خبر مخاوف إسرائيلية من « إملاءات » ستفرضها « حماس » في اتفاق تجديد التهدئة

الساعة 07:02 م|14 ديسمبر 2008

 

فلسطين اليوم - غزة

تتوقع أوساط العسكرية والاستخبارية الإسرائيلية حدوث تصعيد في الوضع الأمني في قطاع غزة، وأن يتزايد إطلاق المقاومة الفلسطينية صواريخ محلية الصنع وقذائف الهاون من القطاع باتجاه أهداف إسرائيلية، مع اقتراب انتهاء المرحلة الأولى من التهدئة في 19 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، وسط مخاوف من "إملاءات" ستفرضها حركة "حماس" في هذا السياق.

 

وقالت مصادر صحفية عبرية إنّ التقديرات تفيد بأنّ حركة "حماس" تريد استمرار التهدئة، لكنها لن تتردد في إطلاق صواريخ باتجاه أهداف إسرائيلية، في محاولة لجعل الجانب الإسرائيلي يعتاد على شروط جديدة.

 

وكان اتفاق التهدئة غير المكتوب بين المقاومة الفلسطينية والجانب الإسرائيلية، الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية، قد دخل حيِّز التنفيذ في 19 حزيران (يونيو) الماضي. وأعلنت "حماس" عدة مرات أنها تعتبر أنّ اتفاق التهدئة سيستمر لستة شهور، تنتهي في 19 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، وبعد ذلك ينبغي أن تسري التهدئة على الضفة الغربية وتشمل فتح معابر القطاع المغلقة.

 

ولفتت صحيفة "هآرتس" الانتباه إلى أنّ وزير الحرب الإسرائيلي، إيهود باراك، يؤيد استمرار التهدئة، ويستند في موقفه هذا إلى وثيقة تم إعدادها في وزارته وترى أنه من الأفضل للجانب الإسرائيلي الحفاظ على الوضع الحالي في القطاع. 

 

وتشير التقديرات الإسرائيلية، كما ورد، إلى أنّ "حماس" ستتراجع عن مطلبها بسريان التهدئة في الضفة، في المرحلة الثانية، لكن ومن أجل عدم تعرضها لانتقادات الفصائل الفلسطينية الأخرى، فإنها لن تعلن رسمياً عن التزامها بالتهدئة بعد 19 كانون الأول (ديسمبر) الذي يصادف يوم الجمعة المقبل. وأضافت التقديرات الإسرائيلية أنّ مسلحي "حماس" سيستمرّون في إطلاق عدد قليل من الصواريخ باتجاه أهداف إسرائيلية، لكنها لن تمنع مقاومي الفصائل الفلسطينية الأخرى من إطلاق صواريخ.

 

وبحسب توقعات الجيش الإسرائيلي؛ فإنّ الجهد الأساسي الذي ستبذله "حماس" سيتركز في شريط أمني بعمق كيلومتر ونصف الكيلومتر عن خط التحديد بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1948. وستحاول الحركة من خلال هذا الجهد أن تجعل الجانب الإسرائيلي يعتاد على تواجد مقاوميها فيه، وفي حال حاولت القوات الإسرائيلية استهداف المقاومين الفلسطينيين في الشريط الأمني فإنّ ذلك سيقابل بإطلاق صواريخ بصورة مكثفة.

 

واعتبر الجيش الإسرائيلي أنّ "حماس" تسعى بهذه الطريقة إلى نسخ النموذج الذي اتبعه "حزب الله" في جنوب لبنان في الفترة الواقعة بين انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان في أيار (يونيو) العام 2000 واندلاع حرب لبنان الثانية في تموز (يوليو) العام 2006. وأضافت التوقعات الإسرائيلية أنه سيكون هناك تواجد دائم لـ"حماس" عند خط التحديد بين القطاع والجانب الإسرائيلي، وفي حال حدوث تصعيد أمني فإنه سيكون بإمكان مسلحي "حماس" تفعيل نيران القناصة والعبوات الناسفة وإطلاق قذائف هاون ضد القوات الإسرائيلية. وقالت "هآرتس" إنّ جيش الاحتلال سيمتنع عن تنفيذ عمليات عسكرية هجومية، مثل التوغل في القطاع من أجل تفكيك عبوات ناسفة، وذلك تحسّباً من تورّط في تصعيد أمني.

 

وفي هذه الأثناء توجه رئيس الدائرة السياسية والأمنية بوزارة الحرب (وزارة الأمن) الإسرائيلية، عاموس غلعاد، إلى مصر، اليوم الأحد، حيث سيلتقي مع مدير المخابرات المصرية عمر سليمان.

 

ونقلت "هآرتس" عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إنّ الجانب الإسرائيلي مرّرت بواسطة مصر رسالة إلى "حماس"، أوضحت فيها أنها لن توافق على استمرار "الوضع الوسطي الحالي".

 

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إنّ غلعاد سيسلم مصر رسالة تتضمن تهديداً لـ"حماس" ويقضي بأنه في حال استمرار إطلاق الصواريخ، فإنّ الجانب الإسرائيلي سيغيِّر قواعد اللعبة فيما يتعلق بالتهدئة. ويذكر أنّ الوضع الأمني في القطاع تدهور منذ بداية شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، في أعقاب سلسلة توغلات عسكرية إسرائيلية بادعاء البحث عن أنفاق وأسفرت عن استشهاد حوالي عشرة فلسطينيين.

 

وأشارت "يديعوت أحرونوت" أيضاً إلى أنّ الأجهزة الإسرائيلية تستعد لانتهاء التهدئة، في نهاية الأسبوع الحالي، وأنّ معلومات جديدة وصلت الجانب الإسرائيلي تفيد بأنّ "حماس" تحاول وضع مطالب جديدة كشرط لاستمرار التهدئة، وبين هذه المطالب امتناع جيش الاحتلال عن تنفيذ عمليات عسكرية بالقرب من خط التحديد مع القطاع. وبحسب الصحيفة فإنّ الأجهزة الإسرائيلية تعارض بشدة محاولة "حماس" فرض "إملاءات" جديدة.

 

ونقلت يديعوت أحرونوت عن رئيس الحكومة الإسرائيلية، ايهود أولمرت، قوله، أمس السبت، إنه طالما التهدئة سارية بحسب الشروط التي تم الاتفاق عليها؛ فإنّ الجانب الإسرائيلي مهتم باستمرار التهدئة، لكن في حال تغيّرت الشروط فإنّ الجانب الإسرائيلي لن يكون مهتماً باستمرار التهدئة.