خبر دير شبيجل: المخابرات الأمريكية اعتمدت على معلومات نظيرتها الألمانية في شن الحرب على العراق

الساعة 06:08 ص|14 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم – وكالات

أفادت مجلة "دير شبيجل" الألمانية بأن عملاء بالمخابرات الألمانية بالعراق أمدوا المخابرات الأمريكية بمعلومات كانت جوهرية في شن الحرب على العراق. وحسب المجلة فإن مسئولين عسكريين بالجيش الأمريكي أكدوا لها أن التقارير التي زودهم بها عميلان بالمخابرات الألمانية قبيل حرب العراق كانت هامة وقيمة جدا في تحديد مجرى الحرب. ونقلت المجلة في موقعها الالكتروني السبت عن الجنرال الأمريكي المتقاعد جيمس ماركس الذي قاد فريق استطلاعات القوات البرية في الحرب على العراق قوله إن المساهمات الاستخباراتية التي قدمها العملاء الألمان كانت "بالغة الأهمية والقيمة .. ومفصلة وموثوق بها".

 

وأكد ماركس أن جهازه الاستطلاعي "كان يثق بالمعلومات التي تقدمها المخابرات الألمانية أكثر مما كان يثق بالمخابرات الأمريكية". كما أشار الجنرال الأمريكي السابق إلى أن التقارير التي كان يحصل عليها جهازه من المخابرات الألمانية أدت على سبيل المثال إلى إلغاء الجيش الأمريكي خطط الإنزال الجوي المفاجئ على مطار بغداد.

 

وذكرت المجلة أن جيمس كان يدرس بعناية في غرفة المراقبة في المعسكر الأمريكي بالدوحة عام 2003 التقارير التي كانت ترد من عميلي المخابرات الألمانية اللذين ظلا في العراق رغم اندلاع الحرب الأمريكية عليها.

 

وأكد جيمس أن المعلومات التي كان يحصل عليها جهازه من المخابرات الألمانية كانت جزءا أساسيا في التقرير الذي كان يقدمه عبر الشبكة التلفزيونية المغلقة للقائد الأعلى للجيش الأمريكي في العراق تومي فرانكس وأحيانا لوزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد نفسه.

 

وأشار الجنرال الأمريكي إلى أن جهازه الاستطلاعي الذي كان يتكون من 400 موظف استخباراتي كان يولي أهمية خاصة للتقارير التي ترد من المخابرات الألمانية في العراق بشأن المنشآت النفطية هناك وما إذا كان الرئيس العراقي السابق صدام حسين يعتزم تدميرها كما فعل خلال الحرب الأولى على العراق قبل اثنتي عشرة عاما وقال إن الجيش الأمريكي في قطر والكويت كان كثير القلق بشأن احتمال تكرار تجربة إحراق المنشآت النفطية في مواجهة القوات الأمريكية الغازية.

 

وأضاف جيمس أن الجيش الأمريكي كان قلقا للغاية عندما علم أن المخابرات الألمانية ترجح أن يكون الجيش العراقي يعتزم تدمير منشأة "دورة" لتكرير النفط بعد أن علمت بأن القوات العراقية جلبت كميات كبيرة من النفط الخام لهذه المصفاة.

 

وأشار جيمس إلى أن قوات الرئيس السابق صدام حسين كانت تسعى من خلال إحراق منشأة الدورة التشويش على أقمار التجسس التابعة للمخابرات الأمريكية وقال إن الجيش الأمريكي سارع على الفور إلى مراقبة منطقة المنشأة بطائراته بمجرد تلقيه معلومات من عميلي المخابرات الألمانية والتي مفادها أن الجيش العراقي اتخذ جميع الاستعدادات اللازمة لتدمير المنشأة القريبة من كركوك.

 

وأكد جيمس أنه ألح على قائد القوات البرية الأمريكية في العراق آنذاك ديفيد ماكيرنان لشن هجوم بري لتأمين حقول النفط العراقية وذلك بعد أن نقلت طائرة استطلاع أمريكية بدون طيار صورا لحقول النفط العراقية التي تتصاعد منها ألسنة كثيفة من الدخان وأن القائد الأعلى للقوات الأمريكية في العراق تومي فرانكس وافق على هذا الاقتراح وأعطى أمرا لقوات التحالف البالغ قوامها 140 ألف جندي للتحرك لغزو العراق مشيرا في الوقت نفسه إلى أن المعلومات التي حصل عليه الجيش الأمريكي من المخابرات الألمانية بكرت من وقت شن الحرب البرية على العراق.

 

كما أكدت الضابطة الأمريكية كارول ستيورات التي كانت تعمل في جهاز الاستخبارات التابع للقيادة المركزية للجيش الأمريكي بقيادة الجنرال تومي فرانكس أن المخابرات الألمانية "أدت عملا ممتازا" خلال الحرب الأمريكية على العراق مضيفة:"كنت أعلم أن الألمان يعارضون الحرب على العراق لذا فقد كنت مندهشة بسبب قيامهم بمثل هذا الدور الإيجابي المساعد لنا في الحرب".

 

وأضافت ستيورات:"من يعتقد بأن هذه التقارير لم تلعب دورا في العمليات العسكرية للجيش الأمريكي فهو موهوم".

 

وحسب المعلومات التي حصلت عليها مجلة شبيجل فإن عميلي المخابرات الألمانية في العراق قدما نحو 130 تقريرا استخباراتيا بما فيها الصور الضرورية عبر الأقمار الصناعية إلى مركز قيادة المخابرات الألمانية في مدينة بولاخ بألمانيا.

 

كما أشارت المجلة الألمانية في تقريرها إلى أن عميلي المخابرات الألمانية طلبا من الجيش الأمريكي عدم استخدام المدفعية الثقيلة أو الصواريخ في هجومه على المواقع العراقية القريبة من موقعهما خوفا على حياتهما وأنها طلبت منه أيضا استخدام قوات خاصة في هجومه على هذه المواقع.

 

كما ذكرت المجلة أن عميلي المخابرات الألمانية نقلا معلومات سريعة للقوات الأمريكية عن مدى إصابة طائرات السلاح الجوي الأمريكي أهدافها في العراق وأن الطائرات عاودت استهداف هذه الأهداف بناء على معلومات المخابرات الألمانية التي مفادها أن قوات برية عراقية مازالت تحارب انطلاقا من المواقع التي تم استهدافها ولم تدمر بشكل كامل مما جعل الطائرات الأمريكية تسوي هذه المواقع بالأرض وتحصل على تأكيد بذلك من المخابرات الألمانية في العراق.

 

يشار إلى أن وزير الخارجية الألمانية فرانك فالتر شتاينماير الذي كان رئيس ديوان المستشارية إبان الحرب الأمريكية على العراق أكد مرارا منذ كانون ثان/يناير 2006 عندما تسربت أخبار بشأن دور المخابرات الألمانية في الحرب الأمريكية على العراق والذي كان مثار جدل واسع آنذاك أن "التعليمات السياسية للمخابرات الألمانية لم تكن دعما فعالا للعمليات العسكرية في العراق وأنه إذا استطاعت المخابرات الألمانية أن تحول من خلال معلوماتها دون إصابة القوات الأمريكية سفارة أو مستشفى في العراق فإن ذلك لا يمثل أخلاقا مزدوجة بل يساهم في إنقاذ حياة الأبرياء".

 

ومن المنتظر أن يمثل شتاينماير الخميس المقبل كشاهد أمام اللجنة البرلمانية المعنية بمراقبة أنشطة المخابرات الألمانية لتوضيح مدى أهمية المعلومات التي جمعتها خلية المخابرات الألمانية في بغداد بالنسبة للعمليات العسكرية للجيش الأمريكي".