خبر الأعراس في الضفة مناسبة للتمسك بالزي الفلسطيني التقليدي

الساعة 06:44 م|20 أغسطس 2017

فلسطين اليوم

على مدار سته أشهر قضتها « أم شريف حامد » من بلدة سلواد، شرق رام الله، لتجهيز ثوبها الفلسطيني التقليدي لترتديه في عرس ابنها البكر « شريف » الذي كان مقررا يوم الجمعة الماضي، حرصت أن يكون الأجمل والأكثر تميزاً، فجميع الحاضرات من العائلات وعائلة العروس سيرتدين الثوب الفلسطيني تقليدي كما جرت العادة في القرية.

واختارت « أم شريف » بعض التجديد في الثوب الذي سترتديه في حفل الزفاف فكان الأزرق الغامق المطرز بخيوط الحرير من الألوان الزاهية، في حين اختارت الثوب التقليدي من القماش الأسود والحرير الأحمر لحفل الحناء. في حين كانت العروس ترتدي ثوب (الملك) من المخمل المطرز بالألوان والعروق التقليدية.

ولا يختلف عرس « شريف » عن باقي الاعراس في بلدته ومنطقة رام الله ووسط وجنوب الضفة عموما حيث تشكل الاعراس موسما للاحتفاء بالثوب الفلسطيني المطرز من خلال ارتدائه بديلا عن الاثواب الحديثة وخاصة بالسنوات الأخيرة حيث اوداد الاهتمام بلبس الثوب في كل المناسبات وتحديدا في الافراح من قبل جميع الفئات العمرية بعدما كان مقتصرا على النساء الكبيرات في السن.

تقول أم شريف ل« فلسطين اليوم »: أعتدنا على لبس الاثواب التقليدية بينما كانت فتيات صغيرات السن يرتدين الأزياء العادية ذات التصميمات الحديثة، ولكن الان نشهد اقبالا من جميع الاعمار على لبس الاثواب في الاعراس. بنات ام شريف يبلغ اعمارهن خمسة وعشرين واثنان وعشرين، حرصن على ارتداء أثواب مطابقة لأثواب والدتهن من حيث الألوان والتصميم.

ويترافق لبس الثوب مع استحضار طقوس تراثية في هذه الاعراس، كجبلة الحناء والتي تسبق يوم حنا العروس بليلة وتقام في بيت والد العريس حيث تقوم السيدات وخاصة كبار السن بتحضير الحناء وجبله (مزجه مع الماء) وتزيينه بالورد والشموع وتعبئة « المطبقانيات »، وهي عبارة عن هدايا تملأ بالحلوى والفستق وتوزع على الحضور حفل الحناء.

وخلال حفل الحناء تجتمع نساء عائلة العريس بالكامل ياثوابهم المطرزة في منزل والد العريس ويتوجهن في مقدمتهن والدة العريس وشقيقاته وعماته وخالاته الى منزل والد العروس (او قاعة الافراح) يحملن على رؤوسهن سلال القش المملوءة بالحناء والحلويات ويدخلن بشكل جماعي الى القاعة ملوحات بمناديلنا ملونه، على وقع الأغاني الأعراس التقليدية. وفي المقابل تكون العروس ترتدي ثوبها الملك برفقة نساء عائلاتها وصديقاتها بلون وثوب مختلف عن عائلة العريس.

وثوب العروس تقوم بالغالب والدتها بحياكته وتطريزه بيدها طوال فترة خطبتها لترتديه في يوم الحناء، ويتميز بنوع القماش المطرز عليه « المخمل » ويضاف للحرير بعد التطريز اليدوي الخرز اللامع.

تقول لانا حجازي صاحبه فكرة يوم الزي الفلسطيني الذي أنطلق بنسخته الثالثة الأسبوع الفائت، إن هناك اهتمام متزايد بلبس الثوب الفلسطيني في المناسبات والأفراح، لخصوصية هذا الثوب متعدد الألوان والنقوش مما يتيح تنوعا كبيرا وفرصه للابتكار والأبداع فيه، وإمكانية إدخاله بتصميمات عصرية أيضا.

وتابعت حجازي لـ « فلسطين اليوم »: هذا الثوب هو هوية فلسطينية واستغلاله بشكل واسع وخاصة في الاعراس يعزز التمسك بهذه الهوية، وإن لا يبقى تقليدا وإنما إدخاله في نهج حياتنا اليومية".

وأشارت حجازي إلى إن ما يميز الثوب الفلسطينية قيمته الكبيرة، فهو قروة كبيرة بالنسبة للسيدات، وخاصة أولئك اللواتي يملكن أثواب من بلدانهم الأصلية قبل النكبة، فهذا الثوب بالإضافة لقيمته المادية والمعنوية يشكل مفتاح عودة بالنسبة لهن.

والقيمة الكبيرة للثوب الفلسطيني جعله يتوارث من جيل لأخر، وكلما قدم عمره زادت قيمته، وخاصة تلك الأثواب التي أنجزت بالكامل باليد وليس على ماكينة الخياطة، حيث تثوم الفتيات بتجديد هذه الأثواب أو لبسها كما هي في المناسبات.

كلمات دلالية