خبر أزمة القائمة المشتركة -هآرتس

الساعة 10:02 ص|07 أغسطس 2017

فلسطين اليوم

بقلم: عودة بشارات

(المضمون: استقالة عضو الكنيست باسل غطاس من القائمة المشتركة شوشت الاتفاق الذي تم قبل الانتخابات حول دخول مرشحين اثنين الى الكنيست - المصدر).

عندما بدأ حكم نتنياهو ينهار بالتحديد، وعلى الأبواب فجر جديد، وقعت القائمة المشتركة في شرك يهدد وجودها. وهذا ليس بسبب الخلافات الايديولوجية بين من يطلبون دولة من البحر الى النهر وبين من يريدون ضم اجزاء من الاندلس، ارض الآباء. وليس بسبب التردد السياسي الدراماتيكي – هل يجب الاكتفاء بوزارة المالية في حكومة زهافا غلئون أو المطالبة ايضا بوزارة الامن الداخلي. وفي اعقاب الخلاف المدني هل يجب سن قانون الزواج المدني أم يجب الحفاظ على الوضع القائم.

 

هذه القضايا الصغيرة لا يتم التعاطي معها، والمفارقة الآن تتعلق باتفاق التناوب الذي تم التوقيع عليه قبل الانتخابات. واليكم القصة باختصار: عضو الكنيست باسل غطاس اضطر الى

الاستقالة من الكنيست ونشأ صراع حول تفسير الاتفاق. قبل استقالة غطاس كان من السهل تنفيذه: عضوي كنيست من حداش وتاعل يستقيلان لصالح المرشحين التاليين في القائمة من الحركة الاسلامية وبلد.

لسوء الحظ ولأن المفاوضات على تشكيل القائمة المشتركة استمرت حتى اللحظة الاخيرة، لم يسجل بالابيض والاسود هذا التوافق الاساسي، الذي يتعاطى فقط مع الانتماء الحزبي للمرشحين. وحسب ذلك يمكن صياغة الاتفاق بالشكل التالي: في النصف الاول للولاية يكون التوزيع كالتالي: حداش 5، الحركة الاسلامية 3، بلد 3 وتاعل 2. أما في النصف الثاني فيكون التوزيع: حداش 4، الحركة الاسلامية 4، بلد 4 وتاعل 1.

المشكلة الآن هي أنه من اجل القيام بهذا التوزيع، الامر الذي كان من السهل القيام به لو أن غطاس لم يستقل، هناك حاجة الى قيام ثلاثة مرشحين آخرين في القائمة، والذين أعتقد أنهم مناسبون جدا، بالاستقالة مسبقا لتمكين عضوة بلد من أن تكون عضوة في الكنيست. بعض المختصين بالرياضيات الذين تطرقوا لهذا الامر قالوا إن أكثر المسائل الرياضية صعوبة تبدو سهلة أمام معضلة القائمة المشتركة.

 

إن من يجلسون على الجانب ويقدمون النصائح ويأكلون المكسرات يمكن القول لهم إنهم لو كانوا في هذه الظروف على بعد خطوة من عضوية الكنيست لكانوا تصرفوا بالتأكيد بشكل مختلف. الحديث يدور عن اشخاص مناسبين جدا، عيون عائلاتهم وقراهم ومؤيديهم تشخص اليهم، لا سيما أنهم قاموا بادارة حرب عالمية في الانتخابات الداخلية من اجل الوصول الى هذا المكان في القائمة. وهناك من ينتقدون، وكأنه في الاحزاب الاخرى توجد طاعة و« الأنا » تتلاشى أمام مصلحة الجمهور.

في المقابل، هذه القائمة التي يعتبر ايفيت ليبرمان المسؤول عن تشكيلها لأنه رفع نسبة الحسم ورفض على القائمة التوحد – تبناها الجمهور العربي والجمهور اليهودي المقرب منها. 85 في المئة من الجمهور العربي يعتبرون أن القائمة هي الابن الشرعي الذي تحول الى الأمل في التغيير الكبير في السياسة الاسرائيلية. ولكن كما هو معروف محظور علينا السماح للابن باللعب دون رعاية الوالدين لأنه قد يضر نفسه. واذا حدث له سوء فسيتم اتهام الوالدين وليس الولد نفسه: لماذا قمتم بتركه لوحده؟ ونظرا لأنه إبننا جميعا – ليس مثل الابن اليئور ازاريا – فيجب علينا عربا ويهودا الدفاع عن القائمة المشتركة وتوجيهها واثبات هذه الطريق عند الحاجة.

يجب ايضا التذكير بالمثل العربي « الجنازة صاخبة والميت كلب ». ما هو سبب هذه العاصفة؟ الموضوع ليس سوى الدخول الى الكنيست مدة سنتين، هذا على فرض أن نتنياهو لن يسقط بعد بضعة ايام أو اسابيع. هل الامر يستحق كل ذلك؟ إن كل عنصر وكل مرشح في القائمة لا يساهم في انهاء الازمة سيحاسبه الجمهور.

كلمة أزمة في اللغة الصينية تشمل ايضا الفرصة. وأنا أراهن على النموذج الصيني. القائمة المشتركة ستخرج أقوى وستثبت أن من شكلوها ومنتخبيها ايضا يشعرون بالمسؤولية التي تعطي الأولوية للمصلحة العامة مقابل المصلحة الحزبية والمصلحة الشخصية.

كلمات دلالية