في ظل لجوء عباس إلى تركيا

تقرير هل سيفشل الدور التركي تفاهمات « حماس-دحلان » أم سيعززها؟

الساعة 05:56 م|27 أغسطس 2017

فلسطين اليوم

تتوجه أنظار الشارع الفلسطيني إلى أنقرة حيث لقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لبحث ملف المصالحة بين حركتي فتح وحماس، في وقت يدرك الجميع أن مفاتيح المصالحة مع مصر، وأن دخول تركيا على الخط في ظل خلافها الشديد مع مصر سيكون له آثار ستكشف الأيام عن فحواها.

وكانت مبادرات عدة طرحت لإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني، خلال الأشهر الأربعة الماضية أهمها مبادرة الرئيس عباس المكونة من ثلاث نقاط، تتمثل في أن تحل حركة حماس لجنتها الإدارية وتمكين حكومة الوفاق من العمل في قطاع غزة، والتجهيز للانتخابات التشريعية والرئاسية، ومبادرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ومبادرة حركة حماس، وكلها منيت بالفشل حتى الآن بسبب تصلب المواقف بين حركتي فتح وحماس.

وذكرت مصادر أن الرئيس عباس وبعد اتخاذه إجراءات للضغط على حركة حماس ولم تستجب لمبادرته، توجه للرئيس التركي أردوغان في محاولة منه لكي يضغط الأخيرة على حماس لإنهاء الانقسام، نظراً للعلاقات التركية مع حركة حماس المميزة.

مصادر صحفية ذكرت، أن الرئيس التركي رجب أردوغان يعد مبادرة لإطلاقها لإنهاء الانقسام الفلسطيني، في حين قال السفير الفلسطيني لدى تركيا فائد مصطفى، إنه لا يوجد مشاورات أو حديث عن طرح مبادرة تركية في ملف المصالحة وأن لقاء القمة بين الرئيسين « سيكون سيد نفسه.

المحلل السياسي طلال عوكل، يرى أن المبادرة التركية وإن حدثت بالفعل ستلعب دوراً مهما، لكن لن يكون لها الدور الحاسم في إنهاء الانقسام الفلسطيني، مشيراً إلى أن أي تدخل من دول أخرى لن يكتب له النجاح، إلا بوجود الراعي الرسمي للمصالحة الفلسطينية وهي مصر.

وأوضح عوكل في تصريح خاص لـ »فلسطين اليوم« أن تركيا يمكنها أن تساعد في دفع عجلة المصالحة الفلسطينية إلى الأمام، في الوقت الذي تعتبر فيه مصر هي المكلفة رسمياً والمخولة من قبل الجامعة العربية لرعاية ملف المصالحة.

كما بيّن أهمية الجهود المصرية ومكانتها الجيوسياسية في التأثير على الفلسطينيين، وإطلاعها على الأوضاع الفلسطينية عن كثب، واعتبارها العامل الرئيسي في إتمام المصالحة الفلسطينية.

وعن قبول حماس للمبادرة التركية وحل اللجنة الإدارية، أكد عوكل أن حماس لن تقبل بأي مبادرة إلا بوجود ضمانات واتفاق شامل يعالج كافة الملفات العالقة بالنسبة لها بشكل جذري.

وتوقع أن تشهد المبادرة التركية رفضاً مصرياً، مشيراً إلى أنها ستؤثر على التفاهمات بين (حماس – دحلان)، في حال لم يتم مراعاة الدور المصري بشكل أساسي، خاصة مع العلاقات الإقليمية بين مصر وتركيا بعد عزل الرئيس المصري »محمد مرسي« عام 2013 من قبل الجيش المصري.

من جانبه، أوضح الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة في حديث لـ »فلسطين اليوم« ، ان عدم رضى الرئيس عباس عن تفاهمات دحلان - حماس هي التي حركته تجاه تركيا. غير مستبعداً أن يكون الاستعانة بتركيا من قبل عباس للضغط على حركة حماس لإفساد التفاهمات مع دحلان وتحقيق مصالحة معه، لا سيما أن عباس ضعيف بلا حماس ومع وطنه وأن تكتل حماس – دحلان قد يصل إلى مستوى يؤثر على الوجود القيادي لعباس، الذي يفكر بعقد جلسة للمجلس الوطني بمن حضر.

وعن إمكانية نجاح الجهد التركي في الضغط على حماس، قال أبو شمالة: » أن ما فهمته من لقاء السنوار الأخير، هو أن تفاهمات حماس مع دحلان ليست آنية ولا مصلحية ولا تهدف لاستخدامه كورقة ضغط على محمود عباس، وفهمت أن يد حماس ممدودة لعباس مثلما هي ممدودة لدحلان ولكن بشكل جديد خلافا للشكل السابق القائم على المماطلة والتسويف.

وأضاف، أذا كان لتركيا دور في المصالحة ولعباس النية الحقيقية في ذلك، يمكن أن تنجح تركيا في تقريب وجهتي النظر، ولا سيما أن الوضع في غزة يضغط على حماس اجتماعيا وإنسانيا لأن تجد حلاً لهذا الواقع، والوضع السياسي لعباس لا سيما تنكر أمريكا لحل الدولتين ورفض الاستيطان يضع عباس في دائرة الضغوط السياسية والاقتصادية في المستقبل، لذلك هو يلجأ لحماس كما تلجأ حماس لعباس في هذه المرحلة، ولذلك لا استبعد أن يحدث تقارب، بحيث تقوم حماس بحل اللجنة الإدارية في المقابل يعلن عباس عن وقف الإجراءات العقابية عن غزة.

الخلاف التركي المصري وانعكاسه على الواقع الفلسطيني

وعن الخلاف التركي المصري وانعكاسه على الجهود التركية وأثرها على المصالحة، قال أبو شمالة:« نحن في هذه الحالة نكون دخلنا في حالة تنافس وهذا التنافس لا يتعارض مع المصلحة الفلسطينية، وبتقديري ان مصر ستدفع باتجاه تعزيز التفاهمات بين دحلان – حماس، كرد فعل على الموقف التركي الذي يحرص على تقريب وجهتي نظر عباس – حماس.

وأضاف، أن مصر قد تلجأ لخطوات عملية ولا سيما أن إغلاق المعبر واستمرار إغلاقه جاء بضغوط من عباس وامريكا، ودخول تركيا على الخط، لا يحظى بقبول مصري وبالتالي مصر ستعزز من خطواتها في غزة لا سيما خطواتها لمصلحة المواطن.

وأوضح، أن تركيا تعرف قيمة الورقة الفلسطينية، وتأثير حضروها على حركة حماس وإمكانية تحقيق مصالحة مع عباس، علماً أن تركيا أقرب إلى عباس من محمد دحلان، وبالتالي نحن الآن أمام تنافس، وهذا التنافس باعتقادي يصب في صالح القضية الفلسطينية، ويجب أن يستثمر من سكان غزة والتنظيمات الفلسطينية لأن مصلحة المواطن في قطاع غزة الآن هي أن يفتح معبر رفح ويفك الحصار، وفي حال أثمرت هذه الجهود بمثل هذا الإنجاز سواء بتحقيق مصالحة مع عباس أو بتنافس مثري لتعزيز التفاهمات مع دحلان ففي كلا الحالتين الأمور إيجابية.

هذا وأعلن مسؤولون فلسطينيون، أن ملف المصالحة بين حركتي التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) سيتصدر مباحثاته مع أردوغان خلال اجتماعهما المقرر عقده يوم غد.

وقال أمين سر المجلس الثوري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) ماجد الفتياني، إن الرئيس عباس سيؤكد لدى لقائه أردوغان على مبادرته الخاصة بإنهاء الانقسام الفلسطيني المطروحة منذ عدة أشهر وتم إبلاغها لكافة الأطراف.

وأشار الفتياني، إلى أن بنود مبادرة الرئيس عباس تتضمن حل اللجنة الإدارية التابعة لحركة حماس في قطاع غزة، وتمكين حكومة الوفاق الوطني من تولى كامل مسؤولياتها في القطاع إلى جانب تحديد موعد للانتخابات الرئاسية والتشريعية العامة.

وأكد الفتياني، أنه »لا يمكن الحديث عن حلول خارج البنود المذكورة« لتحقيق المصالحة الفلسطينية »، مشيرا إلى أن عباس « يعول على علاقة تركيا المميزة مع حماس من أجل إحداث اختراق حقيقي في ملف المصالحة ».

وسبق أن توصلت حركتي فتح وحماس لعدة تفاهمات ثنائية وأخرى في إطار شامل للفصائل الفلسطينية لكنها فشلت في وضع حد عملي للانقسام الداخلي واستعادة الوحدة المنشودة بين الضفة الغربية وقطاع غزة.

كلمات دلالية