خبر « هذه قبلة الوداع يا كلب »!../ أحمد علي المصطفى

الساعة 04:02 م|15 ديسمبر 2008

ربما من أفضل الأشياء التي جعلت من وجه جورج بوش ( ذي جونيور ) ناصعا ومشرقا وطاهرا لبعض الوقت، مرور حذاء صنديد عراقي أمام سحنته الكالحة.

 

حذاء هو وللحقيقة أشرف من أي رسالة من الممكن أن يتلقاها مهووس مثله.. حذاء يحمل رائحة دماء أطفال الرافدين، يحمل صرخات المكلومين، يحمل عويل الثكلى والأيامى، وطهر دموع اليتامى.

 

لا أخاله أمر من العجب لو تيقنت ودون أي شك من تنهيدات فرح وفخار وكرامة ضجت بها أفئدة كثير من العرب. لقد أثلج مراسل قناة البغدادية الرجل في زمن عز فيه الرجال، البطل منتظر الزيدي، قلوب الأخيار من هذه الأمة، ولتذهب أذناب الكلب وكل الكلاب إلى أنتن مزابل التاريخ والجغرافية والسياسة وكل الأخلاق القذرة.. ومن العار أن يعامل عراقي على هذا القدر من الشرف والكرامة تلك المعاملة التي شاهدها الناس في أرباع الأرض.

إنها هدية أكبر من بوش وأبيه وكل رموز الطغيان، هدية تليق بدمويته، تليق بساديته، تليق كرد بسيط على مجازره التي اقترفها بحق أبناء أعظم الحضارات، هي بالفعل كما أرادها الشريف الكريم منتظر صورة مبسطة للثأر، صورة تترجم تلك المكنونات التي تكتنف وجدان جلّ المقهورين والمنسيين والمطحونين والمظلومين من أبناء العرب..

 

ولو جاز لنا أن نحاسب هذا المأفون الأخرق العنصري الكولنيالي الآبق على توحشه الإجرامي لما كفته كل أحذية الكوكب، ولو خيّـر الناس في أن يقدموا على هذا الشكل التعبيري ضد كابوني اليانيكي التكساسي فلن تدهش لو رأيت الناس حفاة بإرادتهم، بل وعن طيب خاطر وقلب عامر بالغبطة، لكن، يا لأسفي على زمن طغى فيه الرعاة الذين يعادون أغنامهم، فلا ملامة حينها تحملها للذئاب.

 

ما أعظم تلك البطولات التي طالعنا بها أشاوس وجحوش المستعمر حين يعتصر القلب لرؤية عراقي يقبض على عراقي يحتج على من يقتل العراقي!

 

بوركت يمينك منتظر، وبورك البطن الذي حملك يا سيد الرجال، ولتشل وتقطع كل يد تريد بك سوء. سيسجل التاريخ لك تلك البطولة، وستفخر أمهات العراق بأبناء أنت مثالهم الأنقى والأرقى، تضيق الحروف، تخجل الكلمات، تتقزم المفردات، تتلاشى المعاني أمام ما يليق بك من بعض حق لك على الأشراف، إنهم كلاب زهدوا في وفاء الكلاب وقبضوا على نجاستها، فلتذهب ريحهم أولئك الذين أنتنوا ببولهم جبنا في سراويلهم التي تداري افتقاد فحولتهم الحقة، فهؤلاء والأنعام سواء بل هم أضل سبيلا، وإن للباطل جولة، وهذه إحداها..