خبر رويترز: اسمان يترددان لخلافة عباس في حال غيابه

الساعة 04:46 م|10 أغسطس 2017

فلسطين اليوم

يتسم المشهد السياسي الفلسطيني بالسعي الحثيث وراء الهدف لكن غالبا دون جدوى.. فبعد أكثر من عقدين من المفاوضات المتقطعة ما زال حلم الدولة بعيد المنال فضلا عن تقدم سن القيادات الفلسطينية واعتلال صحة بعضهم.

وخلال الشهور القليلة الماضية دخل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي سيبلغ الثالثة والثمانين من العمر في مارس آذار القادم، المستشفى لإجراء فحوص طبية كما تلقى العلاج في الخارج. أما صائب عريقات كبير المفاوضين في عملية السلام فإنه يصغر عباس بعشرين عاما ويحب رياضة الجري لكنه يعاني من التليف الرئوي ويحتاج إلى زرع رئة.

ويقول مساعدون لعباس إنه ما زال قويا أما من يعملون مع عريقات فيصفونه بأنه يعمل بلا كلل حتى وهو يستخدم اسطوانة أكسجين لمساعدته في التنفس. وفي رسالة بالبريد الإلكتروني رفض عريقات مناقشة حالته الصحية بالتفصيل ووصفها بأنها مسألة خاصة. وقال « أود أن يظل الأمر كذلك ».

وأثار تقدم سن اثنين من أبرز القيادات الفلسطينية على الساحة العالمية واحتياج أحدهما لجراحة لإنقاذ حياته تساؤلات في كل من « إسرائيل » وفلسطين حول ما قد يحدث مستقبلا.

من ذلك مثلا .. من سيتحمل المسؤولية في حال غياب الرئيس الذي يتولى السلطة على مدى 12 عاما وكبير مفاوضيه عن المشهد السياسي؟ وما هي مخاطر اندلاع صراع داخلي مسلح في ظل الخلافات الحادة بين حركة « فتح » التي يتزعمها عباس وحركة « حماس » التي تسيطر على قطاع غزة؟.

يرى معظم المحللين والمراقبين للشؤون الفلسطينية أن احتمال اندلاع صراع شامل بين حركتي « فتح » و« حماس » بعيد خاصة وأن « إسرائيل »، التي تبقي غزة تحت حصار محكم وتحتل الضفة الغربية والقدس الشرقية، لها مصلحة في منع اندلاع هذا الصراع.

في الوقت نفسه رغم هيمنة عباس على المشهد منذ وفاة ياسر عرفات في 2004 إلا أن الفلسطينيين لديهم هياكل سياسية تسمح بإيجاد بديل بل إن عدة أسماء طرحت بالفعل في هذا الصدد.

وقال خليل الشقاقي مدير المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية « في الوقت الراهن لا يوجد أي مؤشر على أن الأمور تتجه صوب العنف » رغم أن الأرض مهيأة لذلك.

وأضاف « العامل الأهم هو أن الانقسام بين فتح وحماس، رغم أنه مثير للإحباط، إلا أنه يبدد الثقة بينهما ويجعل من الصعب عليهما العمل معا لشن هجمات عنيفة ».

وإضافة إلى ذلك فإن قوات الأمن الفلسطينية تنسق مع القوات الإسرائيلية أمن الضفة الغربية بشكل يومي رغم معارضة المدنيين. ولذلك تبدو احتمالات اندلاع أعمال عنف واسعة النطاق، سواء داخلية أو موجهة نحو إسرائيل محدودة.

وقد يكون الباعث الأكبر على القلق هو كيفية إدارة أي عملية انتقال للسلطة وما إذا كان ذلك سيتم بسلاسة.

يقول جرانت روملي وهو باحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن وشارك في كتابة سيرة عباس « الوضع مهيأ لفراغ في السلطة ».

وأضاف « إذا احتشد الفلسطينيون خلف شخصية واحدة فأعتقد أن هناك فرصة لانتقال سلمي لكن هذه الفرصة تتضاءل شيئا فشيئا مع مضي الوقت ».

ويحكم عباس قبضته على السلطة منذ انتخابه لولاية مدتها أربع سنوات عام 2005. ولم تجر انتخابات الرئاسة منذ ذلك الحين. وغادر معارضون، مثل محمد دحلان رئيس جهاز الأمن الوقائي السابق في غزة، إلى المنفى. بالنسبة لعباس تعتبر حماس بفكرها الإسلامي عدوا مثلها مثل إسرائيل.

وعلى الرغم من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفض علنا الاعتراف بعباس شريكا للسلام، فإن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تحب قبضته القوية وحقيقة أنه يفضل المقاومة السلمية على العنف. وللدائرة المقربة من عباس المرشحة لخلافته نفس المنظور.

وقال ناثان ثرال وهو محلل كبير بمجموعة إدارة الأزمات الدولية « كل المرشحين الرئيسيين لخلافة عباس يشاركونه برنامجه السياسي.. احتمال أن يدعم أحد خلفائه... المقاومة المسلحة أو يدعو لها ضئيل للغاية ».

وفي الوقت الراهن هناك اسمان يترددان في أغلب الأحيان لخلافة عباس وهما ماجد فرج (55 عاما) رئيس جهاز المخابرات الذي كثيرا ما ينضم إلى عريقات في المفاوضات ومحمود العالول (67 عاما) النائب الأول لعباس في فتح ومحافظ نابلس الأسبق.

وفي الشوارع غالبا ما يتحدث الناس عن مروان البرغوثي (58 سنة)، الذي يقضي خمس عقوبات بالسجن مدى الحياة في سجن إسرائيلي، كزعيم في المستقبل ويحتل مراكز متقدمة في استطلاعات الرأي. ولكن من غير المرجح على الإطلاق أن يفرج عنه ويقول الفلسطينيون أنفسهم إنه إذا تم الإفراج عنه فمن المحتمل ألا يتمتع بذات الشعبية.

وبدلا من ذلك فإن التوقعات هي أن يبرز المحيطون بعباس وحزبه ويحافظوا على مساره وهو ما تريده إسرائيل.

وقال ثرال « وجهة النظر الرئيسية في إسرائيل هي إعطاء الأولوية للاستقرار...أي تغيير للحرس في الضفة الغربية يعتبر في نظر إسرائيل تهديدا ».

 

رويترز 

كلمات دلالية