خبر ألف قصيدة عزفتها حالياً- يديعوت

الساعة 10:21 ص|10 أغسطس 2017

فلسطين اليوم

بقلم: امنون ابروموفيتتش

(المضمون: مستعد انا ان اقدر بأن عصر نتنياهو اقترب من نهايته. مشكوك ان ينتهي بالسجن، معقول اكثر أن بعد انتهاء ولايته سيكون رئيس الوزراء الاول في تاريخ الامة الذي يجري اعادة تموضع (رحيلا)- المصدر).

حاولوا ان تكونوا واسعي القلب للحظة. حاولوا ان تكونوا انسانيين لرمشة عين: الا يستحق نتنياهو بعض الرحمة؟ قليلا؟ انسان ابن 68، غني بالكفاءات، من الزعماء التمثيليين في المعمورة في جيلنا، لم يعرف في حياته يوما واحدا من الحرية. لا يعيش في وحدة زمنية ما من الحرية. لا يستمتع بوحدة ارض واحدة من الاستقلالية. ايام صباه مرت في ظل اب متصلب ومسيطر، البروفيسور بن تسيون نتنياهو. ولاحقا تدحرج الى مجال التحكم لدى سارة بن ارتسي، امرأة كاسرة، بخلافه حقا تحقق كل ما تريد. وها هو منذ نحو سنتين-ثلاث سنوات وابنه يئير يتحكم به، يسيطر عليه. طغيان مباشر وطغيان غير مباشر من خلال الام.

والآن، دعوا الرحمة وفكروا كمواطنين اسرائيليين واعيين يرون هنا مستقبلهم: هل يوجد مفترق واحد، نقطة لقاء واحدة، اضطر فيها نتنياهو لان يحسم بين مصلحتكم وبين مصلحة الدولة وبين مصلحته الشخصية- فاختاركم فيها انتم والدولة؟

خذوا مثلا الاستقبال للحارس من الاردن. فقد علم أنه ينبغي استقباله سرا. علم ما معنى العناق الاستعراضي، وكأن هذا جلعاد شليط الذي عاد من أسر حماس او نتان شرانسكي سجين صهيون. لقد فهم النتيجة المرتقبة لفعلته: سناب شوت واحد صغير سيلحق ضررا كبيرا، ولكنه لم يضبط نفسه.

خذوا مثلا صيغة المبكى. فهو يدير ظهره بخيانة ليهود الولايات المتحدة والعالم. فقد فهم بأن هذا تخريب تاريخي. فعل هذا لاعتبارات سياسية، حسابية حقا؛ فالاصلاحيون والمحافظون هم نوع منقرض. ليس لهم رافعة حزبية. وقراره جعل دفعة واحدة الاحزاب الاصولية اسيرة الامتنان واسيرة على الاطلاق. اليوم، قال لي في حينه مقرب من مقربيه، انتهى حلم حكومة الوسط-اليسار مع الاصوليين، اليوم ضمن لنفسه اخيرا الولاية التالية وكذا تلك التي سوف تاتي بعدها.

لقد فضل حكومة يمين-يمين على حكومة عموم اسرائيلية اذ فكر بالانتخابات التالية وليس بالجيل التالي. لم يستغل الشرخ السني-الشيعي في العالم العربي لكي يرفع مستوانا في المجال اذ فكر بالائتلاف التالي. فقد كشر وخرج الى الامم المتحدة للخطاب ضد الرئيس والبيت الابيض اذ فكر في الحملة الانتخابية التالية. لم ينفذ أي اصلاح، لم يلمس أي مركز قوة مكروه. اعلن الحرب ضد الجهاز القضائي، الاعلام، جمعيات حقوق الانسان، واغاظ المواطنين العرب.

في كل استطلاع للراي العام سجلت اغلبية واسعة لأؤلئك الذين لا يصدقون نتنياهو مقابل اؤلئك الذين يصدقونه. اغلبية واضحة لأؤلئك الذين يريدون ان يستقيل مقابل من لا يرديدون. ولكن معطى صلب واحد يبرز: هو يحافظ على قاعدة قوته. لو اجريت انتخابات اليوم، لكانت النتيجة مشابهة جدا للانتخابات الاخيرة .

نتنياهو هو مشبوه مجرب. فقد خضع للتحقيق في الماضي في أربع قضايا مختلفة ونجح. مسموح ان نقول عنه: المشبوه معروف للشرط. والآن هو مشبوه بأربع قضايا بالتوازي. لا ترفعوا مستوى التوقعات. فأنتم بهذا تخدمونه. عندما سيرفع ضده ملف 1000 الموسع والمتفرع سيقول: بدأوا مع غواصات نووية وانتهوا مع انوية بطيخ. ادخلوا سرا واخرجوا خمرا بدلا من العكس.

النظام الجنائي وجدول الاعمال الاعلامي لا يسيران معا. منظومة انفاذ القانون بطيئة وصامتة. اما الاعلام وكذا المعارضة، فسريع وصاخب. في احدى القصائد قيل:« الف قصيدة انشدتها حاليا/لك سأنشد الفين اخرى ».ولكن كما هو معروف فإن افضل الشعراء كذبوا. كفوا عن الاقلاق للمستشار القانوني للحكومة افخاي مندلبليت. فهو سيقرر وفقا للادلة التي تظهر من المادة وليس حسب الصراخات التي تصدر عن المظاهرات. في مقابلة مع القناة 20 قال نتنياهو عن احد الصحافيين « هو يعر. لديه مصادر لا باس بها ». وعلى اساس افتراضه هذا، مستعد انا ان اقدر بأن عصر نتنياهو اقترب من نهايته. مشكوك ان ينتهي بالسجن، معقول اكثر أن بعد انتهاء ولايته سيكون رئيس الوزراء الاول في تاريخ الامة الذي يجري اعادة تموضع (رحيلا).

كلمات دلالية