خبر الحاجة ربيحة -أم لأربعة أسرى- شاطرت قريناتها بهجتهن و توفيت منشدةً لحن حريتهم

الساعة 02:23 م|15 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم : نابلس

في كفر قليل القريبة من نابلس يبدو احتفالية الإفراج عن الأسرى ال227 المفرج عنهم اليوم لم يكن ذو معنى لعدد كبير من العائلات التي يحتجز أبنائها في سجون الاحتلال الصهيوني منذ سنوات و لا زالوا.

فقد تلقت البلدة خبر الإفراج عن الأسرى مع خبر وفاه والدة أربعة أسرى من البلدة و الذين يقبعون في سجون الاحتلال منذ سنوات عديدة.

وكانت عواد كما يقول أهالي البلدة في انتظار صفقة جديدة للأسرى لعل يكون احد أبنائها من بينهم، وعند الإعلان عن هذه الصفقة كانت تردد بأمل دائم أن احد أبنائها سيكون من بينهم.

ورغم سفرها إلى الأردن للعلاج إلا أن ذلك لم يمنعها من متابعة أخبار الصفقة، تأخر حالتها الصحية حيث أنها كانت تعاني من أمراض عدة مثل السكري و الضغط و مرض في القلب.

وكانت "ربحية صالح عواد" 54 عاما، قد توفت اثر نوبة قلبية أصيبت بها صباح اليوم، دون أن ترى احد من أبنائها الأربعة سامر محكوم لمدة 40 عاما و حازم مؤبد و25 عاما و محمد و الذي ينتظر محكمة قد تبقيه في السجن 15 عاما، و براق و الذي ينتظر أيضا محكمة.ش

وفي بيت العزاء للسيدة ربيحة اجتمعن نساء البلدة وكان بينهن "أم ثائر" و التي غاب أبنائها الأربعة أيضا وراء قضبان سجون الاحتلال الصهيوني بالإضافة إلى صهرها "زوج ابنتها".

ففي السابع عشر من الشهر الماضي و عند الإعلان عن صفقة للأسرى كانت الفرحة عارمة لدى الوالدة التي اعتقدت أن احد أبنائها قد يكون من بينهم إلا أن هذه الفرحة لم تدم طويلا بعد نشر أسماء المنوي الإفراج عنهم دون أن تشمل احد منهم.

و "أم ثائر" أم لستة أبناء أربعة منهم يقضون أحكاما بالسجن الفعلي وهم عاصم "26" عاما، و يقضي حكما بالسجن 9 أعوم قضى منهم 3 أعوام، و عدوان "23" عاما، و المعتقل منذ عام و ينتظر عاما لانتهاء محكومتيه، في حين اعتقل منتصر أصغرهم في الرابع من حزيران الماضي و لا يزال ينتظر محاكمة.

و تقول الوالدة:" أنا اغبط أمهات الأسرى المفرج عنهم كثيرا لأنني تخيلت الفرحة التي يمكن أن يشعرن بها حين عودة أبنائهن لهن، و لكنني اشعر بالوقت ذاته بحزن عميق و خاصة أنني حرمت من أربعة أبناء و كنت أتمنى أن يكون احد منهم ضمن الصفقة وخاصة أنهم يقضون أحكاما عالية".

وتتابع:" نشعر أحيانا بأن احد لا يكترث بحزننا نحن الأمهات اللواتي نفتقد اعز ما نملك "أبنائنا" وراء القضبان سنوات تمر علينا و عليهم دون أن يشعر فيهم احد وأملنا الوحيد ان نجتمع من جديد كأسرة واحدة.

و"أم ثائر" ليست الوحيدة في البلدة و حتى العائلة التي خاب ظنها في الإعلان عن أسماء الأسرى المنوي الإفراج عنهم ضمن صفقة الأسرى هذه، فشقيقتها الكبرى "أم عقاب" كان حزنها اكبر فأحد أبناءها الأربعة المعتقلين لم يتجاوز عمره 18 عاما وكانت تأمل أن تشمله الصفقة لصغر سنه.

وأبنائها هم " شادي 26 عاما ومحكوم 11 عاما، قضى منها 3 سنوات، وفادي "22" عاما محكوم 7 سنوات قضى منها سنة ونصف، في حين لا يزال كل من طارق "21" عاما، و تامر "18" عاما، بانتظار المحكمة.

وتقول:" إذا قضى أبنائي فترة محكومتيهم ذلك يعني إنني سأقضى خمسة سنوات أخرى دون أن يكون هناك فرصة أن يجتمعوا جميعا في البيت، والله فقط يعلم هل سأعيش إلى ذلك اليوم أم لا، فهاهي جارتنا توفت قبل أن ترهم حولها".

وبحسب أم عقاب فأن لا أمل لدهم الآن سوى صفقة أسرى الجندي المأسور شاليط:" نحن ننظر بعين الأمل الأخير لصفقة الجندي المختطف "جلعاد شاليط" لتشمل أبناءنا الأسرى ذوي الأحكام العالية".