خبر ثـــورة الــعــلــمــاء....بقلم : خالد صادق

الساعة 10:25 ص|24 يوليو 2017

فلسطين اليوم

كتب رئيس التحرير : خالد صادق

لا زال الاحتلال الصهيوني يحاول فرض واقع جديد داخل المسجد الأقصى المبارك, يضمن له وضع اليد على المسجد الأقصى, والشراكة مع الأوقاف الفلسطينية في إدارة شؤونه والتواجد داخله, وهو يحاول بداية النزول من فوق الشجرة, وإزالة البوابات الالكترونية من على أبواب المسجد الأقصى المبارك, واستبدالها بكاميرات مراقبة وأجهزة فحص حساسة يتم نصبها على أبوابه, وإخضاع أي فلسطيني «مشتبه به» للفحص والتفتيش, وبذلك يكون الاحتلال قد استطاع الوصول لأحد أهم أهدافه التي يسعى لها منذ العام 67م , بأن يكون له يد في إدارة الأقصى المبارك, ومن شأنه ان يمهد الطريق لبدء فعلي لعملية التقسيم الزماني والمكاني للأقصى, تمهيدا لهدمه وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه.

الفلسطينيون يعون تماما مخطط الاحتلال, ويرفضون بشكل مطلق وقاطع ان يكون له يدا في إدارة شؤون الأقصى, ويصرون على رفض أي واقع جديد يحاول الاحتلال الصهيوني فرضه عليهم, حتى ان احد المقدسيين قال لو ان الاحتلال وضع باقات زهور أمام بوابات الأقصى فلن نقبل بها, وهذا يدل بشكل واضح ان الفلسطينيين ينتمون إلى أقصاهم ومستعدون للتضحية بكل غال ونفيس من اجله, وهذا ما يحبط الاحتلال ويجعله يعيد حساباته ألف مرة قبل ان يقدم على أي خطوة باتجاه الأقصى, فكل الثورات الفلسطينية كانت شرارتها واشتعالها واستمراريتها ما يرتكبه الاحتلال من جرائم وانتهاكات بحق المسجد الأقصى المبارك, وهو كفيل بأن ينهى أحلام الصهاينة بالسيطرة على الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه, ويثبت ان المواقف الرسمية العربية والإسلامية والدولية, والدعم الأمريكي اللامحدود «لإسرائيل», لا يمكن ان يؤدي للسيطرة على الأقصى, وسلبه من أيدي المسلمين.

العلماء في القدس هم من يقودون ثورة الجماهير على العدو الصهيوني, وهم يتقدمون الصفوف ويقودون المسيرات والاعتصامات والصلوات أمام بوابات الأقصى, لم ترهبهم رصاصات الاحتلال وقنابله وغازاته المسيلة للدموع, ولم تفزعهم تهديداته ووعوداته بالويل والثبور لهم, ولم تهزهم تصريحات قادته الصهاينة, لقد اجمعوا على أمر واحد, أنهم لن يقبلوا واقعا جديدا في الأقصى, يمنح الاحتلال أي وصاية على المسجد, وهم يتجاوزون كل الحلول الوسط, وتدخلات الساسة والزعماء العرب والمسلمين, الذين اعتادوا على النكسات, والفلسطينيون يصرون تماما على مواصلة حراكهم الجماهيري وانتفاضتهم المباركة, مهما كلف ذلك من تضحيات, إنها معركة الإرادات, التي تحتاج إلى الرجال, الذين يضحون من اجل دينهم ومسجدهم ووطنهم, ورغم ان علماء القدس يفتقدون إلى المساندة الحقيقية من العلماء المسلمين, وضعف الحراك العربي والإسلامي لنصرة المسجد الأقصى, إلا ان ذلك لم يضعف عزيمتهم, ولم يفت في عضدهم, ولم يحبطهم, إنما كان عامل تحفيز اكبر لهم لبذل كل جهد ممكن للحفاظ على الأقصى الذي تخلى عنه الجميع.

تحية إلى أهلنا المقدسيين المرابطين داخل المسجد الأقصى وأمام بواباته, والذين يسيجونه بدمائهم وأشلائهم, تحية لهم وهم يذودون عنه بأرواحهم ودمائهم, تحية لهم وهم ينتظمون في كل صلاة أمام بوابات الأقصى, ليهتفوا الله اكبر والعزة للإسلام, الله اكبر والنصر للمسلمين, وكلنا فداك يا أقصى, تحية لهم وهم يتحدون حواجز الاحتلال المنتشرة في أرجاء المدينة المقدسة, تحية لهم وهم يصرخون في وجه الجنود اخرجوا من مسجدنا ومن قدسنا, اخرجوا من تفاصيل حياتنا لا مكان لكم بيننا, تحية لكم أيها الأطهار وانتم تدافعون عن شرف الأمة, وتحملون رايات النصر الخفاقة, وتقودون معركة الوعد المنشود, ان رهان الأمة على صمودكم وثباتكم لن يتزعزع, وسيبقى الأقصى عصياً على الاحتلال مهما تعددت مؤامراته وتنوعت أساليبه, فالعلماء يقودون المعركة, والشعب الفلسطيني والأمة كلها من خلفهم.

كلمات دلالية