خبر المفاوضات لتحرير الاسرى -يديعوت

الساعة 10:20 ص|11 سبتمبر 2017

فلسطين اليوم

المفاوضات لتحرير الاسرى -يديعوت

طريقة كعكة الجبنة وكعكة الشوكلاته

بقلم: غيورا آيلند

(المضمون: لاسرائيل قدرة عالية على أن تعرض على غزة عصي وجزر، وعليه اذا ما دخلنا في مفاوضات كهذه (مباشرة ام غير مباشرة)، يكون فيها تبادل الاسرى مجرد موضوع واحد يبحث فيها، سنتمكن من الوصول الى نتيجة جيدة حتى في موضوع اعادة جثماني غولدن واورون وتحرير المدنيين الاخرين الذين تحتجزهم حماس وفي مواضيع اخرى ايضا - المصدر).

فشلت المرة تلو الاخرى المحاولة للوصول الى اتفاق مع حماس يسمح باعادة المدنيين الاسرائيليين وجثماني الجنديين الذين تحتجزهم. كما أن محاولة رئيس الصليب الاحمر الذي زار غزة مؤخرا لم تجدي نفعا. والحقيقة هي أن اسرائيل فشلت فشلا ذريعا في كل صفقات تبادل الاسرى منذ صفقة جبريل في 1985 والسبب بسيط – نحن ندير مفاوضات على موضوع منفصل فيما أن لدى الطرف الاخر كل الفضائل. فهو غير مكترث بينما نحن متحمسون. والنتيجة السيئة متعذرة.

لن تجدي نفعا لجان كلجنة شمغار، مع تحديد مباديء عليا ولا حتى اختيار الرجل الاكثر نجاحا لمنصب منسق الاسرى والمفقودين. الطريقة الوحيدة للنجاح هي خلق صفقة رزمة تبحث فيها عدة مواضيع، يكون فيها تبادل الاسرى موضوعا واحدا فقط.

في العام 2009، مع انتهاء حملة « الرصاص المصبوب » مورس ضغط دولي على اسرائيل لفتح المعابر الى غزة وضخ الشاحنات مع الغذاء والعتاد. وكانت اسرائيل ملزمة بان تقول في حينه: نحن حساسون للمواضيع الانسانية، ولكن لكل المواضيع الانسانية. سنجري مفاوضات مع حماس على الموضوعين: مدى فتح المعابر وتبادل الاسرى.

لو عملنا هكذا لنشأ وضع متوازن. كنا سنضغط لتحرير جلعاد شاليط، وحماس التي هي ليس فقط منظمة ارهاب بل والحكومة في غزة ايضا كانت مضغوطة على المعابر. نحن كنا سنبدي مرونة في الموضوع الاول، والطرف الاخر كان ملزما بان يبدي مرونة في الموضوع الثاني. هذا لم يحصل في حينه وهو ايضا لا يحصل اليوم.

كقاعدة، صفقات الرزمة هي السبيل الصحيح لحل كل خلاف. لنفترض ان اسرائيل توجد في مفاوضات مع طرف ما، خصم ام صديق، على توزيع كعكة معينة. المفاوضات كانت ستنتهي بتقسيم الكعة 50:50. لحكومة اسرائيل توجد مشكلة للشرح كيف وافقنا على اعطاء الطرف الاخر 50 في المئة، بينما نحن محقون اكثر، اذكى واقوى منه، وبالتالي ستجد صعوبة في اقرار مثل لنفترض الان حالة اخرى، تدور فيها مفاوضات على تقسيم كعكتين – كعكة جبنة وكعكة شوكلاته. تنتهي المفاوضات بحيث أننا نكون حصلنا فقط على ربع كعكة الجبنة ولكن ثلاثة ارباع كعكة الشوكلاته. ظاهرا هذه حالة مشابهة للحالة السابقة، إذ ان المفاوضات بالمتوسط انتهن بـ 50:50. ولكن يوجد هنا فرق كبير. لما كان الحديث يدور عن كعكتين يمكن للحكومة ان تقول: بالنسبة لكعكة الجبنة صحيح انه لم يتبقَ لنا سوى الربع، الا ان هذه على اي حال كعكة صغيرة وغير لذيذة. بحيث أنه لا بأس أننا أبدينا سخاء وتنازلنا عن ثلاثة أرباعها. بالمقابل، فان كعكة الشوكلاته هي كعكة هامة حقا. في هذه الحالة أصرينا وأجبرنا الطرف الاخر على أن يعطينا ثلاثة ارباعها. وعليه، في نهاية المطاف، نحن المنتصرون الكبار في الصفقة. الطرف الاخر سيدعي الامر ذاته ولكن العكس، والكل سيكونون راضين: سيعقدون صفقة ويكون بوسعهم ايضا أن يرووا لجمهورهم قصة النصر.

عند البحث في موضوع وحيد، يدور الحديث دوما عن « لعبة مبلغها الصفر ». أما عند البحث في عدة مواضيع، يتبين أن سلم الاولويات لدى الطرفين مختلف: ما هو الاهم لنا يكون أقل اهمية للطرف الاخر وبالعكس. وكي نتمكن من الوصول الى « اتفاق رزمة » مع حكومة غزة يجب قبل كل شيء الاعتراف بحقيقة أن غزة هي منذ زمن بعيد دولة بكل معنى الكلمة وحماس هي الحاكم هناك. لاسرائيل قدرة عالية على أن تعرض على غزة عصي وجزر، وعليه اذا ما دخلنا في مفاوضات كهذه (مباشرة ام غير مباشرة)، يكون فيها تبادل الاسرى مجرد موضوع واحد يبحث فيها، سنتمكن من الوصول الى نتيجة جيدة حتى في موضوع اعادة جثماني غولدن واورون وتحرير المدنيين الاخرين الذين تحتجزهم حماس وفي مواضيع اخرى ايضا.

كلمات دلالية