نساءٌ غزيات استخدمنَّ طرقاً بدائية للحفاظ عليها

خبر « أزمة الكهرباء » تطارد اللحوم في منازل الغزيين.. « محدش يفتح الفريزر »

الساعة 08:31 م|02 سبتمبر 2017

فلسطين اليوم

« لحمتك على كانونك .. ولا لحمة تخرب قُدام عيونك » تلك الكلمات ليست ابياتاً شعرية مكتملة الأركان والقافية، وليست أشْطُرٌ لقيسٍ بن الملوح يغازل فيها ابنة عمه ليلى، وإنما تلك كلمات اختلطت فيها السخرية مع مرارة المعاناة التي يعيشها الغزيون على وقع ازمة انقطاع التيار الكهربائي في عيد الأضحى، الذي يتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة.

وعلى وقع انقطاع التيار الكهربائي وتناقص ساعات وصل الكهرباء تحولت فرحة الغزيين بعيد الأضحى المبارك إلى شكوى من فساد اطعمتهم التي تحتاج إلى تبريدٍ مثل لحوم الأضاحي، وغيرها.

انقطاع التيار الكهربائي فرض على الغزيين أطباقاً معينة جلها من لحوم الأضاحي، ليس ترفاً، وإنما خشية من فساد تلك اللحوم.

ومن المعروف أن العائلات الغزية تستقبل كماً كبيراً من لحوم الأضاحي من المضحين، إذ تحرص غالبية العائلات الغزية من المقتدرين لإحياء سنة الأضاحي، وجميعها توزع في مصارفها المعروفة (الفقراء، المساكين، الأصحاب، الأهل).

وأضطر المضَّحون أن لا يتركوا لعائلاتهم إلا النذر البسيط من لحم الأضحية، أمام واقع الكهرباء المتأزم، وفضلوا أن يوزعوها بدلاً من فسادها في ثلاجاتهم.

غالبية الغزيون حاولوا التخلص من لحوم الأضاحي فور وصولها بسبب قلة ساعات وصل الكهرباء من خلال شيّها وطبخها، وعدد من الغزيين لجأ إلى تخزين لحوم عند بعض الأصحاب أو الجيران ممن يمتلكون مولدات كهربائية كبيرة قادرة على العمل باستمرار، وآخرين اضطروا لتخزينها في ثلاجات البقالات التي غالباً ما تعمل على مدار الساعة، وهناك العديد من الامهات جلسنَّ كشرطي العبور أمام « فريرز » الثلاجة، وإذا اقترب أحدٌ من باب « الفريرز » الذي بات يشبه بوابة معبر رفح المغلق صاحت « محدش يفتح الثلاجة »، للحفاظ على أطول مدة تبريد لحين مجيئ الكهرباء من جديد.

 ولأن « الحاجة أم الاختراع » فقد أنشأ عددٌ من المواطنين مشاريع « ثلاجات » ربحية تهدف لحفظ لحوم الأضاحي مقابل أجر على كل كيلو يتم حفظه، الأمر الذي لاقى استحسان بعض الناس في غزة، واضطرهم ليرسلوا اللحوم إلى تلك الثلاجات مرفقة بأسمائهم وأرقام هواتفهم.

آخرون من الغزيين عادوا إلى العصور الوسطى، إذ فضلت بعض النساء الاحتفاظ بلحوم الاضاحي خلال طريقة قديمة استحدثوها بعد تفاقم أزمة الكهرباء، مثل (التسبيك) و(التجفيف).

وعاد عدد من الغزيين لطريقة « التسبيك » لضمان الحفاظ على اللحوم وعدم فسادها، في ظل غياب البدائل الأخرى، و« التسبيك » طريقة تخزين قديمة تعني طهي اللحمة دون استوائها بشكل كامل، مع اضافة كميات من الدهون والملح عليها لمنع فسادها، ومن ثم القيام بتخزينها.

وعلى وقع ازمة الكهرباء يضطر الغزيون إلى شراء احتياجات البيت من الأطعمة على قدر الحاجة اليومية، بدلاً من التسوق لأسبوع أو شهرٍ كامل، خاصة ان الظروف الاقتصادية لا تسمح بأي خسارة.

ويُعاني قطاع غزة من انقطاع متواصل في التيار الكهربائي، ويعيش أزمة كبيرة، حيث يصل التيار أقل من 6 ساعات لكل منزل يوميًا؛ وفق ما يعرف بنظام (6 ساعات وصل و12 ساعة قطع) بسبب محدودية مصادر الطاقة.

 

كلمات دلالية