في ظل الاهتمام الاسرائيلي باللقاء

تحليل لقاء السنوار بماورير.. هل سيفضي لصفقة تبادل أسرى ؟

الساعة 04:53 م|05 سبتمبر 2017

فلسطين اليوم

تداولت وسائل الإعلام المحلية والعربية والإسرائيلية الأخبار المتعلقة بلقاء رئيس المكتب السياسي لحركة « حماس » في قطاع غزة يحيى السنوار، ظهر اليوم الثلاثاء، رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير، وتشير التوقعات إلى ان اللقاء كان جوهره قضية الجنود « الإسرائيليين » الاسرى لدى المقاومة.

وركزت وسائل الإعلام المختلفة خاصة الإسرائيلية منها على اللقاء من زاوية إمكانية الدفع نحو حلحلة فيما يتعلق بصفقة تبادل جديدة مع المقاومة.

صحيفة « يديعوت أحرونوت » العبرية، ذكرت قبل اللقاء، أن رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير، ناقش مع السنوار، قضية الجنود الأسرى « الإسرائيليين »، لدى المقاومة في غزة، وفي أعقاب اللقاء، قال المختص بالشؤون العربية في الإذاعة العبرية جال بيرغر، « إن السنوار رفض طلب رئيس اللجنة الدولية للصيب الأحمر لقاء الأسرى الإسرائيليين في غزة ».

المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر سهير زقوت، رفضت التعقيب لوسائل إعلامٍ محلية عمَّا إذا كانت الزيارة لها علاقة بالجنود « الإسرائيليين » لدى المقاومة.

واكتفت حركة « حماس » بإصدارِ بيانٍ رسميٍ يتحدث عن مجريات اللقاء والمواضيع، ولم تأتِ على ذكر ملف الجنود الإسرائيليين المعتقلين لدى المقاومة إن تمت مناقشته في اللقاء أم لا.

الباحث والمحلل السياسي حمزة أبو شنب، يرى أن لقاء رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير برئيس حماس في غزة يحيى السنوار يأتي في إطار عمل ومهام الصليب الأحمر، وضمن جهود الصليب الرامية للتخفيف من الأوضاع الإنسانية.

واستبعد أبو شنب في حديثه لـ« فلسطين اليوم » أن يتدخل الصليب الأحمر بين حماس و« إسرائيل » من اجل الدفع تجاه صفقة تبادل جديدة، إذ يرى أن إبرام صفقة تبادل بحاجة إلى مقومات غير متوفرة لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مثل الثقل والقوة السياسية الدولية، القادرة على توفير الضمانات والرعاية، وهي معايير ومقومات بحاجة إلى جهد دول وليس منظمات، مستشهداً بصفقة شاليط 2011 التي شهدت وساطات من دولٍ عدة.

وذكر أبو شنب أن جهود ومهام الصليب تنصبُ على الحالات الإنسانية مثل زيارات أهالي الأسرى، ولا يمكن التوصل إلى حل قضية الاسرى الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين في إطار عمل الصليب الأحمر نتيجة تعقيدات القضية.

 أبو شنب يستبعد أن يلعب « الصليب الأحمر » أي دور في الدفع نحو صفقة تبادل، او ان يكون ماورير طلب لقاء الجنود الأسرى لدى المقاومة

وتوقع أن يكون ما أثير من التكهنات عن بحث اللقاء قضية الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة، ربما يكون من باب تركيز مدير الصليب الأحمر على مبادئه التي من بينها الحث على معرفة مصير المفقودين، والحث على طمأنة أهلهم، وهي المهمة التي يقوم بها الصليب الأحمر بصفة دورية في أماكن النزاع والصراع.

واستبعد أبو شنب أن يكون للصليب الأحمر اي دورٍ سياسي في الدفع نحو صفقة تبادل جديدة، متوقعاً ان يكون اللقاء انحصر في الحديث عن الأوضاع الإنسانية العامة في قطاع غزة، وتركيز الصليب الأحمر على مسؤولياته المتعلقة بالحث على كشف مصير المفقودين.

أبو شنب: تصريحات حماس تؤكد على صلابة موقفها من عدم الدخول بمفاوضات جديدة قبل إطلاق سراح اسرى وفاء الاحرار

وقال أبو شنب: حماس مُصرة على عدم الدخول في مفاوضات للوصول إلى صفقة جديدة قبل إطلاق اسرائيل سراح جميع الاسرى الفلسطينيين من المحررين في صفقة تبادل وفاء الأحرار، الذين أعيد اعتقالهم بعد اتمام الصفقة، وهذا الموقف يتضح من تصريحات قادتها والتي كانت آخرها تصريحات السنوار أمام نخبة من الصحفيين في قطاع غزة.

وعن إمكانية أن يكون الصليب الأحمر طلب الاطمئنان على الاسرى الإسرائيليين،

استبعد أبو شنب ان يطلبُ الصليب طلباً يعرفُ مسبقاً أنه مرفوض بالمطلق، نظراً لحساسية الطلب، ولإدراك الصليب ان الطلب قد يفهم من قبل بعض الأظراف أنه انحيازاً لإسرائيل، الامر يخالف مبادئ اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تحث على الحياد في التعامل مع جميع الأطراف.

مصطفى الصواف الكاتب والمحلل السياسي، يرى أن ماورير قد يكون مُرسلاً من قبل الجانب الاسرائيلي « مدفوعا من اسرائيل » لمحاولة التوسط أو الدفع لتحقيق صفقة تبادل أسرى، ما يعني أن الحديث خلال زيارته لغزة لن يتعدى الحديث عن الجنود الاسرائيليين المحتجزين بغزة وكيفية معالجة الأمر.

الكاتب مصطفى الصواف يرى ان ماورير قد يكون مرسلا من قبل الجانب الاسرائيلي

وأشار الصواف في حديث لوسائل إعلامٍ محلية، الى أن لقاءات رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي سيجريها في اسرائيل؛ سيكون عنوانها الأساسي ملف الجنود الاسرائيليين وامكانية ايجاد حل للقضية عبر صفقة التبادل او غير ذلك.

وذكر الصواف ان حركة حماس طالبت وما زالت تشترط اطلاق اسرائيل سراح جميع الاسرى الفلسطينيين من المحررين في صفقة التبادل التي أطلقت عليها حركة حماس « وفاء الاحرار » والذين أعيد اعتقالهم بعد اتمام الصفقة.

والدخول في التفاوض غير المباشر بين حماس واسرائيل، سيكون مشروطا باطلاق سراح محرري صفقة شاليط، واذا وافقت اسرائيل على هذا الشرط يعني ذلك بداية الطريق نحو تحقيق صفقة تبادل جديدة، « المسألة تتوقف على مدى استجابة اسرائيل لأول مطالب حماس وكتائب القسام »، وفق الصواف.

الصواف: مسألة التفاوض غير المباشر للوصول إلى صفقة جديدة يتوقف على مدى استجابة اسرائيل لشرط حماس 

وحضر الاجتماع من جانب حركة حماس القياديان باسم نعيم وغازي حمد إلى جانب قائد الحركة في غزة يحيى السنوار، ومن المنظمة مدير عمليات المنطقة العربية جاكلين مايو، ومدير مكتب غزة جيلان ديفورن، والمتحدثة باسم المنظمة في غزة سهير زقوت.

وكانت « كتائب القسام »، الذراع العسكري لحركة « حماس » قد أعلنت في الثاني من نسيان/ أبريل 2016، أن في قبضتها أربعة من جنود الاحتلال، ونشرت أسماءهم وصورهم دون إعطاء المزيد من المعلومات، مؤكدة أن أي معلومات حول الجنود الأربع لن يحصل عليها الاحتلال إلا عبر دفع استحقاقات وأثمان واضحة قبل المفاوضات وبعدها.

وتمكنت المقاومة الفلسطينية في تشرين أول / أكتوبر 2011 من تحرير أكثر من ألف أسير فلسطيني من أصحاب الأحكام العالية وقدامى الأسرى، وذلك بعد مفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال برعاية مصرية استمرت خمس سنوات متواصلة، مقابل إطلاق سراح الجندي جلعاد شاليط الذي تم اسره في صيف 2006، بما عرف باسم صفقة « وفاء الاحرار » إلا أن قوات الاحتلال أعادت اعتقال العشرات منهم في الضفة المحتلة، ما اعتبرته الحركة خرقا لشروط الصفقة.

كلمات دلالية