان السماوية كافة.

إلى جانب ذلك، تضامن 200 عريسٍ وعروسٍ من فلسطين -خلال حفل زفاف جماعي أقيم في قطاع غزة- مع مسلمي الروهنجيا الذين يتعرضون لمجازر بشعة على يد الجيش الميانماري بإقليم أراكان غربي ميانمار.

وفي سياق التضامن، نظم نواب المجلس التشريعي الفلسطيني وقفة تضامنية في مدينة غزة نصرة لمسلمي « الروهنجيا » المضطهدين في بورما.
بدوره، قال النائب الأول بالمجلس التشريعي أحمد بحر « إن الشعب الفلسطيني بنوابه يقف اليوم لنصرة مسلمي الروهنجيا في ميانمار وبورما، الذين يتعرض لجرائم بشعة من قبل الجيش البوذي البورمي ».

ونظمت رابطة علماء فلسطين ‍وقفة علمائية احتجاجاً على الجرائم ضد المسلمين في بورما‍، وشارك في الوقفة لفيف من العلماء والقضاة وأساتذة الجامعات من كلية أصول الدين والشريعة والقانون، وعدد من الوجهاء والمخاتير.

وفي السياق، دانت الفصائل الفلسطينية الهجمة على مسلمي الروهنجيا، إذ شددت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على ضرورة توحيد الجهود من أجل العمل على نصرة المسلمين في بورما وتقديم المساعدات والدعاء لهم.

فيما، اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أن الاحتلال الإسرائيلي يقف وراء الجرائم التي تتعرض لها الأقلية المسلمة في أراكان، مؤكدة تضامن الشعب الفلسطيني مع قضيتهم العادلة.

ورفع المشاركون في الوقفة التي نظمتها حركة الجهاد الإسلامي، أمام مقر المندوب السامي للأمم المتحدة في قطاع غزة، لافتات كُتب على بعضها: « مسلمي بورما يقتلون بدم بارد وسط صمت عربي وإسلامي »، و« أغيثوا أهلنا في بورما ».

من جانبها، دانت حركة التحرير الوطني الفلسطيني « فتح » الجرائم البشعة التي ترتكب بحق مسلمي الروهنجيا في ميانمار، التي تطال الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ تقطيعًا وحرقًا وذبحًا وتشريدًا.

يشار إلى أن جيش ميانمار منذ عام 2012م لا يزال يرتكب انتهاكات جسيمة ضد حقوق الإنسان، شمالي إقليم أراكان، تتمثل باستخدام القوة المفرطة ضد مسلمي الروهنجيا، وتمارس حكومة ميانمار حملة « تطهير عرقي » بدم بارد على مرأى ومسمع العالم، إذ هجر عشرات الآلاف من المسلمين الروهينجا خلال الأسبوع الأخير فقط، وهم الآن في الجبال والغابات أو في المنطقة الحدودية بين بورما وبنغلاديش.

ويعد مسلمو الروهنجيا طائفة أقلية في ميانمار ذات الأغلبية البوذية، يعيشون في أراكان، ويبلغ عددهم نحو مليون شخص، ولا تعترف حكومة ميانمار بهم باعتبارهم مواطنين، أو أنهم حتى يمثلون واحدة من بين 135 جماعة إثنية في ميانمار، وإنما تعتبرهم مهاجرين غير شرعيين، تعود أصولهم إلى حضارة بنجال الشرقية التي تُعرف حاليًا ببنجلاديش.

كلمات دلالية