خبر اشارة للقوى العظمى، للاسد ولايران- اسرائيل اليوم

الساعة 10:56 ص|08 سبتمبر 2017

فلسطين اليوم

اشارة للقوى العظمى، للاسد ولايران- اسرائيل اليوم

بقلماللواء احتياط يعقوب

(المضمونتعلمنا وعلمنا بانه في مثل هذه الحالات لا ينبغي العمل وفقا لمعقولية الطرف الثاني بل وفقا للقدرات – وعلى هذا الاساس يجب ان نكون مستعدين لكل سيناريو  - المصدر).

الهجوم على معهد البحوث وانتاج السلاح السوري في محافظة الحمة تم، حسب منشورات أجنبية، من سلاح الجو الاسرائيلي. اذا كان هذا صحيحا، فانه  توسيع ما للسياسة الاسرائيلية.

فاذا كانت ركزت السياسة حتى الان على منع ارساليات السلاح الايرانية والسورية التي كان يفترض ان تصل الى حزب الله، يبدو الان، اذا كانت اسرائيل بالفعل تقف خلف الخطوة، توجد على بؤرة الاستهداف ايضا مواقع انتاج تعود للحكومة السورية نفسها. لا يمكن ان نعرف ما الذي أدى الى القرار بتغيير السياسة، ولكن يبدو ان اصحاب القرار فهموا بانه اذا لم تعمل اسرائيل، كما قالت مصادر اجنبية، فقد ينشأ وضع مهدد تصل فيه اسلحة حديثة الى منظمة حزب الله فتحسن قدراتها على نحو كبير.

قتال – ودبلوماسية

تدير اسرائيل معركة منذ 2011 في مركزها قراران هامان: عدم السماح لحزب الله باستغلال الفوضى السورية والحصول على اسلحة محطمة للتعادل، وعدم السماح لحزب الله وايران ان يبنيا في سوريا قواعد تسهل على المنظمة ومرسليها من طهران العمل ضد اسرائيل في المستقبل.

هام جدا ان تفهم هذه الرسالة خلف الحدود من اللاعبين الاساسيين الاربعة في سوريا وعلى رأسهم روسيا. هذا هو السبب الذي جعل محادثات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع رئيس القوة العظمى، فلاديمير بوتين، هامة جدا. بفضل سنوات من الخطوات الدبلوماسية يجري بين موسكو والقدس حواء دائم هدفه منع وضع يتفاجأ فيه الكرملين من خطوات اسرائيلية. في اسرائيل يقدرون جدا منظومة العلاقات هذه ويعملون على حفظها حتى في حالات لا توافق فيها روسيا على خطوات اسرائيلية كهذه او غيرها وحتى لو كانت اسرائيل في بعض من الحالات « غير راضية » عن اعمال روسية ومبيعات السلاح لديها.

اللاعبان البارزان الاخران هما ايران وحزب الله، وهما يعملان معا الى جانب ميليشيات شيعية جلبتها ايران الى المنطقة في تنسيق مطلق. يتحدث العالم عن اجانب كثيرين وصلوا للقتال في صفوف داعش، ولكن الحقيقة هي أن الايرانيين جلبوا اجانب من كل العالم الشيعي بعداد أكبر كي يقاتلوا الى جانب حزب الله لصالح الاسد – والعالم يسكت. وعليه فقد كان هاما هذا القصف، المنسوب لاسرائيل، والذي يقول بشكل واضح: لا يوجد مكان حصين في سوريا واذا كان ينشأ عنه خطر لاسرائيل – فسهل على من اخذ القرار ان يمس به.

هل سوريا سترد؟ لا شك أن قصفا واحدا كهذا لن يوقف الجهد الايراني ولكنه يوضح حرية العمل لضرب اهداف مختلفة، بما في ذلك السورية.

حتى الان كان الاسد جد غير حذر وسمح لايران وحزب الله ان يفعلا في سوريا كما يشاءان. والخط الذي تم اجتيازه في عمل مباشر ضد منشأة سرية يشكل اشارة واضحة للاسد بان عليه أن يحذر، ويأخذ بالحسبان بانه اذا واصل توثيق العلاقات مع ايران وحزب الله، فان سوريا ونظامها ايضا قد يدفعا الثمن.

لقد قررت اسرائيل عن وعي عدم التدخل في الحرب الداخلية في سوريا، ولكن اذا تبين بانه من اجل حماية مصالحها سيتعين عليها ان تضربها، فيبدو أن هناك احتمال عال لان يتحقق.

لا يمكن أن نعرف ماذا سيكون رد الفعل على هذا الحدث. لا يبدو ان لحزب الله مصلحة في الرد، وايران هي الاخرى ستكون حذرة. اما الاسد، الذي يخدمهما فينبغي أن يأخذ بالحسبان بان كل مبادرة من جانبه سيرد عليها بهجوم اسرائيلي.

ولكن تعلمنا وعلمنا بانه في مثل هذه الحالات لا ينبغي العمل وفقا لمعقولية الطرف الثاني بل وفقا للقدرات – وعلى هذا الاساس يجب ان نكون مستعدين لكل سيناريو.

كلمات دلالية