خبر العودة الفلسطينية إلى أفريقيا- عبد الستار قاسم

الساعة 05:53 م|25 أغسطس 2017

فلسطين اليوم

لو لم تكن الدول الأفريقية لما استطاعت منظمة التحرير الفلسطينية أن تحظى بعضو مراقب في الأمم المتحدة عام 1974، ولما انتزع الفلسطينيون حق تقرير المصير من الجمعية العامة في ذات العام. لقد وقفت الدول الأفريقية بصلابة مع الشعب الفلسطيني ومع القضايا العربية على مدى عقود، وقامت دول عدة بقطع علاقاتها مع العدو الصهيوني، وعزلت الصهاينة عن الأجواء الأفريقية. كان للرئيس المصري جمال عبد الناصر فضل كبير في استقطاب التعاطف والتعاون الأفريقيين مع العرب، وفي عزل الصهاينة في العديد من المحافل الدولية. لكن الأوضاع تغيرت الآن، وباتت بعض الدول الأفريقية معادية للعرب، ومنها من دعم تقسيم السودان، ومنها من يهدد مصر بشحّ المياه ويتآمر عليها.

لقد تغلغل الصهاينة في أفريقيا بشكل واسع، وبات يهدد التأييد الأفريقي لقضايا الفلسطينيين. لقد جد الصهاينة واجتهدوا واستمروا في العمل على خطب ود الدول الأفريقية، وقدموا الكثير من المساعدات بخاصة فيما يتعلق بالخبرات للدول الأفريقية. في ذات الوقت تراجع الدعم العربي المالي للدول الأفريقية، وتراجع اهتمام العرب بأفريقيا والشعوب الأفريقية. والساحة دائما لمن ينشط ويتعاون ويتواصل ويقيم الصداقات.

لقد تلهى الفلسطينيون والعرب بخطب ود أمريكا والتي هي معادية للعرب والمسلمين والفلسطينيين بصورة خاصة على حساب العلاقات مع أفريقيا والصين والهند وأمريكا اللاتينية ودول أوربا الشرقية. نحن بحاجة إلى  إعادة تقييم الأمور والعلاقات مع الدول المختلفة من أجل أن تبقى القضية الفلسطينية في صدارة الاهتمام العالمي.

قبل سنتين، تمت محاولات لإقناع جنوب أفريقيا بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني. لقد اقتنع رئيس جنوب أفريقيا لكنه اشترط استشارة رام الله في هذا الأمر، فجاءه الرد بعدم ضرورة قطعها. وبعدها نطلب من الله التوفيق.

كلمات دلالية