خبر في ظل سلاح يوم الدين.. يديعوت

الساعة 12:41 م|15 ديسمبر 2008

بقلم: يرون لندن

كاتب يساري

علينا ان نعتاد على نمط عيش في ظل التهديد بالاباد بضربة واحدة. الايرانيون، الاستفزازيون الذين لا يشذون عن هدفهم، لن يتراجعوا امام الضغط والاغراء وسيصلون ببرنامجهم النووي حتى النهاية. تقليص الخطر المحدق بنا ينطوي على اعتبارات معقدة واستعدادات باهظة الثمن جدا. الجمهور بعيد عن ان يفهم بان هذا هو الاختبار الاهم لزعمائه، وهو ينزع هذا الاختبار عن الاعتبارات التي يجريها قبيل انتخاب الكنيست التالية. الرعب كبير لدرجة اننا نفضل جميعا كبته.

الزعامة السياسية لا تشركنا بافكارها لانها لا تريد ان ترعبنا، خشية أن يكشف النقاش العلني ضعفنا ولان افضل العقول لم تفهم بعد باننا نعيش في وضع طوارىء. الجميع يكتفون باطلاق شعار "لن نسلم بسلاح نووي في يد ايران"، وهم يعرفون بانه في افضل الاحوال يمكن أن يعرقلوا ذلك قليلا.

هذه، باختصار، بعض من المعاضل المعقدة التي تقف امام الاستراتيجيين الاسرائيليين:

1.     ما هي نوايا ايران وما هي قدرتها على تحقيقها؟ عن ارادتها ابادتنا اعلنت ايران بشكل ليس هناك ما هو اوضح منه. عاجلا ام آجلا ستكتسب القدرة على تجاوز شبكة الدفاع الهزيلة التي بسطناها حولنا. ما العمل كي نكثفها؟

2.     هل التفكير العاقل سيمنع زعماء ايران من مهاجمتنا؟ مغرية الفرضية بان العدو يفكر على نحو مشابه لتفكيرنا. هذا الخطأ هو فخ معروف سقط فيه العالم في كل المواجهات الكبرى التي وقعت في القرن الماضي.

3.     هل يمكننا أن نحتمي وراء "ميزان الرعب"؟ هذا التعبير تجذر في فترة "الحرب الباردة" حين احتفظت القوى العظمى باسلحة يمكنها بها ان تبيد الواحدة الاخرى الاف المرات. والمعرفة بانه حتى بعد الضربة المفاجئة ستبقى بيد العدو قدرة تكفي لضربة فتاكة منعت، كما يعتقد معظم الخبراء، استخدام سلاح يوم الدين، ولكن يشكك خبراء آخرون بهذه الفرضية فيدعون باننا اقتربنا بعض المرات من حرب نووية، والصدفة وحدها هي التي منعتها.

4.     هل في مقدورنا ان نقيم "ميزان رعب"؟ الحجوم الصغيرة لاسرائيل تبرر، ظاهرا، ملاحظة احمدي نجاد بانه تكفي قنبلة واحدة لتصفية اسرائيل. الحجوم الهائلة لايران تبرر ظاهرا التسليم بعدم قدرتنا على الرد عليها بتصفية تامة. مصادر اجنبية تدعي بان اسرائيل مزودة بقدرة على توجيه "ضربة ثانية"، ولكن من المشكوك فيه أن نكون جمعنا قوة تكفي لردع معتدل، يفترض بان حضارته يمكنها أن تنتعش حتى بعد أن تباد مراكز السلطة، الصناعة والثقافة لديه.

5.     هل يمكننا أن نعتمد على بيان للولايات المتحدة بان هجوما نوويا على اسرائيل سيحسم مصير ايران؟ في فترة "الحرب الباردة" سأل الرئيس الفرنسي، هل ستتورط الولايات المتحدة في حرب نووية لانقاذ كوبنهاجن.  رده السلبي ترجم الى بناء قوة ساحقة استراتيجية مستقلة. الاستراتيجيون الفرنسيون افترضوا بان الاتحاد السوفييتي لن يهاجم فرنسا اذا عرف ان بعضا من مدنه الرئيسة قد تباد. ولا يمكن ان نعرف اذا كان محقا الرئيس ولا يمكن أن نعرف اذا كان تفكير زعماء ايران يشبه نمط تفكير زعماء الاتحاد السوفييتي.

6.     التمترس، صواريخ ضد صواريخ، تطوير صواريخنا الباليستية، اضافة انواع مختلفة من وسائل الاستخبارات، شراء غواصات اخرى، شراء طائرات اخرى – ما هو الخليط السليم الذي سيوفر لنا افضل حماية دون ان نتراخى؟

7.     ما هو السبيل الافضل لاقناع الايرانيين بتصميمنا وبقوتنا؟ هل ينبغي تغيير سياسة الغموض النووي.

الحياة لا تصبح اكثر لطافة عند التفكير بهذه المسائل، ولكن عندما لا نعنى بها – لن نحيا.