خبر الانتقادات تلاحق تصريحات ليفني بتهجير العرب وسط تخوفات من التنفيذ

الساعة 12:55 م|13 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم - القدس المحتلة

تتوالى تصريحات الزعيمة الجديدة لحزب كاديما الإسرائيلي الحاكم تسيبي ليفني حول القضايا الأساسية العالقة و التي تمس دولة الاحتلال بشكل مباشر.

 

ففي الأمس القريب و أثناء إلقائها محاضرة في مدرسة يهودية قالت ليفني إنه على الفلسطينيين الذين يريدون تحقيق أحلامهم وتطلعاتهم الوطنية أن يرحلوا إلى الدولة الفلسطينية المستقلة غير الموجودة بعد على الأراضي المحتلة عام 1967، لتلمح بذلك إلى إخلاء الأراضي المحتلة عام 1948 من أي وجود عربي وإبقائها يهودية بشكل كامل.

 

وبعد إدلاء التصريح بفترة بسيطة تلاحقت الانتقادات من الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة عليه، فمنهم من طالبها بالاعتذار ومنهم من هاجمها قائلاً: "نحن موجودون هنا قبلك!" الأمر الذي أجبرها على توضيح قصدها من التصريح بأنها لم تعن الانتقال الفعلي للعرب وإنما الشعور الوطني لهم.

 

في هذا السياق اعتبر المحلل السياسي في الشؤون الإسرائيلية أنطوان شلحت أن محاولات ليفني لتجميل تصريحها لم يجد نفعاً كونها قالت بالحرف الواحد إن الحل القومي لعرب الأراضي المحتلة هو الرحيل إلى دولتهم المستقلة في الضفة الغربية أو قطاع غزة كما قال.

 

وأوضح شلحت أن ليفني قصدت بأقوالها أن الفلسطينيين لن يتمكنوا من تحقيق أحلامهم و تطلعاتهم إلا في دولتهم، مبيناً أنه ورغم ملكيتهم لأراضيهم ومنازلهم إلا أن ليفني تنتزع حقهم في تحقيق تطلعاتهم فيها.

 

وحذر شلحت من تتابع التصريحات الإسرائيلية العنصرية التي تهدف إلى طرد العرب من دولة الاحتلال ومنعهم من الحصول على حقوقهم، مؤكداً أن تلك التصريحات تأتي على خلفية مناخ عام يهودي يؤيد ترحيل العرب من أراضيهم على أساس أنها ملك للشعب اليهودي وحده.

 

وأضاف:" لا أتوقع قيام انتفاضة فلسطينية ضد هذه التصريحات في الداخل، لأنه كانت هناك ردود فعل غاضبة وهذه ليست المرة الأولى التي تصرح بها ليفني حول هذا الأمر لكن أتوقع أن يثير التصريح المزيد من الحوافز لدى الفلسطينيين لرص صفوفهم في فترة المعركة الانتخابية المقبلة لأن الخطر الذي يتهددهم وجودي أكثر مما هو يومي".

 

وحول ما أدلت به ليفني بشان عدم إمكانية إعادة أي جندي إسرائيلي إلى بيته قال شلحت إن هناك جدل واسع النطاق في الأوساط الإسرائيلية حول إعادة الجندي الأسير جلعاد شاليط باعتبار أن هناك مسؤولية أخلاقية على قادة الاحتلال تحمّلها بشأن إعادة شاليط حتى لو كان الثمن مطابقاً لما تريده حركة حماس.

 

وأضاف شلحت أن هذا التصريح الأخير أثار غضب الشبان والعائلات الإسرائيلية لما يحمل في طياته من تراجع عن مسؤوليات الدولة، متوقعاً أن تزيد ردود الفعل عليه في الأيام المقبلة.

 

ورأى شلحت أن شعبية حزب كاديما بلغت الحضيض منذ حرب لبنان في صيف عام 2006، لافتاً إلى أنه من الصعب تقرير الفائز في الانتخابات المبكرة المقبلة بسبب ما قد تفرزه الحمى الانتخابية من عمليات عسكرية و قرارات سياسية قد تؤثر بشكل كبير على مستقبل المنطقة برمتها حسب تعبيره.

 

يذكر أن الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948 يشكلون 20% من السكان البالغ عددهم سبعة ملايين نسمة.