ليبرمان يعترف بالهجوم على سوريا..

خبر « إسرائيل » توجه رسالة حادة لواشنطن وموسكو

الساعة 06:33 ص|08 سبتمبر 2017

فلسطين اليوم

التزم أركان دولة الاحتلال « الإسرائيلي » الصمت المُطبق طوال اليوم قبل أن يعلن وزير الحرب « الإسرائيلي » افيغدور ليبرمان مسؤولية « إسرائيل » على الهجوم الذي تمّ تنفيذه صباح الخميس من لبنان واستهدف مركز أبحاث سوريّ بالقرب من ريف حماة، الواقع في غرب هذه الدولة العربيّة، اللافت أنّ الضربة العسكريّة جاءت في نفس التاريخ التي نفذّت فيه الدولة « العبريّة » الهجوم على مفاعل دير الزور في العام 2007.

الإعلام العبريّ، تناول وبتوسّعٍ كبير قضية الاستهداف « الإسرائيليّ » للمركز، مُشدّدًا على أنّه خلافًا للماضي، فإنّ الضربة « الإسرائيليّة »، بحسب المصادر الأجنبيّة، لم تستهدف قافلة أسلحة كانت في طريقها من سوريّة إلى لبنان بهدف تسليمها لحزب الله الذي يُواصل تعظيم ترسانته العسكريّة، استعدادًا للمواجهة المُقبلة مع « إسرائيل ».

مُحلل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، صاحب الباع الطويل في المنظومة الأمنيّة « الإسرائيليّة »، تناول في تحليله الذي نشره على موقع الصحيفة، الضربة، أسبابها وتداعياتها، لافتًا إلى أنّ قائد « سلاح الجوّ الإسرائيليّ » التي انتهت ولايته قبل عدّة أسابيع، الجنرال في الاحتياط أمير أيشيل، كان قد قال مؤخرًا في حديثٍ خاصٍّ أدلى به للصحيفة العبريّة، إنّ « سلاح الجوّ الإسرائيليّ » نفذّ في السنوات الأخيرة أكثر من مائة هجوم ضدّ قوافل الأسلحة القادمة من إيران إلى سوريّة ومن ثم إلى لبنان، ولكنّ المُحلل شدّدّ على أنّ عملية صباح اليوم، التي نسبتها وسائل الإعلام الأجنبيّة « للدولة العبريّة »، كانت عمليّةً مغايرةً ومختلفةً في الأهداف والتوقيت، على حدٍّ سواء، على حدّ تعبيره.

واعتبر المُحلل أنّ الضربة العسكريّة « الإسرائيليّة » خارجة عن القاعدة، ولم يسبق لها مثيل في الماضي، مُشدّدًا على أنّها بمثابة رسالةٍ حادّة كالموس لكلٍّ من الولايات المُتحدّة الأمريكيّة ولروسيا الاتحاديّة، على حدّ قوله.

وتابع قائلاً إنّ هذه المرّة، بحسب المصادر الأجنبيّة، فإنّ هدف الضربة « الإسرائيليّة » كان سياسيًا مائة بالمائة، ولم يكُن مخزن أسلحة أو قافلة أسلحة كانت في طريقها من سوريّة إلى حزب الله في لبنان، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ الرسالة « الإسرائيليّة »، التي أراد صنّاع القرار في « تل أبيب » إيصالها لموسكو وواشنطن، هي أنّ « إسرائيل »، قادرة، نعم قادرة على تشويش وتخريب أيّ حلٍّ سياسيٍّ في سوريّة مُستقبلاً، إذا لم يأخذ بعين الاعتبار المصالح الاستراتيجيّة للدولة العبريّة، ومصالح الأمن القوميّ الإسرائيليّ، على حدّ قوله.

ولفت المُحلل هارئيل إلى أنّه في نهاية تموز (يوليو) المُنصرم توصّلت الولايات المُتحدّة الأمريكيّة وروسيا لاتفاق لخفض مناطق التور في سوريّة، وعلى الرغم من أنّ « إسرائيل » عملت جاهدًا في كلٍّ من واشنطن وموسكو لإقناع صنّاع القرار فيهما على الأخذ بعين الاعتبار توجسّها وقلقها من أنّ هذا الاتفاق سيجلب القوات الإيرانيّة، وقوات حزب الله إلى الحدود السوريّة-« الإسرائيليّة »، فإنّ روسيا وأمريكا رفضتا الاستماع للطلبات « الإسرائيليّة »، وفشلت الزيارة التي قام بها الوفد الأمنيّ « الإسرائيليّ » إلى واشنطن في إقناع الأمريكيين بوجهة نظر الدولة العبريّة، كما أنّ رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، الذي زار روسيا قبل أسبوعين واجتمع مع الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتن في مدينة سوتشي الساحليّة لإقناعه بضرورة المحافظة على المصالح الأمنيّة والعسكريّة « الإسرائيليّة » في سوريّة، فشل فشلاً مُدويًا، لأنّ بوتن رفض التنازل قيد أنملة عن مواقفه، وأبلغ نتنياهو أنّ بلاده غيرُ مُستعدّةٍ للتنازل عن حليفتها الاستراتيجيّة، الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران من أجل “سواد عيون” إسرائيل« .

بناءً على ما تقدّم، أكّد المُحلل الإسرائيليّ، على أنّ الهجوم »الإسرائيليّ« صباح الخميس هو رسالةً لموسكو وواشنطن مفادها أنّ »الدولة العبريّة« قادرة على تشويش أيّ حلٍّ سياسيّ مُستقبليٍّ في سوريّة، إذا لم يأخذ بعين الاعتبار مخاوفها من اقتراب القوات الإيرانيّة إلى الحدود مع »إسرائيل« ، الأمر الذي قد يؤدّي إلى رفع منسوب التوتّر والتهديد على الحدود الشماليّة، على حدّ قول المُحلل الإسرائيليّ.

إلى ذلك، وفي اعتراف غير مباشر بمسؤولية »إسرائيل« عن العدوان الذي استهدف موقعًا عسكريًا في سوريّة في ريف حماه، قال رئيس مركز أبحاث الأمن القومي والرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان)، الجنرال في الاحتياط عاموس يدلين إنّ هذا الهجوم ليس عاديًا، مُضيفًا أنّ فيه ارتقاء درجة لأنّه يمسّ بمكان هو مركز سوري للبحوث والتطوير، وفي المجالات الأكثر حساسية بالنسبة لنا، أيْ صواريخ دقيقة، على حدّ قوله.

وتابع الجنرال يدلين قائلاً إنّ هذا الصواريخ الدقيقة تُشكّل خطرًا على »إسرائيل« أكثر من السلاح الكيميائي الذي لم يتجرأ أحد على استخدامه ضدّنا، وتابع قائلاً إنّ الصواريخ الدقيقة هي تهديد مركزي في المواجهة المقبلة، لذلك هناك أهمية كبيرة لهذا الهجوم، بحسب تعبيره.

ورأى يدلين أن هناك ثلاثة أمور ترفع من أهمية هذا الهجوم وهي: تنفيذ الضربة على المنشأة التي تمّ استهدافها، توقيت الهجوم، وعدم استطاعة منظومات الدفاع الجوي الروسي في سوريّة منع حرية عمل »إسرائيل"، على حدّ قوله.

كلمات دلالية