خبر انتبهوا !! -بقلم :عماد الافرنجي

الساعة 06:16 ص|07 سبتمبر 2017

فلسطين اليوم

بقلم :عماد الافرنجي

رئيس منتدى الاعلاميين الفلسطينيين

المناورات العسكرية غير المسبوقة التي بدأها أول أمس الثلاثاء جيش الاحتلال الاسرائيلي في شمال الكيان الاسرائيلي باسم ( نور داغان) بمشاركة 20 فرقة عسكرية وعشرات آلاف الجنود وسفن وغواصات وطائرات وكتائب حربية ووحدات هندسية ولوجستية وقوات خاصة، والمعلن أنها تحاكي حربا مع حزب الله تبعث على القلق وتدعو الى الحذر الشديد !! .

صحيفة هآرتس قالت أنها المناورة الأولى من نوعها منذ 19 عاما تهدف الى التهيؤ لاندلاع حرب مفاجئة وتشمل مناورات برية وبحرية وجوية واخلاء مستوطنين اسرائيليين خلال ساعات الحرب، والوقوف على الجاهزية العسكرية للقوات للتعامل مع أي هجوم ، وفحص القدرات التكنولوجية والتموين برا وجوا في مختلف الظروف .

بيد أن صحيفة يديعوت ذكرت ان المناورات ستستمر 11 يوما بمشاركة عشرات الطائرات الحربیة وطائرات دون طیار بجمیع أحجامها وتحاكى فيها عملیات إجلاء المدن وصد عملیات التسلل عند الحدود وإبطال عمل خلایا التجسس ، وكل مجالات السايبر وشاحنات ذاتية القيادة وروبوتات لنقل المعدات، وانشاء مستشفيين ميدانيين.

التصريحات الاعلامية الاسرائيلية حاولت التخفيف من ضخامة الحدث بقولها أن تأتي ضمن خطة التدريبات العسكرية للعام الحالي ، وأنها رسالة ردع لحزب الله الذي تحسنت قدراته العسكرية لكن « اسرائيل » تحسنت قدراتها أكثر، وهدفها اختبار القوات وضمان جاهزيتها ، وربطتها بالتغيرات الجارية على حدودها مع سوريا ومحاولة ترسيخ الوجود الايراني في سوريا.

بكل الأحوال فان المناورات الاسرائيلية تستوجب الحذر ودراستها ومتابعتها بدقة من قبل المقاومة في لبنان وفلسطين ، فهي خطيرة وتحمل تهديدات مبطنة وأبعاد خطيرة ، واعلان أنها مناورة وتدريب ربما تهدف الى جعل المقاومة تركن الى أنها كذلك وتدعو الى التراخي !!.

إن ملاحقة الشرطة الاسرائيلية لرئيس حكومة الاحتلال نتنياهو وعائلته في قضايا فساد ، وكذلك محاصرته في الحكومة من قبل متطرفين أمثال ليبرمان وبينيت ، إضافة الى فشله في احداث أي تقدم في ملف المفقودين الاسرائيليين في غزة قد يدفعه الى الهروب الى الامام وارتكاب حماقة من شن حرب خاطفة على لبنان أو حتى على غزة .

ويعتبر أبرز عناصر النجاح لأي حرب هي المباغتة والمفاجئة للعدو ، فما الذي يمنع نتنياهو من فعلها للخروج من أزماته المتفاقمة أو ربما تنفيذ عملية عسكرية خاطفة ومغامرة قد لا تستغرق بضعة دقائق تستهدف اختطاف قائد أو مسؤول في حزب الله أو حماس للمقايضة عليه في المستقبل .

ويمكن لأي مراقب ملاحظة حجم ونوع وتنوع القوات المشاركة وشكل التسليح واستخدام الذخيرة الحية ، ثم عمليات نقل المستوطنين خلال الحرب وغيرها، وهو ما يفرض علينا ألا تمر تلك المناورات دون مراقبة دقيقة ، ما الذي يمنع وكل الأنظار متجهة الى الشمال ان يكون الهدف الاسرائيلي في الجنوب وعينه على غزة ؟! لينقض على فريسته بضربة قوية مفاجئة أو عملية تسلل أو اختطاف قائد أو غيره ؟؟!!.

حتى لو لم يحدث أي مغامرة « إسرائيلية »، علينا أن نراقب كل ما تقوم به « اسرائيل » قبل و خلال وبعد المناورة العسكرية ، ونكون على أهبة الاستعداد ، وقراءة كل استعدادات جيش الاحتلال وخططه وحل ألغازه ومعرفة قدراته وأسلوب عمله وتحركاته ، والتي ربما في النهاية يكون هدفها رفع معنويات جيش الاحتلال المهزوم على أعتاب لبنان وحدود غزة .

 

كلمات دلالية