خبر اسرائيل لا تضغط حفظا لحكم حماس في غزة- يديعوت

الساعة 10:08 ص|29 أغسطس 2017

فلسطين اليوم

بقلم: رونين بيرغمان

(المضمون: عمليا اسرائيل معنية باستقرار حكم حماس في غزة لان البديل اسوأ بكثير. هذا هو السبب الذي لا يمارس فيه ضغط أشد لاعادة الاسرى وجثامين الجنود - المصدر).

« بكلمة واحدة – عالق. بكلمتين – عالق تماما »، هكذا يصف مصدر رفيع المستوى مطلع على مواضيع « الخلاص » التعبير الذي يستخدم لشؤون الاسرى والمفقودين في أسرة الاستخبارات – وضع المفاوضات بين اسرائيل وحماس. « non starter »، وصفه أحد قادة أسرة الاستخبارات في نقاش اجري مؤخرا لدى رئيس الوزراء. وبكلمات اخرى – لا صفقة ولا توقع لاي صفقة قريبا.

وظهرت الامور في اعقاب استقالة العقيد احتياط ليئور لوتان منسق موضوع الاسرى والمفقودين في ديوان رئيس الوزراء في نهاية الاسبوع الماضي، والانتقاد الحاد للغاية الذي وجهته عائلتا الجنديين اللذين تحتجز حماس جثمانيهما شاؤول وغولدن، لوزير الدفاع افيغدور ليبرمان الذي وصفتاه بانه « جبان وضعيف ».

خلاصة وضع الامور حيال حماس كما ينعكس في رؤية اسرة الاستخبارات صحيح حتى اليوم هي كالتالي: في السنة الاخيرة بذلت مساعٍ لاستيضاح وضع الاسرى والمفقودين الذين في قطاع غزة. وتبين من عموم المعلومات الاستخبارية بيقين عال جدا ان لدى حماس مواطنين حيين هما ابراهام منغيستو (30 سنة) من عسقلان الذي يوجد في القطاع منذ ايلول 2014 وهشام شعبان السيد، من سكان حوره الذي اجتاز الحدود الى غزة في نيسان 2015. كلاهما حيان ولكنها يعانيان من مشاكل جسدية ونفسية ويحتاجان الى الادوية بشكل دائم. اسرائيل حاولت، بنجاح غير معروف نقل الادوية التي يأخذانها عبر عدة وسطاء ومسارات. واضافة الى ذلك تحتجز حماس جثماني الجنديين هدار غولدن واورون شاؤول، اللذين من ناحية طبية، فقهية واستخبارية يعتبران شهيدين.

اضافة الى ذلك تحتجز حماس مواطنا آخر، هو جمعة ابراهيم ابو غنيمي، الذي يوصف تواجده في غزة بانه « قضية امنية » وهو لا يندرج في جملة الاسرى والمفقودين وهناك شك عظيم اذا كان يريد على الاطلاق العودة الى اسرائيل.

اثنان من رجال حماس يقودان المفاوضات مع اسرائيل: زعيم حماس في القطاع يحيى السنوار ومساعده جهاد يغمور. كلاهما من محرري صفقة شاليط. عالم صغير ووحشي: كلاهما ارسلا الى

السجن، ضمن امور اخرى، على التخطيط والمسؤولية لاختطاف نحشون فاكسمان الراحل الذي في اثناء محاولة انقاذه اصيب بجراح خطيرة ليئور لوتان بل وحصل على وسام تقدير في اعقابه.

في اثناء تحررهما من السجن وعد الرجلان السجناء المتبقين في الخلف ولم يتحرروا في الصفقة بانهما سيحرصان لهم ولن يتركاهم لمصيرهم، هذا الوعد يجد السنوار نفسه ملتزما بالايفاء به.

 

بسبب النجاح الكبير لحماس في صفقة شاليط – هكذا يرون هناك الامور، وهكذا ايضا يرونهه في الجمهور الفلسطيني – هناك توقع لان تكون صفقة شاليط هي السقف الادنى للصفقة الجديدة. ومن أجل ايضاح هذا اشترطت حماس تلقي اي معلومة عن مصير الاسرى والمفقودين لاعادة تحرير كل محرري صفقة شاليط ممن اعيد حبسهم في هذه الاثناء.

لقد سبق لحماس ان نقلت لاسرائيل عبر وسطاء شروطها المركزية للصفقة، وهي تشبه الى هذا الحد او ذاك من ناحية العدد صفقة شاليط – نحو الف سجين حي، جثامين وشروط اخرى. اسرائيل رفضت ذلك بشكل لا لبس فيه « لا يوجد ما يمكن الحديث فيه »، افاد الاسرائيليون برئاسة لوتان، وذلك بناء على رأي رئيس الوزراء، وزير الدفاع والكابنت الامني.

« اسرائيل اليوم ليست هي اسرائيل التي كانت عشية صفقة شاليط »، قال المصدر الاسرائيلي الكبير. « اولا لان الصفقة التي سبق أن تمت اجتذبت انتقادا حادا لدى الجمهور. ثانيا، لان المواطنين الاحياء، الذين علقوا بطريقة غير عادية في اسر حماس، بذنبهم جزئيا، لا يعتبرون لدى الجمهور كجنود سقوط في الاسر حين انطلقوا للدفاع عنه. ثالثا، لانه بعد استنتاجات لجنة شمغار يوجد في القيادة السياسة والاستخبارية والعسكرية والجمهور على حد سواء رغبة في تبادل الجثامين مقابل الجثامين وعدم دفع الثمن بسجناء احياء مقابلها، وبالتأكيد ليس ممن لهم دم على الايدي ».

 

فهم العقيد احتياط لوتان انه في الوضع الحالي لا احتمال لصفقة وبعد ثلاث سنوات مضنية وقاسية، بالتطوع قرر اعتزال منصبه.

وماذا بالنسبة لطلب الاهالي العمل بوسائل اخرى ضد حماس – اعمال عسكرية لتحرير الجثامين والاسرى أو ممارسة الضغط الاقتصادي والدولي الشديد على حماس؟ يمكن التقدير بان جهاز الامن لن يسارع الى تنفيذ اي عمل عسكري يعرض حياة الجنود للخطر من أجل تحرير المدنيين وجثامين الجنود.

بالنسبة لممارسة الضغط الاقتصادي كاغلاق القطاع تماما، منع عبور البضائع، العتاد، الغذاء وما شابه، يقول المصدر الكبير: « جد غير مرغوب فيه ان تفرض اليوم »مقاطعة الكزبرة« الشهيرة – خطوات مقاطعة وحصار فرضتها وزارة الدفاع على غزة بهدف ممارسة الضغط على حماس لتحرير شاليط – أولا، لانه في المرة السابقة ايضا هذا لم ينجح. لم نحصل على شاليط مقابل كل الخطوات، وعلى رأس ذلك اعتقال قادة حماس، او اعمال القصف، او تشديد الاغلاق على غزة. ثانيا – الازمة الانسانية في غزة، حادة جدا، ووضع السكان هناك سيء جدا بحيث أن كل تغيير من شأنه ان يؤدي الى انفجار، انهيار حكم حماس، فوضى وحرب مع اسرائيل.

ويجمل المصدر الوضع بقول دراماتيكي إذ يقول: »عمليا اسرائيل معنية باستقرار حكم حماس في غزة لان البديل اسوأ بكثير. هذا هو السبب الذي لا يمارس فيه ضغط أشد لاعادة الاسرى وجثامين الجنود".

 

كلمات دلالية