خبر يجب على أزاريا التعبير عن الندم -هآرتس

الساعة 10:48 ص|03 أغسطس 2017

فلسطين اليوم

يجب على أزاريا التعبير عن الندم -هآرتس

بقلم: دان مرغليت

(المضمون: بغض النظر عن حجم العقوبة فان المهم هو أن يعبر ازاريا عن ندمه كي لا تبدو الدولة وكأنها توافق على ما قام به - المصدر).

لقد أصدرت محكمة الاستئنافات العسكرية قرارا حكيما ومتزنا وهو الابقاء على عقوبة السجن التي حكم بها اليئور ازاريا على حالها. وقد أضاف قضاة المحكمة التجميل اللفظي على قرار الحكم الأصلي، لكنهم لم يغيروه، وهذا هو الصحيح.

 

الاجراءات التي تم الانتهاء منها في هذا الاسبوع هي اجراءات متوازية مع الادعاءات التي يتم تقديمها لمحكمة العدل العليا. ويتم الادعاء في دعاوى كهذه أن المستشار القانوني للحكومة اخطأ في الموضوع الذي يتم استيضاحه، لكن عندما تبين لقضاة محكمة العدل العليا أن قراره كان

 

معقولا، حتى لو احتوى على بعض الثغرات، امتنعوا عن التدخل في القرار. هذا هو أساس قرار الحكم الذي تم اتخاذه في الوقت الحالي والذي وضع عائلة ازاريا أمام خيار إما الموافقة على القرار والطلب من رئيس الاركان تخفيف الحكم وإما الاستمرار في النقاشات القانونية.

 

والنصيحة المطلوبة هو التوقف عن الاستئناف. فلن تتم تبرئة أزاريا ولا مناص من دخوله الى السجن. ومن مصلحته انهاء القضية واعادة التأهيل في أسرع وقت ممكن.

 

من الواضح أن ازاريا وصل الى تل الرميدة في الخليل وهو مشحون بكراهية الفلسطينيين. ولو كان وصل الى المكان قبل 11 دقيقة وأطلق النار على المخرب الذي جاء ليقتل، لما كان حكم عليه. ولم يكن الجندي في حلميش سيحاكم لو أنه أطلق رصالة أخرى على المخرب القاتل لعائلة سولومون. إن تبادل اطلاق النار لا ينتهي في لحظة، ولسوء حظ ازاريا أنه تأخر في الوصول الى المكان، ولسوء حظ اسرائيل أنه لم يقل له أحد إن الجيش الاسرائيلي لا يمكنه استكمال الملابسات التي أطلق فيها النار على المخرب.

 

من الآن فصاعدا المسألة الهامة في النقاش ليست تخفيف العقوبة من قبل رئيس الاركان آيزنكوت، واذا تصرف بحكمة وحسب توصية التوراة « تواضع بخطواتك »، فستكون هذه الكلمات والجمل هي التي ستحدد المواقف الاساسية للاطراف في الحادثة.

 

للأسف الشديد، الجمهور في اسرائيل يعرف قوة الكلمة التي تقال، ولا سيما الخرساء والمختفية، فقط من الطرف الثاني للمتراس. مثلا عندما تسلم القيادة العربية في اسرائيل من خلال صمتها للجنازة الاستفزازية التي جرت للقتلة من أم الفحم الذين أشعلوا الحرم، وقيل إنهم قديسين، فان الجيش الاسرائيلي يتصرف بشكل صحيح عندما يقول إنه بدون ندم ازاريا وهو في السجن ليست هناك فرصة لأن يفحص آيزنكوت تخفيف العقوبة.

 

هذا أمر هام جدا، لأنه اذا لم يندم ازاريا من اعماق قلبه، فمن المهم لاسرائيل بصفتها دولة ديمقراطية الاعلان أمام نفسها وأمام العالم بأنه دون الرفض العلني لمظاهر الكراهية والتحريض ودون رفض هذه المخالفة، لا يستطيع أي مواطن أو جندي في الجيش الاسرائيلي التخلص من وطأة القانون. وفي المقابل، اذا حصل ازاريا على اعفاء من التعبير عن الندم قبل تخفيف عقوبته، فان صمته سيكون صاخبا واسرائيل ستبدو وكأنها تصمت على الجريمة.

 

هذا الامر صحيح بالنسبة للسياسيين. فبنيامين نتنياهو ونفتالي بينيت وتسيبي حوطوبلي كانوا أول من قفزوا على عربة طلب العفو عن ازاريا. وهذا من حقهم وهو أمر يحظى بالتأييد، لكن

 

القيادة السليمة من المفروض أن تطلب قبل ذلك التحفظ من المخالفة والدفاع عن الجهاز القضائي العسكري (بينيت قال بعض الامور الايجابية). تأييد العفو من قبلهم ليس هو الذي يصرخ، بل تجاهلهم للمخالفة التي هي « علم أسود »، كما قال القاضي د. بنيامين هليفي عن الامر الذي سمح بحدوث المجزرة في كفر قاسم في العام 1956 ورسخ في الوعي جوهر الحدث التراجيدي، وليس العقوبة التي فرضت على من قاموا بتنفيذه. وفي الوقت الحالي يجب التصرف بهذا الشكل.

 

المحاكمة انتهت والآن جاء دور الكلمات التي تحدد القيم. يحتمل أنه لا يمكن العيش بحسبها، ويحتمل أن يكون أزاريا آخر في المستقبل، لكن الكلمات وبشكل لا يقل عن ذلك الصمت ايضا، هي التي تحدد المعيار الذي يطمح المجتمع الاسرائيلي في الوصول اليه. ومنذ اصدار قرار الحكم فهي جوهر الموضوع.

 

 

كلمات دلالية