خلال مسيرة حاشدة رفضاً للحصار

محدث البطش يطالب بإنهاء الانقسام والتراجع عن كافة الإجراءات التي ضاعفت من معاناة المواطنين

الساعة 10:44 ص|08 سبتمبر 2017

فلسطين اليوم

دعا القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ خالد البطش، إلى تطبيق ما جاء في اتفاق القاهرة 2005 و2011 واعتماد مبدأ التزامن كآلية لتنفيذ الاتفاقات، وأن تسحب حركة حماس الذرائع وتقوم بحل اللجنة الإدارية بغزة كبادرة حسن نية واستجابة منهم لمطلب القوى الوطنية والإسلامية والنخب في فلسطين، كما دعا حركة فتح والرئيس محمود عباس بالعودة عن الإجراءات العقابية بحق غزة والتي اكتوى بنارها الالاف من أبناء شعبنا، مطالباً في الوقت ذاته الرئيس « أبو مازن » بإرسال وفد لغزة للاجتماع مع حركة حماس والقوى الوطنية والاسلامية لبحث آليات تطبيق المصالحة واستعادة الوحدة وفقا لاتفاقيات تم التوصل اليها مؤخرا في القاهرة، إضافة إلى دعوة الشقيقة مصر لاستئناف جهودها واتصالاتها من أجل استعادة الوحدة وتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام ورفع الحصار عن شعبنا.

جاء ذلك خلال كلمة للقيادي البطش في مسيرة نظمتها الحركة بمدينة غزة، تدعو فيها لإنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق الوحدة، بمشاركة حاشدة من أنصار الحركة.

ووصف القيادي البطش تلك المقترحات بأنها يمكن أن تسهم في فكفكة الأزمة الناتجة عن الخلاف الحاصل بين حركتي فتح وحماس فيما يتعلق بالسلطة والحكومة والصلاحيات الإدارية في مرحلة شهدت اختلالاً واضحاً في الأسس والأولويات، التي ما كان ضرورة لها في ظل مرحلة تحرر وطني وليس مرحلة إقامة سلطة!

وأكد القيادي البطش على موقف حركة الجهاد الإسلامي رؤيتها للخروج من المأزق الوطني الراهن برمته وفق البنود العشرة التي جاءت في مبادرة حركة الجهاد الإسلامي التي طرحها الأمين العام الدكتور رمضان شلّح في أكتوبر 2016. والتي جاء في أبرز عناوينها إلغاء اتفاق أوسلو وسحب الاعتراف بدولة الكيان الصهيوني « إسرائيل »؛ لأن هذا الاعتراف هو أم الكبائر والمصائب والكوارث في التاريخ الفلسطيني.

وأوضح القيادي البطش، « رُغمَ ما تشهدهُ المنطقة من صراعاتٍ عرقيةٍ ومذهبيةٍ وتراجعاتٍ سياسيةٍ لكثيرٍ من قادةِ المنطقة ، فإن ذلك لم يلغِّ القضية الفلسطينية كقضية مركزية للأمة العربية والإسلامية »، ولفت البطش إلى أن الشعب الفلسطيني يخوضُ مقاومةً مشروعة منذُ احتلالِ أرضِهِ في العام 1948 ، ونجحَ في طردِ الغزاةِ عن أرضِ غزةَ الصامدة في العام 2005 بفعلِ التضحياتِ الجسام التي قدمها مجاهدو ومناضلو شعبنا في الضفة وغزة« .

وأشار البطش إلى أن الانقسام الداخلي الذي فاجأ شعبنا قبل سنوات أعاق بشكل كبير من سرعة تحقيق التحرير الكامل.

وشدد البطش على أن هذا الانقسامُ البغيضُ والحصارُ الظالم ، الذي وصفه بـ »التوأم المشؤوم« ، يجبُ أن ينتهي.

وحذر البطش من نوايا الاحتلال الصهيوني لشن عدوان يستهدف غزة أو لبنان ، مشيراً إلى أن المناورات التي يجريها الجيش الصهيوني شمال فلسطين المحتلة هي تهديدات واضحة بعدوان جديد ، فالعدوُ لا يفرقُ بين المقاومةِ في فلسطينَ أو لبنان ، كما لم يفرق في عدوان 2014 بين أبناءِ حماس وفتح والجهاد .

واستعرض القيادي البطش في كلمته فصول المعاناة الفلسطينية جراء الحصار الظالم من معاناة وبطالة وفقر وكساد تجاري، وزيادة في أعداد الوفيات من أصحاب الامراض المزمنة بسبب نقص الدواء. وانقطاع للتيار الكهربائي والتي كان آخرها فرض العقوبات التي تستهدف آلاف الموظفين الذين تقطع أرزاقهم كإجراء عقابي لغزة وأهلها.

وانتقد البطش استمرار الانقسام وتعثر تحقيق المصالحة طوال السنوات الماضية الأمر الذي أخل بمنظومة القيم الوطنية . حتى باتت قضيتنا أسيرة للتوجهات والمصالح المقلقة، فيما بات البعض يفكر  بالتعايش مع الانقسام كأمر واقع.

ونبه القيادي في حركة الجهاد إلى أن استمرار الانقسام سيؤدي لتسهيلِ مهمةِ العدو في الفصلِ السياسيِ والجغرافيِ والاقتصاديِ والاجتماعيِ بين مكوناتِ الشعبِ الفلسطيني. محذراً من أن تبدو قضية النضال الوطني الفلسطيني وكأنها صراعٌ على السلطة بدلاً من التركيزِ على الصراعِ مع العدوِ الصهيوني لتحريرِ الوطن والعودة إلى أرضنا والعيشُ فيها بحريةٍ وكرامةٍ.

وتساءل البطش ما الذي جناه شعبنا من سنوات الانقسام العجاف؟ سوى الويلات لمئاتِ العائلاتِ الثكلى. ناهيكم عن تردي الحرياتِ العامة وملاحقةِ الشرفاء والمناضلين والمقاومين والزجُ بهم في السجون، فمن من كان يتوقعُ أن يُلاحقَ الأسرى بعدَ تحررهم من سجونِ الاحتلال؟ في تجاوزٍ للإجماع على تجريمِ الاعتقالِ السياسيِ وتحريمه من أيِّ طرفٍ وفي أيّ مكان. 

وقال : »إن الانقسام يتحمل مسؤولية تراجُعِ القضية الفلسطينية على المستوى العربي والإسلامي ، وهناك من لا يريد لهذه القضية أن تبقى قضية مركزية للامة يلتف حولها الأحرار والثوار ، وقد فُتحت الطريقُ أمامَ الصراعاتِ العرقيةِ والمذهبيةِ على حسابِ معاناةِ اللاجئين في المخيماتِ والتضييقِ عليهم بدلاً من تسهيل فرص الحياة الكريمة لهم في الدول العربية.

وأضاف: لقد استُغِلَ الحصارُ الظالمُ والانقسامُ العبثي من قبل البعض لتسهيلِ أو تبريرِ مهمة التطبيع بين بعض الأنظمةِ العربية والاسلامية والكيان الصهيوني على حسابِ القضيةِ الفلسطينية.

وعدد البطش المخاطر السياسية المترتبة على استمرار المأزق الراهن وانسداد الأفق ، في ظل ما يجري التحضير له من مؤامرات لتصفية القضية الفلسطينية.

وحذر البطش من أهداف المؤتمر الإقليمي الذي يجري الإعداد له بمشاركة دول عربية قبلت أن تتحول مهمتها من تحرير فلسطين واستعادة المسجد الأقصى إلى مهمة البحث عن تحقيق ما يسمى بالسلام التاريخي مع المحتل الصهيوني أو ما أسماه ترمب بصفقة القرن !!

وشدد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أنه وأمام هذه التحديات التي تحدق بقضيتنا فلا بد من استعادة الوحدة الوطنية. موجهاً رسالة لحركة حماس قال فيها: إذا كان الرهانُ بأن الوقت قد يسعف في تبدل الوضع العربي المأزوم حاليا، فننصح بأن الأحداث تصنعها بنادق المقاومين والارادة المقاتلة على أرض فلسطين« ، وأضاف : »إن سلاح المقاومة محمي بإرادة من يحملونه، وقد حُمي هذا السلاح في أصعب الظروف وأحلك الاوقات ولا يستطيع أحدٌ أن يصادرَ سلاحنا أو حقنا في مقاومة الاحتلال لتحرير أرضنا المغتصبة وعودة لاجئينا؛ فكونوا البادئين في سحب الذرائع ونفض غبار سنوات الانقسام العجاف، مراعاة لمصلحة شعبنا وحماية لحاضنة المقاومة ومشروعها، وحتى لا تتحملوا المسئولية أو تكونوا شركاء فيما قد تؤول إليه القضية من تدهور لا قدر الله.

وتوجه بنداء لحركة فتح والسلطة الفلسطينية والرئيس « أبو مازن » بأن يجعلوا المهمة الأساسية لهم « كسب ثقة الشعب ومكوناته والحرص على إعادة بناء وترتيب البيت الفلسطيني الداخلي بدلاً من إضاعة الوقت في الحفاظ على علاقات عامة مع المجتمع الدولي التي لن تؤدي لنتائج ملموسة وحصار الشهيد ابو عمار واغتياله خير شاهد!

فانفضوا غبار سنوات الحصار الظالم على غزة ، انفضوا غبار سنوات الانقسام البغيض ، وكونوا البادئين في خطوات استعادة الوحدة وانهاء الانقسام مراعاة  لمصلحة شعبنا وتعزيز مقومات صموده في دورة التكامل والشراكة الوطنية وتقاسم المسئوليات للتخفيف عن الناس. وحتى لا تتحملوا المسئولية وتتهموا بأنكم شركاء في معاناة الناس في غزة وشهودا صامتين على الحصار الظالم على أهلكم في غزة أو ما قد يسببه ذلك من تدهورٍ للقضية لا قدر الله.

وأشاد القيادي البطش بالوحدة الوطنية التي تجلت في القدس في معركة حماية الأقصى، وقال إنه بمثل هذه الوحدة يمكننا التصدي لإجراءات العدو ومحاولاته المستمرة لتهويد القدس وتقسيم المسجد الاقصى المبارك وبناء المستوطنات والدعوة إلى انشاء بلدية للمستوطنين بالخليل وطرد العائلات المقدسية كعائلة »شماسنه« مؤخرا.

وأكد أن سلاح سرايا القدس وكتائب القسام وكتائب الأقصى وباقي فصائل المقاومة قادر على التصدي لكل المؤامرات لتصفية القضية ورعاة التطبيع مع العدو، مشدداً على أن وحدتنا الفلسطينية ومقاومتنا الأصيلة التي تجلت في القدس خير دليل على ذلك.

وأوضح القيادي البطش، أن الحرص على القضية الفلسطينية ينبغي أن تكون أول أولوياته ضرورة ملامسة هموم الناس والبحث عن حل لمشاكلهم من عودة التيار الكهربائي للقطاع ، ووقف سياسة العقاب الجماعي ، ووقف سياسة الاحالة للتقاعد ، والعمل على فتح المعابر مع الضفة والعالم الخارجي ، واسراع وتيرة الاعمار بالقطاع والعمل على زيادة فرص العمل والتخفيف من أعداد ضحايا المحرضين على استمرار الانقسام والمستفيدين منه فالاعتداء على الحريات العامة والاعتقال السياسي حيثما تم وصياغة القوانين التي تكمم الافواه وتصادر الحق في حرية التعبير أمر مرفوض ويجب أن يتوقف ويعاد الاعتبار للمواطن الفلسطيني.

وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي: »لقد آن أوان الوحدة الوطنية وترتيب البيت الداخلي وبناء المرجعية الوطنية لتحقيق الشراكة في القرار الوطني« ، مؤكداً أن ذلك لا يعني أبداً القبول بالتفريط في الأرض أو المساومة على السلاح أو التنازل عن الكرامة التي دفعنا الأشلاء والدماء للمحافظة عليها.

وأكد على أن فلسطين تستحق التضحية من أجلها والدفاع عنها، وقال إننا مطالبون بدفع ثمن وحدة الشعب وقواه وهو ثمن يسير وسهل. وهو ثمن أقل تكلفة من ثمن سنوات الانقسام المريرة التي دفع الشعب كله فاتورتها حصاراً وآلاماً وجراحات

وتعهد القيادي البطش بأن تستمر حركة الجهاد الإسلامي في بذل الجهود بالتشاور مع الأشقاء المصريين والتنسيق مع كافة القوى السياسية لاستعادة الوحدة الوطنية واعادة الاعتبار للمشروع الوطني واعادة بناء المؤسسات الوطنية » -م-ت-ف-« لتحقيق الشراكة الوطنية في القرار الوطني لمواجهة العدو.

وطالب القيادي في الجهاد الرئيس أبو مازن بالدعوة لعقد الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير بالقاهرة لتقييم الوضع الفلسطيني برمته ومراجعة المسيرة السياسية خلال السنوات الماضية منذ اتفاق أوسلو وحتى يومنا هذا.

وحذر من عقد المجلس الوطني الفلسطيني في رام الله، الأمر الذي يعتبر تجاوزاً واضحاً لما تم الاتفاق عليه سابقاً. منبهين إلى أنه إذا كان المقصود من عقده برام الله تجديد الشرعيات فإننا نحذر من ضرب مفهوم الشرعيات أو الصراع حولها إذا انعقد بدون توافق وطني.

وختم القيادي البطش كلمته، بالتأكيد على ضرورة عدم السماح للانقسام والمحرضين عليه والمستفيدين منه، أن يحولوا أولويات الناس من التحرير إلى البحث عن المأوى، ويجب أن لا تختصر الازمة بعنوان اللجنة الإدارية هنا او عنوان هناك، كما لا ينبغي أن نبقى رهائن لمزاج هذا الطرف أو ذاك.

في سياقٍ آخر، دان القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ خالد البطش بشدة جرائم الإرهاب الوحشية التي ترتكبها القوات البورمية المتطرفة بحق مسلمي أراكان.

وقال: » نقف اليوم على أرض غزة الجريحة والمكلومة، ورغم ما يكتوي قلوبنا، فإن آلامنا تتضاعف من هول مشاهد القتل والذبح التي تتناقلها عدسات الأخبار على أيدي الإرهاب البورمي الذي يلاحق المسلمين في إقليم راكان« .

وندد القيادي البطش بالصمت على تلك الجرائم البشعة قائلاً: »إن الحضارة التي لا تفزع من هول هذه المشاهد والتي لا تتحرك لحماية الأبرياء هي حضارة زائفة تكيل بمكيالين« ، وأضاف: »إننا باسمكم جميعاً ندين ونستنكر بشدة هذا التقتيل للأبرياء ونطالب العالم أجمع بالتحرك العاجل لحماية الروهينجا والعمل على استقلالهم في دولتهم التي احتلتها بورما".

مسيرة الحصار

الجهاد

الجهاد

مسيرة الحصار

مسيرة الحصار

مسيرة الحصار

كلمات دلالية