خبر مـاذا قـال كـارتـر لـ خـالـد مشعـل ؟؟

الساعة 09:39 ص|16 ديسمبر 2008

كتب: أيمن خالد

رسالة كارتر التي حملها على الأغلب حملت جملة من الإجابات نحاول استشرافها لأنه من الطبيعي أن تكون الأبواب موصدة بشكل محكم، بحيث ما سيتسرب للصحافة لا يفي بالغرض، وإذا تسرب، فان رسائل الصحافة حسب العادة تسبق أي لقاء، وبالمجمل، فما قاله يكون التالي:

عليكم الاستمرار بالهدنة خلال الشهرين القادمين، لان إسرائيل لا يوجد فيها حكومة وليس هناك أي شخصية إسرائيلية جاهزة للمغامرة بأي قرار صعب، أو إجراء أي تعديل على الهدنة أو إضافة أي بند جديد، والأفضل استمرارها بشكل غير معلن، فلا تكونون خرقتم الهدنة، بانتظار الوقت الكفيل بولادة حكومة تجد نفسها بالضرورة أمام استحقاق شاليط الذي سيأتي بالهدنة الطويلة وفتح المعابر.

وعليكم أن تراعوا أيضا أن إسرائيل تعيش أزمة قرار حقيقية عقب حرب تموز وبالتالي إن ولادة حكومة إسرائيلية  بفارق صوتي هي أفضل بكثير من حكومة توافق لان أي قائد إسرائيلي قادم يريد هامشا للمناورة، وأنا اضمن لكم من خلال اطلاعي ومعرفتي أن كافة الشخصيات المرشحة للانتخابات لا تريد اجتياح غزة ولا تريد الاستمرار بالوضع كما هو لكن هذه الشخصيات يلزمها الوقت الذي يلزمكم انتم أيضا من اجل إعادة طرح ورقة سياسية تناسب راب الصدع الفلسطيني وتناسب الاستمرار بما تسمونه هدنة طويلة لكنها تحفظ القرارات الدولية التي نصت على مجمل الاتفاقات السابقة بين السلطة وإسرائيل.

 وسيكون هذا الوقت أيضا بمثابة اختبار جديد لحركة حماس وقدرتها على ضبط الساحة في غزة، لان هذه القدرة بالحفاظ على الأمن إنما تعكس قوة لموقف حماس التفاوضي في المستقبل.

نقترح عليكم أيضا عدم إبرام أي اتفاق يأخذ جانبه التصعيدي مع الفصائل في مواجهة السلطة أو في سبيل خرق الهدنة والتخلي عنها لان سياسة الأبواب المفتوحة هي الأفضل للحركة خلال الأيام والأشهر القادمة.

نلاحظ في حال كانت ورقة كارتر بهذا الشكل، فهو لم يأت ليعطي حركة حماس ولكن لكي يأخذ منها، بمعنى أن رحلته شبيهة بكافة المبعوثين الأمريكيين خلال فترات الحرب إلى المنطقة، وهؤلاء كانوا لا يحملون إلا رسائل تطلب الهدوء والانتظار وتعد بالوهم لا أكثر، ولما تنجلي الأمور تبقى الساحة كما هي حيث تخسر المقاومة كل الأوراق التي تبقى بيد إسرائيل.

التهدئة اليوم من الضروري أن تنتهي برزمة صواريخ كبيرة، تدفع قيادة العدو إلى اتخاذ قرارات عاجلة من قيادات ضعيفة تتصارع على الكرسي، وليس العكس ان نجعل هذه القيادات تعيش بطمأنينة وتفكر براحتها وبالتالي تختار التوقيت المناسب الذي يفيدها في ضرب المقاومة، وبالتالي، إن المطلوب أن تغتنم المقاومة الفرصة، وتفرض على إسرائيل أن تأخذ القرار غير المناسب في الوقت الصعب، وغير ذلك لا يبدو في مصلحة المقاومة.

من المؤكد أن القادة الإسرائيليين وبالذات باراك بحكم كونه وزير الدفاع، فهو يخطط لعمل إنزال أو شيء من هذا القبيل يحقق فيه نجاحا سريعا وهذا بالطبع لن يكون قبل الشهر القادم بحيث يكون على أبواب الانتخابات ليكون بمثابة دعاية انتخابية له.

ماذا علينا أن نفعل الآن؟؟؟ هل ننتظر حتى يكتمل الطاقم الحربي والسياسي الإسرائيلي ثم نرد عليه، أم نرد عليهم ونربك الجميع. ولو مجرد إرباك فقط.

ماذا قال كارتر؟؟ هو ما قاله المبعوثون السابقون للزعماء العرب..؟؟