خبر مع المبادرة المصرية !!- بقلم : عماد الافرنجي

الساعة 07:19 ص|13 أغسطس 2017

فلسطين اليوم

بقلم : عماد الافرنجي

رئيس منتدى الاعلاميين الفلسطينيين

كشفت صحيفة « الحياة اللندنية » في السادس من الشهر الجاري عن وجود مبادرة مصرية لانهاء الانقسام الفلسطيني وافقت عليها حركة حماس ،ووافق عليها الرئيس محمود عباس خلال تواجد الطرفين في القاهرة لكنه سرعان ما انقلب عليها بمجرد عودته الى رام الله .

وبحسب « الحياة » وغيرها فالمبادرة المصرية تستند الى 6 بنود هي حل اللجنة الادارية الحكومية في غزة ، الغاء كل اجراءات عباس وقراراته العقابية ضد غزة وحماس دون استثناء ، تمكين حكومة التوافق من عملها في غزة مع حل مشكلة موظفي غزة ودمجهم في الجهاز الحكومي ، التوافق على موعد انتخابات رئاسية وتشريعية ووطنية ، دعوة القاهرة كل الاطراف الفلسطينية الى حوار شامل للبحث في سبل انهاء الانقسام نهائيا .

ويبدو ان القاهرة تركت الباب مواربا في تحديد ترتيب البنود والأولويات للحديث فيها خلال اجتماعات الفصائل في القاهرة بعد ابداء موافقتهم الرسمية على المبادرة ، بيد أن الواقع السياسي يفرض أهمية وضرورة التزامن في بعض الخطوات .

من الواضح ان الرئيس عباس لم يستطع رفض المبادرة المصرية إبان تواجده في القاهرة للكثير من الاعتبارات غير انه كرر أسلوبه المعتاد في التعامل مع الطروحات المصرية إذ تجاهل العرض المصري بعد وصوله رام الله ، وأعلن ما يمكن وصفه بشروط اذعان حماس وضمنها بعض بنود المبادرة المصرية ، وبعد انكشاف أمر المبادرة أطلق العنان للسيد عزام الاحمد كي ينفي وجود مبادرة أصلا!! .

قوبل نفي فتح بتأكيد من حماس بوجود المبادرة وموافقتها عليها وأنها بانتظار رد فتح وما عزز موقف حماس هو حديث العديد من وسائل الاعلام المصرية عن المبادرة وردود الفعل حولها ،وبعد أيام ردت حماس على نفي الاحمد بطرح مبادرة جديدة على لسان القيادي صلاح البردويل شملت أيضا بنود تضمنتها المبادرة المصرية .

ويبدو أن القاهرة غاضبة من نهج أبو مازن في اجراءاته العقابية ضد سكان غزة ، وطريقة تعاطيه مع المبادرات التي تطرحها لتحقيق المصالحة الفلسطينية فقد سبق وأدار عباس ظهره لخارطة طريق طرحتها الرباعية العربية للمصالحة الفتحاوية ثم المصالحة الفلسطينية في سبتمبر 2016 ، فيما يقرأ عباس الخطوات التي تتخذها القاهرة من مبادرات سياسية واجراءات للتخفيف من الأزمات الانسانية التي يصنعها لغزة أنها تصب في صالح خصومه حماس و دحلان .

خطوات عباس تشير الى قلقه من السياسة المصرية ويعتقد ان القاهرة تسير في الاتجاه المضاد له ، وبحسب مقربين منه فقد أبدى تحفظا بشأن التفاهمات المصرية مع حماس ، واعتراضات على التسهيلات التي تقدم لسكان غزة المحاصرين ، ودعم تسويات ضحايا أحداث الانقسام أو ما عرف بالمصالحة المجتمعية.

المؤشرات الجديدة تظهر ان القاهرة موقف عباس وها هي تحتضن مجددا لقاءات للجنة الوطنية الاسلامية للتكافل الاجتماعي ، وتدعم بقوة خطوات المصالحة المجتمعية ، وبما يؤدي الى التقريب بين الفرقاء الفلسطينيين ما سينعكس ايجابيا على المواطن الغزي حيث يتوقع فتح معبر رفح بصورة منتظمة أو شبه منتظمة مطلع الشهر المقبل .

ولأن الوقت من دم وأرواح من سكان غزة المظلومين أتمنى أن تقوم القيادة المصرية برعاية حوار للكل الفلسطيني حول تشكيل حكومة وحدة وطنية بأقصى سرعة بعيدا عن الاعلام ، تنال ثقة المجلس التشريعي ، وهو ما يعني فورا حل وانتهاء دور اللجنة الحكومية في غزة وكذلك رحيل حكومة الحمد الله والغاء كل اجراءات عباس العقابية ، ثم تبادر الحكومة الجديدة بعمليات تنظيم واستيعاب الموظفين كافة بطريقة عادلة ، وتصحح مسار العمل العمل الاداري الحكومي وتعيد هيكلة أجهزة الحكومة خلال 6 أشهر ، وخلال هذه الفترة يعقد الاطار القيادي المؤقت للتوافق على مواعيد انتخابات عامة تنفيذا لتفاهمات بيروت

كلمات دلالية