خبر « حقي ».. حركة فلسطينية جديدة

الساعة 05:38 ص|17 أغسطس 2017

فلسطين اليوم

أعلن وزير الشؤون الاجتماعية الفلسطيني السابق، شوقي العيسة، عن تشكيل حركة سياسية جديدة تحمل اسم « حركة الاستقلال الفلسطيني » (حقي)، مشدداً على أن هذه الحركة ما زالت قيد دراسة بيانات التأسيس والبيان السياسي الأول لها، وحين انتهاء كافة الأمور المطلوبة فإنه سيتم الإعلان عن تأسيس الحركة بشكل رسمي.

وقال العيسة، وهو صاحب فكرة تأسيس هذه الحركة، لـ« العربي الجديد »، إن « الهدف من تأسيس حركة (حقي) أن هناك مسؤولية فلسطينية علينا وعلى كل فلسطيني تجاه القضية الفلسطينية في ظل الأزمة التي تمرّ بها الحركة الوطنية الفلسطينية، ورأينا أن لدينا ما نستطيع فعله ضد الاحتلال ».

وأضاف: « لذا بادرنا إلى تشكيل فصيل سياسي يقر أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، بينما ستقدم حركة حقي رؤيتها من خلال برنامج سياسي »، مؤكداً أن « حقي » ستكون منفتحة على كل أبناء الشعب الفلسطيني، وأنه تم نشر مسودة البيان التأسيسي الأول لأخذ الملاحظات عليه من الفلسطينيين وتضمينها في البيان، وكذلك سوف نفعل مع البيان السياسي الأول للحركة.

وشدد مؤسس « حقي » على أن كثيراً من أبناء الشعب الفلسطيني بحاجة إلى منبر جديد يناضلوا من خلاله ضد الاحتلال، خاصة من قطاع الشباب، وهو القطاع الأوسع والمهمش من الفصائل الأخرى.

ولفت إلى أنه بعد إعلان فكرة التأسيس الآن، ومسودة بيان التأسيس، سيتم قريباً جداً الانتهاء من البرنامج السياسي والنظام الداخلي وسنأخذ ملاحظات من الناس عليه، وبعد ذلك حين نقر كل الوثائق سنعلن عن التأسيس الرسمي للحركة، مضيفاً: « نحن تحت احتلال ولسنا شركة، نحن فصيل سياسي سيعمل ضد الاحتلال الإسرائيلي، والفلسطيني الذي يعمل ضد الاحتلال ليس بحاجة لترخيص من أحد وكل فلسطيني من حقه العمل ضد الاحتلال ».

وشدد العيسة على أن العائق الأساسي الذي يواجه حركة حقي هو العمل تحت الاحتلال، لكن العيسة أكد انفتاح الحركة الجديدة على الفصائل الفلسطينية الأخرى، وكذلك التعاون وبناء علاقات جيدة مع الجميع. مشيراً إلى أنه يوجد إقبال من كثير من الفلسطينيين على الانتماء إلى حركة « حقي ».

وفي ما يتعلق بالأمين العام لحركة حقي وأعضائها، قال العيسة: إن « هذا الأمر سابق لأوانه، لأن اختيارهم سيخضع للانتخاب، ونحن نحاول الاستفادة من أخطاء الآخرين، وعند اكتمال كل وثائق الحركة وهيئاتها، فإن الأعضاء هم من ينتخبون كل الهيئات، ونحن نرى أن أحد أسباب أزمات الفصائل الفلسطينية هي عدم دورية هذه الانتخابات ».

وجاء في مسودة البيان التأسيسي لحركة « حقي »، إنه « في هذه المرحلة من الكفاح المستمر تمر الحركة الوطنية الفلسطينية بأزمة حقيقية تسبب فيها التعاطي السياسي الخاطئ في المفاوضات مع العدو المحتل، وتقديم التنازلات المجانية، والابتعاد تدريجياً عن النهج النضالي الفلسطيني ».

وعرجت مسودة البيان على أنه من أسباب تلك الأزمات تغلغل بعض أصحاب المصالح الشخصية والفاسدين في مختلف مستويات القيادات الفلسطينية، ما ساهم في تراجع منظمة التحرير الفلسطينية وتقاعسها عن القيام بدورها، وإبعاد جيل الشباب عن المساهمة بدوره الأهم في النضال الوطني الفلسطيني، وعزز الدكتاتورية والفردية في اتخاذ القرارات التي أثرت على مجمل قضية الشعب الفلسطيني وأضعفتها.

كذلك جاء في المسودة أن من بين تلك الأسباب اللهاث وراء الإدارة الأميركية وأتباعها، والابتعاد عن الحلفاء الطبيعيين للشعب الفلسطيني، وكذلك تهميش دور أبناء الشعب الفلسطيني في الشتات، وعدم عقد دورات المجلس الوطني في مواعيدها وانقطاعها لأكثر من عشرين عاماً، ما يتطلب بإلحاح عقد دورة للمجلس في أسرع وقت ممكن لإحياء هيئات المنظمة وإعادة النظر في مجمل نهج اتفاق أوسلو وما نتج عنه وإعادة النظر في السلطة الفلسطينية نفسها. ونأمل أن تشارك كل مكونات العمل الوطني الفلسطيني فيه وتعيد تشكيل المجلس حسب متطلبات المرحلة، ليستطيع إقرار استراتيجية وبرنامج عمل يحقق أهداف الشعب الفلسطيني.

وقالت « حقي » في بيانها التأسيسي: « نمر الآن في مرحلة أسوأ مظاهرها هي درجة الإحباط وقلة الثقة بقيادات العمل الوطني، وعدم وضوح أفق نضالي ضد الاحتلال يحقق نتائج يمكن البناء عليها، وقد كانت هناك محاولات كثيرة جداً لتوحيد الصف الفلسطيني أو على الأقل تنسيق عمل مشترك يرتقي فوق الجراح والخلافات الداخلية، إلا أننا جميعاً لم ننجح في تحقيق ذلك، مما يدلل على أن قضيتنا الوطنية في خطر محدق ».

وأوضحت حركة « حقي » أن منطلقات تأسيسها أكدت على أن الفلسطيني يواجه في نضاله من أجل الاستقلال الحركة الصهيونية العالمية وأداتها إسرائيل ومعهما حكومة الولايات المتحدة الأميركية ومعظم حكومات أوروبا، وفي ظل تخاذل معظم الحكومات العربية، وعجز الأمم المتحدة عن دورها في حماية الشعوب المستضعفة، ولكن في المقابل يوجد شعب عظيم يناضل ويضحي منذ عشرات السنين ولن يتنازل عن حقوقه، ولدى الشعب الفلسطيني الكثير من الدعم من مختلف الشعوب والحركات المناصرة لحقوقه المشروعة، وحقه مكفول في نصوص قوانين ومبادئ الشرعية الدولية.

وأكدت « حقي » على أن ينضم إليها فلسطينيون من كل الدول التي يوجد فيها أبناء الشعب الفلسطيني، خاصة من الجيل الشاب، وممن هدفهم الوحيد خدمة الشعب والنضال الفلسطيني من أجل الحرية، بعيداً عن كل الفاسدين والطفيليين والانتهازيين.

وتؤمن « حقي » بأن الهدف المرحلي لنضال الشعب الفلسطيني هو تطبيق قرار الأمم المتحدة 181 بكل أجزائه، وكذلك القرار 194، وذلك بعد تفريغ كل المستعمرات من المستوطنين المجرمين. وفي الوقت نفسه تعتبر حركة حقي أنها جزء لا يتجزّأ من الحركة الوطنية الفلسطينية تلتزم بما تقره منظمة التحرير الفلسطينية كبرنامج الحد الأدنى.

وشددت الحركة على أنها ستعمل بكل طاقتها على دعم حركة مقاطعة إسرائيل وفرض العقوبات عليها، وإقامة علاقات قوية مع كل المنظمات والائتلافات الدولية التي تناصر وتدعم حقوق الشعب الفلسطيني، فيما اعتبرت حركة « حقي » أن كل الفلسطينيين متساوون في كل شيء، خاصة الحقوق والواجبات التي تتطلّبها مرحلة التحرر الوطني.

كلمات دلالية