خبر اتصالات الساعات الحاسمة الاخيرة تجريها جهات عديدة بين حماس واسرائيل لتجديد التهدئة

الساعة 06:45 ص|16 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم-غزة

أكدت مصادر فلسطينية وعربية واوروبية لـصحيفة (المنـــــار) المقدسية أن اتصالات بدأتها منذ أيام أطراف أوروبية وعربية مع اسرائيل وحركة حماس من أجل توفير الأجواء لتمديد التهدئة ومساعدة بعض التيارات والجهات في الجانبين التي تؤمن بضرورة استمرار العمل في التهدئة.

 

وذكرت هذه المصادر أن الاسبوع الحالي سوف يشهد لقاءات مكثفة، ومنها لقاءات قد بدأت بالفعل ، بعضها علني والآخر سري ، وجزء منها يعقد في مدينة العريش وجزء آخر داخل القطاع بين قيادات من حركة حماس وأطراف دولية وعربية تحاول السعي لدى حماس أو الضغط عليها من أجل القبول بتقديم بعض التنازلات في ملف شليط والافراج عنه، وانهاء هذا الملف من خلال دمجه مع اتفاق تمديد التهدئة، وهذا ما ترفضه حماس حيث تدفع بهذا الملف الى ما بعد الانتخابات الاسرائيلية لتحقيق أمرين اثنين، الأول: ابعاد خطة اسرائيلية للقيام بحملة عسكرية واسعة ضد القطاع تكون لها أهدافا انتخابية ، والأمر الثاني، أن تضمن تنفيذ مراحل صفقة الافراج عن شليط.

 

ومع أن الحركة كانت قد رفضت اقتراحا بهذا المعنى اواخر الشهر الماضي الا ان ما تحمله الجهات التي تحاول لعب دور الوساطة لضمان استمرار التهدئة من تقارير ومعلومات قد تساهم في اقناع الحركة بضرورة انهاء ملف شليط خاصة وأن هذه الجهات أبدت استعدادا باعطاء ضمانات لحركة حماس بأن تقوم اسرائيل بتطبيق وتنفيذ حميع المراحل في الاتفاق حول تبادل الاسرى بين اسرائيل وحماس حتى لو لم يتم انهاء مراحل الاتفاق خلال وجود القيادة السياسية الحالية في تل ابيب، وهذا هو السبب الرئيس لمخاوف الحركة التي تخشى ضياع وتلاشي مكاسبها والمماطلة في تطبيق المراحل القادمة من أي اتفاق ، في حال وصول حكومة يمينية أكثر تصلبا من الحكومة الحالية في اسرائيل، وحسب هذه المصادر فان هناك اصرارا لدى الجانب الاسرائيلي على ضرورة انهاء ملف شليط مهما كان الثمن، ولكن، على أن لا يزيد هذا الثمن عن السقف الذي مررته اسرائيل الى الوسيط المصري قبل اسابيع.

 

وأضافت المصادر أن الأيام القادمة حاسمة ومصيرية بالنسبة لطبيعة الحل الذي سيتم اعتماده اسرائيليا من أجل اعادة شليط ، والمفاوضات المستمرة جدية، وفي حال بدأت السير على مسار صحيح وجدي وبدون مماطلة فان اسرائيل ستلتزم أمام الاطراف الدولية التي تلعب دور الوساطة الى جانب مصر بالالتزام بالتهدئة وعدم القيام بأية عمليات عسكرية حتى لو كانت هناك خروقات من جانب بعض المنظمات الفلسطينية.

 

 وكشفت المصادر أن الجهات التي تجتمع مع قيادة حماس تحمل تقارير تؤكد أن الجانب الاسرائيلي والقيادة السياسية لا يمكنها أن تتملص من المعاناة التي يعيشها سكان جنوب اسرائيل، وأن هذه الجهات ستؤكد انها لا تستبعد خاصة مع المعلومات التي تمتلكها بأن تقدم اسرائيل على خطوات متطرفة ضد حركة حماس وقياداتها، وتحديدا اذا ما تسببت القذائف بوقوع كارثة. وعندها لن تستطيع القيادة السياسية أن تبقي الأمور تحت السيطرة وسوف تبعد مسألة شليط من حساباتها في اتخاذ أي قرار عسكري ازاء قطاع غزة.

 

في نفس السياق، قال مصدر سياسي لـ للصحيفة أن اسرائيل وضعت فعلا خطة من ثلاث مراحل لاعادة تقسيم القطاع واجتياحه بشكل تدريجي والقضاء على حكم حماس هناك، وأن القوات الاسرائيلية قامت بالتدريب على هذه الخطة وتطبيقها خلال الاشهر الماضية وحتى قبل الاعلان عن التهدئة في حزيران الماضي.

 

مصدر دبلوماسي عربي قال :أن على قيادة حماس أن تكون عقلانية وان تستمع الى نصائح الجهات الراغبة في منع اشتعال وانفجار الوضع ، لأن عكس ذلك يعني خسارة الحركة للكثير من الانجازات والمكاسب التي تمكنت من تحقيقها طوال الفترة الماضية، كما انه يجب التوقف عن الرهان على امكانية الحصول على مكاسب اكبر من الحكومة الاسرائيلية القادمة.

 

واشار المصدر الى ضرورة ان تجيد حماس قراءة خارطة الواقع الحالي في المنطقة والعالم وتحديدا خارطة الوضع الحزبي في اسرائيل، وأن تستذكر أن أحداثا خطيرة كانت تقع عشية انتخابات مبكرة في اسرائيل، وحذر المصدر من أن يخرج الجيش الاسرائيلي في عملية عسكرية واسعة لحسم الوضع مع حركة حماس.