خبر عشوائية السلطة... خالد صادق

الساعة 12:43 م|10 أغسطس 2017

 أصبح واضحا ان الخطوات العشوائية التي تتخذها السلطة الفلسطينية ضد قطاع غزة, تأتي ضمن مخطط يبدأ بخطوات تصعيدية متتابعة, لأن السلطة تسعى إلى حسم ملف غزة وهل هو تابع لها, أم إقليم «متمرد» أصبح خارج التخطيط الجغرافي للسلطة الفلسطينية, وبالتالي يتحول إلى عبء ملقى على عاتق حماس عليها ان تتحمل مسؤوليته بشكل كامل, بعيدا عن السلطة ومساعداتها.

بدأت المرحلة الأولى من تضييق الخناق على حماس بتجفيف منابع التمويل المالي من خلال وقف تحويل الأموال وفصل عدد من الموظفين وإحالة بعضهم للتقاعد, وتقليص الرواتب, وكأن السلطة تحمل الموظفين مسؤولية صمتهم وعجزهم عن مواجهة حماس, وبالتالي عليهم ان يدفعوا ثمن هذا العجز.

المرحلة الثانية تتمثل بوقف الميزانيات والمساعدات العينية وشل حركة الوزارات السيادية وتقليص عمل الوزارات كوقف التحويلات الطبية, ووقف إمداد محطة توليد الكهرباء بالوقود, وتقليص كمية الكهرباء من 120 ميجا واط إلى ستين ميغاواط بطلب من السلطة, رغم أنها تدفع للاحتلال ثمن أل 120 ميغاواط .

 المرحلة الثالثة وهى التي نعيش إرهاصاتها ألان, وتتمثل بدعوة المجلس الوطني للانعقاد في رام الله, لضمان عدم مشاركة حماس والجهاد الإسلامي, والتعامل مع حماس على أنها كيان إرهابي معادي, وفصل قطاع غزة عن السلطة الفلسطينية, واستثنائه تماما من أية ميزانيات أو مساعدات, وتحميل حماس مسؤولية ما ستؤول إليه الأمور, خاصة ان تحالف حماس دحلان لن يستطيع القيام بأعباء القطاع المالية حسب تقديرات السلطة.

المرحلة الرابعة وتحتمل خيارين إما ترك قطاع غزة يغرق في مشكلاته ويلقى مصيره كيفما كان دون تدخل من احد, وإما ان يتم إخضاع قطاع غزة بالقوة العسكرية وإعادته إلى السلطة الفلسطينية والسيطرة عليه, علما ان هذا لن يكون سهلا وله أثمان باهظة, وفيه مغامرة غير محسوبة النتائج وقد تكون عواقبها وخيمة , ولا يضمن للسلطة عودة مقبولة شعبيا لإدارة شؤون الناس.

كل الخطوات التي أقدمت عليها السلطة تجاه قطاع غزة غير مسؤولة, وغير محكومة بالعقل والمنطق, فالسلطة أخذت الحابل بالنابل, وعاقبت الجميع على قاعدة علىً وعلى أعدائي, وهى تخوض كل خطواتها في بحر مجهول متلاطم الأمواج, لكنها تكابر وتتعامل بردات فعل, فقد أغضبها كثيرا حالة التقارب بين حماس ودحلان, وفي نفس الوقت تصر حماس على مواقفها, وترفض ان تتنازل وتحل اللجنة الإدارية التي شكلتها كبديل عن حكومة الوفاق, وكأن هذه اللجنة أصبحت بقرة مقدسة لا يجوز الاقتراب منها, رغم قناعتنا الكاملة ان المشكلة لدى السلطة ليست في اللجنة الإدارية التي تم تشكيلها, ولكننا نريد ان نبدد كل الذرائع التي تتحجج بها السلطة لأجل الشروع في خطوات عملية لتعزيز المصالحة الفلسطينية والبدء بتنفيذ بنودها.

اتفاق الشاطئ, اتفاق مكة, اتفاق القاهرة, ورقة التفاهمات القطرية, كلها تم إقرارها والتصديق عليها من طرفي الانقسام, لكن أيا من هذه الاتفاقات لم يخرج إلى النور, ولم يطبق فعليا على الأرض, وتم التنكر لكل هذه الاتفاقات, بل اخذت الأمور منحى خطيراً بتجنيد السلطة لكل أدواتها لأجل خنق ومعاقبة قطاع غزة, في نفس الوقت الذي يتغول فيه الاحتلال على شعبنا ويخطط لترسيم حدود كيانه المصطنع, وعلى ما يبدو إننا نحتاج لمعجزات لأجل إقناع قياداتنا بأن الأمور لا تحتمل هذا الفجور في الخصومة, وتتطلب موقفا وطنيا موحدا لمواجهة أطماع الاحتلال ومخططاته, انتصروا لشعبكم هذه المرة, ولا تنتصروا لأنفسكم فقط, توقفوا عن حصار قطاع غزة وتضييق الخناق على سكانه, فهم رصيدكم في مواجهة الاحتلال, وهم القادرون على الصمود والتضحيات, غزة أصبحت تمثل عبئا ثقيلا على الاحتلال, والخوف الصهيوني من مقاومتها وسلاحها يتعاظم, فلا تقدموا هدية للاحتلال بكسرها وإضعافها, لأن في هذا تفريطاً واضحاً بكل أوراق القوة التي بأيديكم.

كلمات دلالية