خبر فلسطينيو 48 لـ ليفني: لن نترك أرضنا إلى المجهول

الساعة 06:59 ص|13 ديسمبر 2008

صالح النعامي

أكدت أوساط برلمانية عربية في إسرائيل أن فلسطينيي 48 "لن يغادروا أراضيهم في إسرائيل" بالرغم من تصريحات وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني التي قالت فيها إن "على الفلسطينيين الذين يعيشون في إسرائيل الانتقال إلى الدولة الفلسطينية عندما تقام".

 

وشدد نواب عرب في البرلمان الإسرائيلي على أن فلسطينيي 48 "لن يغادروا أرضهم، ولن يحملوا متاعهم في هجرة نحو المجهول مرة أخرى، فنحن أصحاب الأرض، وغيرنا هو الطارئ الذي بإمكانه أن يغادرها".

 

ولاقت تصريحات ليفني التي تجيء ضمن دعوات مماثلة انطلقت في الفترة الأخيرة، إدانات من جانب السلطة الفلسطينية، التي رأت أن مثل هذه التصريحات "الانتخابية" "لا تخدم عملية السلام".

 

وكانت ليفني التي تتزعم حزب كاديما ومرشحته في انتخابات فبراير 2009 قد طرحت موقفها ذلك في معرض ردها على سؤال لأحد طلاب إحدى المدارس الثانوية في مدينة تل أبيب حيث كانت تلقي محاضرة الخميس، وأضافت فيها: "كي نبني دولة يهودية وديمقراطية، علينا أن نبني دولتين قوميتين مع تنازلات معينة وخطوط حمر واضحة، وعندما ننجز ذلك أستطيع أن أتوجه للفلسطينيين مواطني إسرائيل، من نسميهم اليوم عرب إسرائيل، وأقول لهم إن الحل القومي لقضيتهم موجود في مكان آخر".

 

"إجماع صهيوني"

 

وتعليقا على ذلك قال النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي عباس زكور في تصريحات خاصة لشبكة "إسلام أون لاين.نت": "إن التصريحات التي أدلت بها ليفني تعكس حقيقة أن هناك إجماعا صهيونيا يشمل جميع الأحزاب الإسرائيلية، سواء تلك التي تنتمي إلى اليمين، وتلك التي تنتمي إلى اليسار، وراء فكرة الدولة اليهودية (الطاهرة) عرقيا من العرب".

 

واعتبر زكور أن تصريحات ليفني تكتسب أهمية خاصة، بوصف ليفني مرشحة الحزب الحاكم لتولي منصب رئيس الوزراء، "الأمر الذي يعني أنه سيكون لديها القدرة والإمكانية لإملاء هذه المواقف على الحكومة الإسرائيلية القادمة في حال قيامها بتشكيلها".

 

كما لفت زكور إلى حقيقة أن كون ليفني هي المسئولة عن ملف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية بشأن التوصل إلى حل دائم للقضية الفلسطينية "يبعث على القلق"، على اعتبار أنها قد تدفع لتفاهمات مع أطراف عربية وفلسطينية ودولية تقضي بأن تقام "الدويلة" الفلسطينية "على حساب الحقوق الوطنية والقومية لأبناء الشعب الفلسطيني الذين يعيشون على أرضهم داخل إسرائيل"، بحسب النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي.

 

"سندفن في بطنها"

 

وبشأن الخطوة الواجب اتخاذها حاليا من جانب عرب الـ48، قال زكور إن عليهم أن "يعتمدوا على أنفسهم وليس على غيرهم من العرب"، ولا حتى على السلطة الفلسطينية التي ألمح النائب إلى أنها "معنية بالحصول على أي دويلة، وتستعد للتفريط بحقوق الشعب الفلسطيني داخل إسرائيل".

 

وأضاف: "للأسف الشديد إنه بات هناك الكثير من الأطراف العربية والفلسطينية، فضلا عن الأمريكيين والأوروبيين، يبدون تفهما لفكرة الدولة اليهودية (النقية) من العرب، وهذا ما يتوجب الاستعداد لمواجهته منذ الآن قبل أن يكون الوقت متأخرا".

 

وشدد زكور على أن فلسطينيي 48 "لن يغادروا أرضهم، ولن يحملوا متاعهم في هجرة نحو المجهول مرة أخرى، فنحن أصحاب الأرض، وغيرنا هو الطارئ الذي بإمكانه أن يغادرها، أما نحن فولدنا على هذه الأرض لندفن في بطنها"، على حد تعبيره.

 

من جهته قال أحمد الطيبي النائب عن القائمة العربية الموحدة التي لديها أربعة مقاعد في الكنيست، في تصريحات صحفية نقلتها وكالات الأنباء: "هذه التصريحات (تصريحات ليفني) قيلت من قبل، ولكنها في هذا التوقيت أكثر حدة؛ لأنها جاءت من مرشحة لرئاسة الوزراء".

 

ووصف الطيبي تصريحات ليفني "بالمؤلمة"، واتهم ليفني بأنها تخطب ود الناخبين اليمينيين.

 

السلطة تنتقد

 

من جهتها نددت الرئاسة الفلسطينية الخميس بتصريحات ليفني، ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن نبيل أبو ردينة من العاصمة الأردنية عمان: "إن تصريحات ليفني تضع العراقيل أمام عملية السلام، ولن تؤدي إلى الوصول إلى اتفاق سلام وحل عادل وشامل بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".

 

واعتبر المسئول الفلسطيني أن الطريق للسلام "هو الالتزام بالشرعية الدولية، ولا يجوز استغلال الحملة الانتخابية في إسرائيل لخلق الذرائع وتوتير الأجواء".

 

وشدد أبو ردينة: "إن من يريد السلام عليه أن يخلق ويوفر أجواء ثقة، ونحن نرى أن قرارات الشرعية الدولية والعربية وخاصة مبادرة السلام العربية هي الأساس للتوصل إلى اتفاق سلام شامل"

 

تيار متنام

 

وتأتي تصريحات ليفني هذه قبيل المسيرة التي من المقرر أن تنظمها مجموعات من اليمين المتطرف اليهودي في شوارع مدينة "أم الفحم" العربية الأسبوع القادم، والتي سيدعون فيها إلى طرد فلسطينيي 48، بعد أن أصدرت المحكمة الإسرائيلية العليا قرارا يسمح بتمكين هذه المجموعات التي تتكون من غلاة المتطرفين اليهود من تنظيم هذه المسيرة.

 

ويأتي ذلك ضمن تيار متنام داخل إسرائيل لطرد عرب الـ48 من المدن المختلطة مثل اللد والرملة ويافا وعكا، حتى في أوساط التيارات الإسرائيلية التي تقول إنها تؤيد السلام مع العرب، بما في ذلك شخصيات بارزة في حزب العمل الذي يدعي أنه يمثل "معسكر السلام" الإسرائيلي.

 

فقد قال إفرايم سنيه نائب وزير الدفاع السابق، وأحد قيادات حزب العمل إنه يتوجب أن يتم حل مشكلة فلسطينيي 48 ضمن الحل الشامل للقضية الفلسطينية، وذلك عبر توطينهم في الدولة الفلسطينية التي ستقام لاحقا.

 

ومن آن لآخر تشهد المدن المختلطة التي يسكنها عرب ويهود أعمال عنف يتم خلالها إحراق منازل الفلسطينيين، سواء داخل فلسطين المحتلة في العام 1948، أو في الضفة الغربية المحتلة في العام 1967.

 

وشهدت مدينة عكا قبل أسابيع اعتداءات قام بها يهود متطرفون ضد العرب الذين يسكنون المدينة، ضمن ما قالت مصادر في فلسطينيي الـ48 إنه مخطط لطرد أبناء المدينة من العرب منها.

 

كما شهدت مدينة الخليل المحتلة في الضفة الغربية قبل أيام اشتباكات بين مستوطنين يهود وعرب من أبناء المدينة جرى خلالها إحراق عدد من المنازل العربية بعد تنفيذ حكم للمحكمة العليا الإسرائيلية بإخلاء منزل يعود لأسرة عربية استولى عليه المستوطنون.