خبر من دهورنا إلى الوضع الحالي في غزة؟.. إسرائيل اليوم

الساعة 12:42 م|15 ديسمبر 2008

بقلم: أمونا الون

نار الصواريخ على سديروت وعلى عسقلان والتي تتعزز مرة اخرى وتصل الى حجوم لا تطاق، هي بلا شك نتيجة مباشرة للانسحاب احادي الجانب وترك قطاع غزة لمصيره لجيوش حماس. ثمة شيء متوازن على نحو فظيع في التشبيه بين الانتخابات السابقة، التي اجريت في وقت قريب من خروج اسرائيل من قطاع غزة وبين الانتخابات القريبة القادمة، والتي تثور قبلها الحاجة الى العودة للدخول الى القطاع؛ بين الانتخابات السابقة، التي كانت قمة "الفقاعة الكبرى"، وبين الانتخابات القريبة، التي سنشهد فيها اغلب الظن انفجار الفقاعة، التي تقزمت في هذه الاثناء جدا. ارئيل شارون لا يزال في سبات ومعظم مبعدي غوش قطيف لا يزالون يسكنون في سكن مؤقت، ولكن من حيث مكانة كديما والموقف من فك الارتباط، الدولة انقلبت منذ الانتخابات السابقة وسقطت – متألمة ولكن واعية – على جانبها الاخر.

ومع ذلك لن تكون لجنة تحقيق حول الامر الذي حصل في اسرائيل قبل ثلاث سنوات ونيف اذ ان النزول الى جذور قصور فك الارتباط من شأنه أن يكشف عن عار قدر كبير من محافل السلطة، في الجهاز العسكري ووسائل الاعلام ايضا.

النزول الى جذور الاحداث والفحص، مرحلة إثر اخرى، كيف حصل أن هذا القدر الكبير من الاشخاص الحكماء ظاهرا والمسؤولين ظاهرا سمحوا بمثل هذه السخافة الواضحة – فبوسع هذا ان يعلم هؤلاء الاشخاص الحكماء ظاهرا والمسؤولية ظاهرا كيف يمتنعون عن العودة للوقوع مرة اخرى بافخاخ من هذا النوع في المستقبل.

ولكن حتى النقاش الجماهيري في هذا الموضوع، وهو النقاش المطلوب جدا عشية الانتخابات الجديدة، لا يبدو انه سيكون. فالمرة تلو الاخرى يدحر مصممو جدول الاعمال العامة هذا الموضوع جانبا كي لا يخسروا باثر رجعي للاقلية التي عارضت فك الارتباط على طول الطريق. وهكذا نشأ الوضع السخيف الحالي والذي حتى في اللحظة التي تتعرضها فيها اسرائيل لهجوم الصواريخ كل يوم، محظور الحديث عن ذلك. بمعنى، مسموح الحديث عن معاناة سكان غلاف غزة، ولكن محظور ذكر كيف نشأ المفهوم الغبي "غلاف غزة". ومسموح مطالبة الجيش الاسرائيلي بالعودة للدخول الى القطاع، ولكن محظور محظور محظور السؤال لماذا في واقع الامر خرج من هناك بشكل يستوجب عودته المتكررة، وبشكل لا يسمح لاسرائيل ان تفدي جنديا مخطوفا واحدا منها على مدى زمن طويل بهذا القدر.

ها هو قام لليكود بنيامين نتنياهو ويرتفع مثل شخصية في فيلم كرتوني، ينتعش على نحو مدهش بعد أن داسته جرافة وسحقته، ولكن بدلا من أن يشير الى العلاقة بين هذه المعجزة وبين انهيار فك الارتباط، ينشغل الجميع في قصة موشيه فايغلين.

وحتى عودة "متمردي الليكود" لا تنجح في أن تطرح احداث صيف 2005 على جدول الاعمال: من لم يكن هنا في تلك الايام يمكنه أن يفكر بان الحديث يدور عن نواب تمردوا حقا ضد الليكود، وليس عن افراد بقوا مخلصين للحزب ولمبادئه في الوقت الذي تمرد عليها رفاقهم وخانوها. ومن نسي – ويخيل أن الجميع ينسون ويتناسون، يمكنه أن يواصل الاعتقاد بان كديما قام فقط بالضبط لانه كان هناك نقص لحزب كبير آخر في الخريطة السياسية.

الاحداث تتحدث عن نفسها لدرجة عملية عسكرية من شأنها، لا سمح الله أن تصبح حربا، ولكن لا يوجد من يترجمها الى كلمات واستنتاجات ودروس. اما السخافة فتحتفل.