خبر نتنياهو بدأ بدفع ثمن غطرسته - أطلس للدراسات

الساعة 09:16 ص|07 أغسطس 2017

فلسطين اليوم

أطلس للدراسات / ترجمة خاصة

خرج بنيامين نتنياهو من الانتخابات الماضية بنتيجة واحدة: أنا، أو بصيغة أخرى: بيبي واحد كبير أمام كل اليسار والإعلام، وحتى النخب، وكذلك كل العالم وزوجته. من منظوره، رئيس الحكومة فعل للمرة الرابعة ما لا يمكن فعله، لقد فاز وحده بالانتخابات. في الواقع أساس هذا الشعور كان قبل ذلك، لكن منذ الانتخابات أصبح الأمر واضحًا تمامًا.

ليست أسبابًا سياسية فقط ما دفعت للاعتراف الكبير بقيمته، بل أيضًا ظروف أمنية، اقتصادية وأمنية. سنوات حكم نتنياهو تميزت بالازدهار الاقتصادي، التكنولوجي، الهدوء الأمني نسبيًا، وقفزة سياسية تتناقض تمامًا مع كل نبوءات الغضب؛ بسبب كل ذلك وأكثر ما زال نتنياهو يأكل دون ملح كل من يطمحون لوراثة كرسيه.

هذا الوضع قاد نتنياهو على ما يبدو للإصابة بالضعف الذي يُميز بعض القادة العظماء، إنها الغطرسة. من يرى في نفسه شخصية لا تحتاج للآخرين، سيكتشف يومًا ما أن الآخرين غير مستعدين أيضًا للمشاركة في اللعبة. ربما نحن نمتلك أسبابًا للتفكير بأن نتنياهو قال الحقيقة البحتة حين أقسم بأن لا علاقة له بقضية الغواصات، لكن من مثله يعلم بأننا أحيانًا ندفع ثمن التصورات وليس التصرفات. يكفي أن يُدان أحد مقربيه جنائيًا لكي يصاب هو بذلك أيضًا.

فعليًا، أغلب الشخصيات التي ذكرت هذا الأسبوع على أن شهاداتهم قد تضر نتنياهو هم بالأصل يُقدرون نتنياهو أو حتى معجبون به. أوري هارو، غيل شافير، وبالتأكيد دافيد شمرون، كلهم أكنّوا ويكنون لنتنياهو ولاء حتى لو توقفوا على العمل معه. مع ذلك، تراكم الاكتشافات من التحقيقات قد يكون له معنى، وليس ذلك سرًا أن أغلبهم هم مقربون آخرون سابقًا ويتوقون للانتقام منه جراء تعاملهم معهم، أو بشكل أصح، على غيابه.

مثل أي حاكم، يبدو أن نتنياهو يميل لنسيان كل إخفاقاته وتذكر نجاحاته على وجه الخصوص، فهو يحذف من ذاكرته محطة الوقت التي بها، ليس هو، بل آخرين أمسكوا يديه كي لا تسقط. على سبيل المثال، بعد تجميد البناء في المستوطنات عام 2010؛ نتنياهو خرج حينها للولايات المتحدة حين عزم على عدم الموافقة على تجميد ثانٍ، لكن لقاءً طويلًا مع هيلاري كلينتون، التي كانت حينذاك وزيرة خارجية لإدارة أوباما، ذوبته مثل الزبدة. كان سلفان شالوم وايلي يشاي هم من فرضوا الفيتو على الصفقة التي صاغها نتنياهو مع كلينتون، وبالتأكيد أجبروه على الوفاء بوعوده.

سنوات الحكم الثمانية الأخيرة لنتنياهو تميزت بالإخفاقات، مثل فشل وقف تسلح إيران بالنووي، الهدف الأسمى لنتنياهو، التوجه للمحكمة الدولية في لاهاي، قرار 2334 لمجلس الأمن وغيرها. وهذا أيضًا جزء من إرث من يرى نفسه انتصر وحده على الجميع، نتنياهو يُفضل أن يُخفي تلك الفصول غير المشرفة عن نفسه وعن الآخرين.

تاريخ البشرية مليء بالحكام الذين أخلّت رؤيتهم الذاتية المغرورة بتعقلهم. الحديث هنا عن ظاهرة مفهومة: شخص تغلب على كل الصعوبات التي اعتاد أن يفكر بأنها غير قابلة للقهر، بوعي أو بدون وعي يقول لنفسه « تجاوزنا فرعون، سنتجاوز هذا الأمر أيضًا »، ويخفف من هول التحديات الجديدة التي تحول فوق رأسه.

لكن سيد التاريخ لا يحب القادة المتعجرفين، لديه ميل لوضعهم عند حدهم، وهذا تمامًا ما حدث مع نتنياهو. في نفس الساعات التي تغطرس فيها في مؤتمر هنغاريا، اشتعل الوضع في المكان الأقدس في العالم. وهناك في بودابست وضعت أمامه معضلة إزالة البوابات، في نفس المرحلة رفض نتنياهو إزالة البوابات، وكان هذا قرار غير منطقي نظرًا للظروف، ومع كل ذلك، واصل سيد التاريخ تذكيره لنتنياهو من حقًا مدبر الأمور.

كلمات دلالية