هل ستتحقق المصالحة هذه المرة؟

خبر التشاؤل سيد الموقف تجاه ما يجري في القاهرة

الساعة 04:58 م|12 سبتمبر 2017

فلسطين اليوم

تتجه أنظار الفلسطينيين إلى قاهرة المعز، حيث اللقاءات بين حركة حماس والمسؤولين المصريين والتي تبعها تصريحات إيجابية من حماس حول المصالحة الفلسطينية، وإلقاء الكرة في ملعب الرئيس محمود عباس « أبو مازن » رئيس حركة فتح.

ورغم تلك التصريحات التي أشادت بها الفصائل الفلسطينية إلى أن الشارع الفلسطيني متشائل تجاهها، نظراً لأنه فقد الثقة في التصريحات بغض النظر عن الطرف الذي تصدر منه، لأنها صدرت كثيراً في ذات الملف وبقي الانقسام قائماً ومعاناة المواطن ازدادت مع مر السنوات.

يشار، إلى أن وفداً من حركة حماس برئاسة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية غادر قطاع غزة إلى القاهرة للقاء مسؤولين المصريين، لاستكمال التفاهمات التي أجراها مسؤول الحركة في قطاع غزة يحيى السنوار، والتقاهم عدد من أعضاء المكتب السياسي في الخارج وعلى رأسهم موسى أبو مرزوق.

وأعربت حماس اليوم في تصريح لها من القاهرة، عن استعدادها لعقد جلسات حوار مع حركة فتح في القاهرة فورًا لإبرام اتفاق مصالحة وتحديد آليات تنفيذه فوراً، مع تأكيدها على استعدادها لحل اللجنة الإدارية فوراً، وتمكين حكومة الوفاق الوطني من ممارسة مهامها، وإجراء الانتخابات، على أن يعقب ذلك عقد مؤتمر موسع للفصائل بالقاهرة، بهدف تشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى مسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني بالضفة والقطاع والقدس.

ورغم أن هذه التصريحات حظيت بقبول واسع من غالبية الفصائل الفلسطينية، ومطالبتها حركة فتح والرئيس أبو مازن للتقدم خطوة إلى الأمام، إلا أن مسؤول ملف المصالحة في حركة فتح عزام الأحمد الذي سيطير إلى القاهرة بدعوة مصرية، ثمن الجهود المصرية على دورها وحرصها على تحقيق المصالحة الفلسطينية، وقلل في الوقت ذاته من تصريحات حركة حماس واعتبرها تكرار لتصريحات عديدة سابقة.

وقال الأحمد في بيان له، أن « الأساس هو إعلان حركة حماس حل اللجنة الإدارية وتمكين حكومة الوفاق الوطني من ممارسة مهامها في قطاع غزة، كما هو الحال في الضفة الغربية والقدس وإجراء الانتخابات العامة، وفق ما وعدت به حماس حركة فتح عندما استلمت رسالة خطية منها بتاريخ 18/4/2017 أثناء اللقاء الذي جرى بين قيادتي الحركتين في قطاع غزة ».

وإزاء ذلك، وفي استطلاع لرأي الشارع الغزي تجاه إمكانية تحقيق المصالحة هذه المرة وإعلانها من القاهرة، عبر مواطنون عن عدم ثقتهم في إمكانية تحقيق ذلك، مستشهدين بتجارب سابقة عديدة كانت التصريحات فيها تدل على انتهاء الانقسام ولكن تبين بعد ذلك، أنها مجرد تصريحات لا تمس الواقع بصلة بدليل أن الانقسام لازال مستمراً والمعاناة تزداد خاصة على المواطنين في قطاع غزة.

الشاب عمر صلاح 38 عاماً، رأي خلال حديثه لمراسل « فلسطين اليوم »، أن إمكانية تحقيق المصالحة هذه المرة ممكن بحكم الواقع الذي تعيشه حركة حماس من ضغط في القطاع، جراء الأزمات الكبيرة من كهرباء ورواتب وانخفاض مستوى دخل الفرد وغيره، ومن جهة أخرى مأزق الرئيس أبو مازن في معركته السياسية دون سيطرته على قطاع غزة. وقال:« أرى أن طرفي الانقسام بحاجة لبعضهما البعض ولكن لمصلحتهما وليس للمصلحة العليا وهذا الفارق. مضيفاً أنه في حال أدرك الطرفان أن المصلحة الوطنية هي الأساس فإن إمكانية تحقيق المصالحة لن يستغرق وقتاً طويلاً ويمنكن إنهاء الانقسام في أي مكان.

واعتبر أن تحقيق المصالحة في ظل هذه المعادلة لا يعد انهاء للانقسام بشكل جذري، وربما يكون مؤقتاً لحين تحقيق الطرفين مصالحهما. معرباً عن أمله أن يطوي الطرفين صفحة الماضي الأليم ويفتحان صفحة جديدة ملؤها الوحدة

الصحفي عبد الله مقداد، رأى أن هذه الجولة من لقاءات المصالحة ستحظى بالفشل كسابقاتها من الجولات في القاهرة والدوحة وغزة. ورأى أن التحديات كبيرة والمسببات الرئيسية للانقسام لازالت موجودة.

واعتبر في حديث لـ »فلسطين اليوم"، أن هذه اللقاءات هي بمثابة مضيعة للوقت ولن تقدم أو تؤخر، مؤكداً أننا لسنا بحاجة إلى اتفاقات جديدة لأن هذه الاتفاقات تم التوصل إليها والتوقيع عليها منذ العام 2005-2011، في القاهرة، وتلاها اتفاق الشاطئ في العام 2014. مؤكداً أنه لا يوجد ما يبشر بأن هذه الصفحة ستنتهي قريباً.

في ذات السياق، رأى المواطن عماد عوض 32 عاماً أن الظروف اليوم مواتية أكثر من أي وقت مضى لتحقيق هذه المصالحة، في ظل المخاطر التي تحدق بالقضية الفلسطينية من كل جانب، إضافة إلى ما يعيشه المواطن من أزمات خانقة.

وأعرب عن ارتياحه لتصريحات حركة حماس في القاهرة، وتمنى أن يصل مسؤول ملف المصالحة في حركة فتح عزام الأحمد للقاهرة ويتم الاتفاق على انهاء هذه الصفحة السوداء في تاريخ الشعب الفلسطيني، وألا يكمن الشيطان في التفاصيل وتتبدد الجهود، كما كان يجري سابقاً.

ومع عدم جزم المواطن على أن جهود القاهرة هذه المرة ستنتهي بالنجاح لطي صفحة الانقسام جراء التجارب السابقة من قبل حركتي فتح وحماس، فإن هذا يفترض أن يكون مؤشراً لدى الحركتين لاستعادة ثقته، والعمل معاً للتخفيف عنه عن السنوات العشرة العجاف التي دفعها فاتورة لهذا الانقسام المشؤوم.

كلمات دلالية