المخاطر التي تحدق بالقضية تستوجب من الجميع التكاثف

خبر القيادي الغول: الخطوات التي دعت لها الجهاد هامة وعلى القوى تشكيل أداة ضغط لإنهاء الانقسام

الساعة 04:55 م|08 سبتمبر 2017

فلسطين اليوم

أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كايد الغول، على أهمية الخطوات التي نادت بها حركة الجهاد الإسلامي اليوم، باتجاه انهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الفلسطينية، مشيراً إلى أن مطالب مشابهة وجهت لطرفي الانقسام سابقاً لكنها لم تجد استجابة نظراً للمشاريع الخاصة لطرفي الانقسام.

وقال الغول في حديث لـ « فلسطين اليوم »، إذا تخلت أطراف الانقسام عن مشروعها الخاص، وعن مساعيها لإخضاع الآخر لمشروعها، وإذا ما تخلت عن هذه المفاهيم يصبح من الطبيعي أن تشكل هذه المطالبات أساس لمغادرة حالة الانقسام.

وأضاف، أنه يوجد لدينا اتفاقات موقعة سواء بشكل وطني جماعي أو اتفاقات بين طرفين الانقسام لكنها لم تنفذ. متسائلاً لماذا لم تنفذ هذه الاتفاقات؟.

وأوضح أن الإجابة على عدم تنفيذ الاتفاقات باتت واضحة وهي أن كل طرف ينظر للاتفاقات من زاوية مصلحته، بالتالي إذا طبقت الاتفاقات من باب مصلحته يمكن أن يقدم تسهيلات، وان لم تكن يضع العراقيل أمام تنفيذها.

وأكد على أن المطلوب هو مغادرة حالة الوهم عند أي من الأطراف لأن سياسته الخاصة ستؤدي إلى التصادم في نهاية الامر، والمحصلة ستكون خسارة له وللشعب والقضة الوطنية، والتقيد بالاتفاقات الوطنية التي عقدت.

وطالب الغول بضرورة عقد اجتماع وطني يناقش الآليات الوطنية لتنفيذ هذه الاتفاقات، وأن نتابع ما جرى من نتائج اجتماع اللجنة التحضيرية في بيروت لانعقاد المجلس الوطني. حتى نعالج مسالة الانقسام من جهة واستعادة الوحدة من جهة أخرى من خلال عقد مجلس وطني وفق الاتفاقات الموقعة.

وعن تراجع الحالة الشعبية المطالبة بإنهاء الانقسام وآلية تعزيزها، قال الغول:« للأسف يوجد حالة خيبة أمل واسعة في صفوف الشعب لأن كل جهود إنهاء الانقسام لم تصل إلى نتائج، فضلاً أن المعاناة التي تتفاقم مع طول فترة الانقسام والهموم اليومية جعلت قطاعات واسعة لا تعتقد أن المشاركة يمكن أن تؤدي إلى نتائج، خاصة وأن المشاركات السابقة تعرضت للقمع من قبل الأمن حتى وأنها كانت تنادي بإنهاء الانقسام وهذا فيه مفارقة كبرى.

وأشار، إلى أنه في الوقت الذي تدعو فيه أطراف الانقسام لإنهائه، تقوم بقمع أي محاولات جماهيرية تدعو إلى مثل هذا الامر.

وطالب الغول أن تبادر القوى السياسية لبحث آليات تعمل على توحيد وطاقات قدرات الشعب الفلسطيني في إطار منظم لتتحول الحالة الشعبية إلى أداة ضاغطة فعلاً، ومتجاوزة لكل إجراءات القمع والامن في محاولة تحييدها عن ممارسة دورها في الضغط لإنهاء الانقسام؛ وهنا قد تصبح جبهة وطنية بعنوان محدد لإنهاء الانقسام في إطار ناظم وينظم جهود القوى السياسية والمجتمعية وعلى قاعدة برنامج يتواصل فيه الفعل ويتصاعد الفعل إلى أن يفرض الشعب كلمته على أطراف الانقسام، وينهيه وفق الاتفاقات الموقعة. وأعرب عن اعتقاده أن هذا هو المطلوب من الفصائل والقوى أن تبحث عنه فيما بينها ومع المجتمع المدني والقوى الشعبية في الساحة الفلسطينية.

وفي ظل المخاطر التي تحدق بالقضة من محاولة تصفيتها عبر مؤتمرات دولية، وهرولة بعض الأنظمة العربية للتطبيع مع إسرائيل على حساب القضية الفلسطينية، قال الغول: » هنا تكمن الطامة الكبرى، وأيضاً أطراف الانقسام يتحدثوا عن أنهم يدافعون كل من موقعه في الحفاظ على البرنامج الوطني والدفاع عن المشروع الوطني، في الوقت الذي يشكل الانقسام الثغرة الكبرى في عملية الصمود وعملية المواجهة الموحدة لكل مخططات تصفية القضية، والعدو « الإسرائيلي » هو أكبر المستفيدين من الانقسام، ويجري استناد إسرائيل للانقسام في تبرير إدارة الظهر للشرعية الدولية وقراراتها، وفي حالة الضغف الداخلي من خلال التقدم بمشروع الاستيطان وتوسيعه في الضفة والقدس، وفي اتخاذ وتشريع قرارات تحاول أن تفرض القانون « الإسرائيلي » على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية.

وأكد أننا أمام مخططات في غاية الخطورة، ومنها ما يجري بلورته الان من مؤتمر إقليمي يمكن أن يجري فيه تصفيه القضية من خلال التطبيع مع بعض الدول العربية الفلسطينية، ومحاولة إنهاء قضية اللاجئين وتوطينهم، ومن إعادة تمزيق وحدة الضفة والقطاع، بحيث يمكن بحث مشاريع تعزز الفصل بين الضفة والقطاع في المؤتمر.

وشدد على أن خطورة ما تتعرض له القضية تستوجب من الجميع الخروج من التمترس خلف المواقف الخاصة والبحث عن برنامج وطني بشكل جدي، يعيد الوحدة، التي تستطيع أن تواجه مخاطر تصفية القضية، وتوفر عوامل الصمود لشعبنا، وما دون ذلك يبقى أطراف الانقسام يتحملون مسؤولية تاريخية فيما يوفره الانقسام من عوامل لتصفية القضية.

كلمات دلالية