خبر رفض الخطة الأميركية لإنقاذ قطاع السيارات يثير هلعاً في أسواق المال الآسيوية والاوروبية

الساعة 04:56 ص|13 ديسمبر 2008

 فلسطين اليوم-وكالات

ادى فشل المفاوضات في مجلس الشيوخ الاميركي في التصويت على خطة لانقاذ قطاع صناعة السيارات، الى تسجيل تراجع في اسواق المال الآسيوية والاوروبية، أمس، وسط قلق شديد حول النتائج الاقتصادية الكارثية التي يمكن ان تنجم عن انهيار احدى شركات السيارات.

وتراجعت بورصة باريس بعيد افتتاحها 66ر4% ولندن 97ر2% وفرانكفورت 34ر4%.

واغلقت بورصة طوكيو كبرى البورصات الآسيوية على تراجع بلغ 56ر5% بينما خسرت بورصات هونغ كونغ 48ر5% وسيول 38ر4% وشنغهاي 81ر3%.

 

وتراجع الدولار ايضا في مبادلات طوكيو الى اقل من تسعين ينا للمرة الاولى منذ 13 عاما.

وبعد ساعات من المناقشات والضغوط على مجموعة من الجمهوريين الذي يرفضون انقاذ الشركات الثلاث الكبرى لصناعة السيارات (جنرال موتورز وكرايزلر وفورد) باموال عامة، قال زعيم الاغلبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد "لم نتمكن من التوصل الى نتيجة".

 

وعبر ريد عن اسفه لهذا الفشل، مؤكدا "حاولنا وبذلنا جهودا شاقة جدا للتوصل الى نتيجة من اجل اصدار تشريع بشأن صناعة السيارات". كما عبر السناتور ريد عن قلقه من تداعيات هذا الفشل على اسواق المال.

 

وتعزز الضغط على اعضاء المجلس بعدما اعترفت "جنرال موتورز"، أول من أمس، انها وظفت مستشارين قانونيين ومصرفيين للاستعداد "لاي احتمال" بما في ذلك اعلان افلاسها.

وكانت "جنرال موتورز" و"كرايزلر" حذرتا من قبل من امكانية افلاسهما نظرا لنقص السيولة، بدءا من نهاية السنة اذا لم تساعدهما الدولة.

 

وتبنى مجلس النواب الاميركي منذ الاربعاء الخطة التي تبلغ قيمتها 14 مليار دولار بدعم من البيت الابيض والرئيس المنتخب باراك اوباما.

 

نتائج كارثية

وسيؤدي انهيار واحدة من هذه الشركات "الكبرى" الى نتائج كارثية على اول اقتصاد في العالم اذ ان 2ر2 مليون وظيفة تتعلق بصناعة السيارات، وكذلك لدى الشركاء التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة.

 

والخميس وفي مواجهة تردد مجلس الشيوخ ولكن قبل الاعلان عن فشل المشاورات، اغلقت بورصة نيويورك على تراجع واضح بلغت نسبته 24ر2% وخسرت اسهم "جنرال موتورز" ومنافستها فورد اكثر من عشرة بالمئة من قيمتها.

 

وقال هاري ريد "اخشى ان انظر الى وول ستريت، لا اعتقد ان ذلك سيكون مؤشرا جيدا. ملايين الاميركيين وليس فقط العاملين في شركات السيارات، بل بائعي السيارات والتجار والذين يعملون في قطاع السيارات سيتأثرون ويتضررون مباشرة بذلك".

وفي مواجهة تفاقم الازمة الاقتصادية، تضاعف الدول الصناعية خطط الانعاش.

 

تدابير جديدة في اليابان

ففي اليابان اعلن رئيس الوزراء تارو اسو عن تدابير جديدة لانهاض الاقتصاد الياباني الذي دخل في مرحلة ركود. وقال في مؤتمر صحافي، انه ينبغي تعزيز خطة انهاض الاقتصاد التي اقرت في نهاية تشرين الاول وتبلغ كلفتها 26 الفا و900 مليار ين (224 مليار يورو).

واضاف ان "الوضع الاقتصادي اسوأ مما كنا نتوقعه"، مضيفا "سنتخذ اذا تدابير" اضافية.

وتابع اسو "سنحاول ان نكون اول من يتجاوز الركود، على الاقل بين الدول الصناعية".

ويفترض ان تسمح الاجراءات الجديدة بمساعدة العاطلين عن العمل وزيادة ضخ الاموال العامة في رساميل المصارف من اجل تسهيل اقراض الشركات الصغيرة.

وكانت الخطة الاولى لاسو تشمل خفضا في الضرائب ومساعدات مباشرة للعائلات وتقديم قروض للشركات الصغيرة.

 

وشهدت اليابان انكماشا في نشاطها الاقتصادي نسبته 5ر0% في الفصل الثالث من العام بعد تراجع اجمالي الناتج المحلي 1% في الفصل الثاني.

من جهة اخرى، يعقد قادة اليابان والصين وكوريا الجنوبية السبت قمة طارئة سيخصص حيز كبير منها لسبل التصدي للازمة الاقتصادية العالمية.

وسيستقبل رئيس الوزراء الياباني تارو اسو في مقره في فوكوكا (جنوب غرب) نظيره الصيني وين جياباو والرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك، في اول قمة ثلاثية من هذا النوع خارج اطار المؤتمرات المتعددة الطرف.

 

اتفاقات بين كوريا الجنوبية والصين

من جهة اخرى، اعلنت كوريا الجنوبية والصين انهما ستوسعان اتفاقاتهما لتبادل القطع لتبلغ ثلاثن مليار دولار من اجل "تحسين تدفق السيولة في الامد القصير" و"تشجيع التجارة الثنائية".

وكان الاتفاق السابق لتبادل السيولة (سواب) يتعلق باربعة مليارات دولار. وينص الاتفاق الجديد على تبادل اضافي يصل حتى 3800 مليار ون (5ر26 مليار دولار) مقابل 180 مليار يوان.

ويسمح هذا النوع من الاتفاقات (سواب) للمصارف المركزية بتبادل قروض السيولة على الامد القصير عندما يحتاج احدها الى ذلك لضمان استقرار النظام المالي في بلده.

وفي بروكسل اتفق القادة الاوروبيون مساء الخميس على خطة انعاش تبلغ قيمتها حوالى مئتي مليار يورو اي 5ر1% من اجمالي الناتج الداخلي الاوروبي.

وفي باريس خفض بنك فرنسا الجمعة تقديراته للنمو واصبح بتوقع انكماشا نسبته 0ر7% في اجمالي الناتج الداخلي في الفصل الرابع ونموا لا يتجاوز الـ8ر0% لمجمل العام 2008.

وبذلك خفض المصرف المركزي توقعات 2ر0 نقطة بالمقارنة مع التقديرات التي نشرها منذ شهر.

 

اما في اوروبا فقد اعلنت ادارة فرع شركة المنتجات الصيدلانية الاميركية بفايزر في باريس عن "تنظيم جديد" لنشاطاتها سيؤدي الى رحيل 700 موظف في 2007.

وفي برلين اعلنت متحدثة باسم شركة صناعة الطائرات "ايرباص" ان المجموعة قررت اعادة 700 خبير الماني تم استدعاؤهم لتسوية مشاكل تقنية كبيرة في الطائرة العملاقة "ايه 380" الى بلدهم. واوضحت المتحدثة لصيفة "فايننشال تايمز" ان الشركة "ستعيد الى هامبورغ حوالى 700 مهندس كانوا يهتمون خصوصا بالكابلات".

 

اما اسعار النفط، فقد تراجعت، أمس، في المبادلات الالكترونية في آسيا غداة قفزة سجلتها في نيويورك وبلغت نسبتها عشرة بالمئة.

وخسر برميل النفط الخفيف (لايت سويت كرود) في كانون الثاني 91 سنتا ليبلغ سعره 07ر47 دولاراً.

 

السيارات قطاع لا يزال مهماً في اميركا

 

ويمثل قطاع انتاج السيارات في الولايات المتحدة مصدرا مهما للنشاط الاقتصادي والتوظيف خصوصا في المناطق المحرومة في بلد يشهد تقلصا سريعا في هذه الصناعة.

وكانت الشركات الثلاث الكبرى للسيارات - جنرال موتورز وفورد وكرايزلر - هددت باشهار افلاسها ما لم يتم التوصل الى اتفاق في مجلس الشيوخ.

وفي نهاية ايلول كان يعمل في هذه الشركات مباشرة 240 الف شخص.

 

لكن باضافة الوظائف غير المباشرة التي تؤمنها فروع صناعة المعدات والوكلاء ومزودي القطاع، يشكل القطاع 2ر2 مليون وظيفة و65 مليار دولار من الرواتب سنويا، حسبما ذكر مركز الدراسات حول قطاع السيارات المرتبط "بالثلاث الكبرى".

من جهة اخرى، هذه المجموعات مرتبطة ببعضها البعض بشكل وثيق جدا بما انها تتقاسم عددا من المزودين والفروع المتعاقدة معها.

وهذا الترابط يدفع المجموعات الثلاث الى التأكيد ان اعلان افلاس واحدة منها سيؤدي الى سقوط الاثنتين الاخريين.

 

والسيناريو الاسوأ هو سقوط الشركات الثلاث مما سيرفع الكلفة الاجتماعية للازمة الى ثلاثة ملايين وظيفة حسبما افاد المعهد نفسه، من اصل 6ر137 مليون وظيفة في البلاد.

وهذا الرقم يتجاوز الـ 2ر2 مليون وظيفة مباشرة وغير مباشرة بما ان قطاعات اقتصادية اخرى ستتأثر من المعادن الى الكيمياء والصناعات الالكترونية والمعلوماتية والتجارة.

وذهب رئيس مجلس ادارة فورد الان مولالي الاربعاء الى حد الحديث عن 5ر4 ملايين وظيفة مهددة.

وقطاع السيارات موجود في كل مكان في الولايات المتحدة من ميتشيغن "مهد" هذه الصناعة الى الاسكا ويؤمن كمعدل وسطي حوالى 43 الف وظيفة في كل ولاية وخصوصا نظرا لمساهمة الوكلاء.

 

ويبلغ عدد الوظائف اكثر من 241 الفا في ميشيغن الولاية الرئيسية التي تضم مصانع تركيب سيارات المجموعات الكبرى الثلاث تليها كاليفورنيا (189 الفا) واوهايو (159 الفا) وتكساس (137 الفا) وانديانا (111 الفا).

ويعمل في هذا القطاع 2500 شخص في الاسكا و242 في العاصمة واشنطن.

وتشكل ميشيغن واوهايو وانديانا "ولايات حزام الصدأ" الذي يعاني بشكل كبير من زوال هذه الصناعة الثقيلة التي كانت مصدر ثروتها مطلع القرن العشرين.

 

وافادت احصاءات قدمتها فورد ان الشركات الكبرى الثلاث دفعت العام الماضي 2ر22 مليار دولار من الرواتب و102 مليار دولار تغطية صحية.

ومولت شركات صناعة السيارات في 2007 التغطية الصحية لاكثر من مليوني اميركي بما في ذلك تعويضات 775 الف متقاعد واقارب.

وقال المعهد نفسه ان افلاس واحدة من هذه المجموعات العام المقبل سيترجم بربح فائت يتجاوز ال150 مليار دولار من الاجور في الولايات المتحدة.

 

وبالنسبة للسلطات الحكومية هذا يعني ربح فائت يتجاوز الستين مليار دولار من العائدات الضريبية في 2009 واكير من 156 مليارا للفترة بين 2009 و2011.

 

أوباما يدعو لانقاذ صناعة السيارات

 

وفي السياق نفسه، دعا الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما الكونغرس للحيلولة دون انهيار صناعة السيارات في أميركا.

وقال أوباما الذي لم يكن له دور فعال في مفاوضات الكونجرس "في لحظات التحديات الكبرى التي تواجه اقتصادنا لا يمكننا الوقوف دون حراك ومشاهدة هذه الصناعة تنهار".

وتدعم إدارة الرئيس جورج دبليو بوش الصفقة غير أن نفوذه بين رفاقه من الجمهوريين محدود.

 

السويد تنتقد قرار الكونغرس

 

 

وأعربت الحكومة السويدية، أمس، عن قلقها بشأن عدم اتفاق مجلس الشيوخ الأميركي على تمرير حزمة قروض لصناعة السيارات الأميركية المتعثرة التي تمتلك شركتي "فولفو" و"ساب" السويديتين للسيارات.

كما أثرت تلك الأنباء الواردة من واشنطن سلبا على بورصة ستوكهولم التي تراجعت بحوالي 5ر3% خلال التعاملات المبكرة.

وقال رئيس الوزراء السويدي فريديرك راينفيلدت لنشرة أخبار التليفزيون السويدي على هامش اجتماعات قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل إن هناك "مزيد من الغموض" بعد القرار الأميركي.

 

يذكر أن شركة "فولفو" للسيارات مملوكة لشركة "فورد" الأميركية العملاقة للسيارات بينما تمتلك شركة "جنرال موتورز" الأميركية شركة "ساب" السويدية. وكانت الشركتان الأميركيتان العملاقتان في صناعة السيارات قد تكبدتا خسائر ضخمة وقالتا إنهما يدرسان بيع شركاتهما السويدية التابعة لهما.

 

كما أعربت نائبة رئيس الوزراء السويدي ماود أولفسون عن مشاعر مشابهة مشيرة إلى أن "بعض تلك الشركات تواجهها مشكلة كبيرة جدا".

ووفقا لتصريحات أولفسون لوسائل إعلامية محلية فإن برنامج الحكومة الذي أعلنت عنه، أول من أمس، وتبلغ قيمته 82 مليار كرون (4ر3 مليار دولار) سوف يظل ساريا.

 

سكودا تخفض أيام العمل الأسبوعية إلى 4 أيام

 

وقررت شركة سكودا التشيكية لصناعة السيارات تخفيض عدد أيام العمل الأسبوعية إلى أربعة أيام بدلا من خمسة وذلك خلال النصف الأول من العام المقبل2009  .

وصرح متحدث باسم الشركة مساء أول من أمس في براغ بأن القرار جاء بالتنسيق مع نقابات العمال وبسبب أزمة صناعة السيارات والأزمة الاقتصادية.

 

وأضاف المتحدث أن القرار لن يؤدي إلى شطب الوظائف وسيمنح العاملين بموجبه 57% من الراتب عن أيام العمل وسيخفض في الوقت نفسه النفقات وسيقلص مخزون السيارات المتكدس.

 

وأكد المتحدث عدم وجود نية لشطب وظائف عمال الشركة الأصليين الذين يبلغ عددهم 82 ألف عامل ولكنه أشار إلى شطب وظائف 0051 من العاملين الذين تم استعارتهم من شركات أخرى.

وتتوقع سكودا المملوكة لمجموعة فولكس فاجن الألمانية أن تبيع خلال العام الجاري بأكمله 596 سيارة بزيادة نسبتها 5ر9% مقارنة بالعام الماضي 7002.

 

في الوقت نفسه تشير تقديرات سكودا إلى تراجع المبيعات خلال العام المقبل بسبب تداعيات الأزمة الاقتصادية.