محلل يتوقع مزيداً من العمليات الفردية في الضفة والقدس

خبر نتنياهو دخل 'عُش الدبابير' وعملية 'حلميش' نوعية وغزة لن يطول صبرها

الساعة 11:24 ص|22 يوليو 2017

فلسطين اليوم

أشعل إغلاق الاحتلال الاسرائيلي المسجد الأقصى المبارك انتفاضة القدس من جديد، وأضاف إليها وقوداً جعلها تشتعل بقوة خلال الأسبوع الماضي خاصة في محيط المسجد الأقصى وعلى بواباته، حيث اعتصم الفلسطينيون رفضاً للبوابات الالكترونية التي أراد الاحتلال فرضها على المصلين.

وفي مساء الغضب الجماهيري المتأجج، استطاع الشاب عمر عبد الجليل العبد (20 عاما) من بلدة كوبر ان ينفذ عملية بطولية في مستوطنة « حلميش » شمال غرب مدينة رام الله، والتي أدت لمقتل 3 مستوطنين.

الكاتب عامر خليل: نجاح عملية « حلميش » البطولية بعد يوم دامٍ في القدس لها تداعيات كبيرة على المستويين الأمني والسياسي الإسرائيلي

الكاتب والمحلل السياسي عامر خليل يرى أن نجاح عملية « حلميش » البطولية بعد يوم دامٍ في القدس المحتلة ردا على سياسات نتانياهو لها تداعيات كبيرة على المستويين الأمني والسياسي الإسرائيلي، وان نجاحها إلى جانب الغضب المتأجج يحمل رسالة قوية لإسرائيل مفادها أنها أخطأت التقدير على جميع الصُعد.

وبين خليل في حديثٍ لـ« فلسطين اليوم » ان الإجراءات المستمرة لحكومة نتنياهو ستجرُ الويلات على « إسرائيل »، وستحمل تداعيات سلبية، وارتدادات كبيرة على جميع الصُعد، على العكس تماماً مما توقعته المؤسسة الأمنية والسياسية الإسرائيلية، مؤكداً أن حكومة نتنياهو اكتشفت متأخرة أنها دخلت « عش الدبابير »، ولم تحقق أي غاية من اجراءاتها الأخيرة في القدس، بل جرَّت عليها الولايات، واستطاعت بغبائها أن تُعيدَ الصدارة للقضية.

وذكر خليل أن عملية مستوطنة « حلميش » اصابت الأوساط الأمنية والعسكرية والسياسية الإسرائيلية بالذهول، وأنها تحمل العديد من الدلالات، أولها ان القدس في شعور وصميم كل فلسطيني، وأن الفلسطينيين لا يمكن ان يمروا مرور الكرام عن أي اعتداء يستهدف الأقصى، كذلك تؤكد الأحداث المتتالية على حيوية الشعب الفلسطيني، ومقدرته على الأخذ بزمام الأمور والمبادرة، وأن المساس بالمسجد الأقصى ليس سهلاً، كما تعتقد قوات الاحتلال، في الوقت الذي تظنُ فيه انها صاحبة السيادة عليه.

وأوضح أن عملية حلميش « الفردية » شكلت تحدٍ كبير للأجهزة الأمنية الإسرائيلية، إذ أنها نُفذت في الوقت الذي تستنفر فيه قوات الاحتلال كتائبها العسكرية في الضفة والقدس، وما ميَّز تلك العملية انها « فردية » إذ يصعبُ على قوات الاحتلال ضبطها أو احباطها أو التنبؤ بتنفيذها، على الرغم من نشر المنفذ نيته تنفيذ عملية، من خلال نشره وصيته على صفحته الشخصية في موقع فيس بوك.

خليل: عملية حلميش « الفردية » شكلت تحدٍ كبير للأجهزة الأمنية الإسرائيلية

وأوضح أن الشعب الفلسطيني أهتدى إلى نوع جديد من أدوات واشكال النضال وهي « العمليات الفردية » التي لا تنجح معها القبضة الأمنية والمحاذير العسكرية.

وتوقع خليل أن تشهد الأيام والأسابيع القادمة عمليات مماثلة في الضفة والقدس والمدن المحتلة عام 1948، مشدداً على ان أكثر ما تخشاه قوات الاحتلال وتحسبُ له ألف حساب هي « العمليات الفردية »، إذ أن كل شاب فلسطيني أصبح بمثابة قنبلة ومصدر قلق لإسرائيل، إذ باستطاعة أي شاب أن يأخذ القرار ويبادر في التنفيذ، دون الرجوع إلى أحد، مشيراً إلى أن الاحتلال بات يواجه كل مكونات الشعب الفلسطيني، وليس فئة او جماعة منظمة يسهل التعامل معها، وملاحقة أعضائها.

ويرى ان الاحتلال في نهاية المطاف سيتوصل إلى نتيجة حتمية من وراء جرائمه التي الهبت الجماهير الفلسطينية والإسلامية، ان قراراته وتقديراته كانت خاطئة بامتياز، متوقعاً أن يعيد المستوى الأمني والعسكري والسياسي الإسرائيلي تقييم القرارات والإجراءات الأخيرة في القدس، وان يأخذوا بالاعتبار العملية الأخيرة.

خليل: قد تتراجع حكومة نتنياهو عن الإجراءات الأخيرة في القدس المحتلة بعد ان اكتشفت ان قراراتها وتقديراتها كانت خاطئة

كما، وتوقع خليل أن تتراجع حكومة نتنياهو عن الإجراءات الأخيرة في القدس المحتلة، خاصة فيما يتعلق بالبوابات الإلكترونية، مشيراً إلى ان بداية التراجع تتمثل في إعلان وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي جلعاد أردان إمكانية إزالة البوابات الإلكترونية، ووضع بدائل لمراقبة المقدسيين.

وفيما يتعلق بخطوة رئيس السلطة محمود عباس تجميد العلاقات مع « اسرائيل »، قال: بغض النظر عند مدى جدية الخطوة، وإمكانية تطبيقها على الأرض، الخطوة تأتي في سياق تداعيات الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة، وغضب الجماهير الفلسطينية من تلك الإجراءات.

خليل: مخاوف إسرائيلية حقيقية من الانزلاق بمواجهة جديدة مع غزة

ويرى خليل أن « إسرائيل » تخشى تلك الخطوة وتداعياتها الأمنية، وتنظر لها بجدية كبيرة، وتعتبرها خطوة دراماتيكية، مؤكداً أنه من الجيد البناء على تلك الخطوة والمراكمة عليها، آملاً ان تكون لتلك الخطوة تداعيات ايجابية على الحالة السياسية الفلسطينية وصولاً للوحدة، والاتفاق على برنامج عمل مشترك لمواجهة سياسيات الاحتلال.

وفيما يتعلق بإمكانية انفجار الأوضاع في غزة رداً على إجراءات الاحتلال في القدس، أوضح ان قطاع غزة يشكل عامل ضغط على قوات الاحتلال في تلك المرحلة، وأن هناك مخاوف إسرائيلية حقيقية من تداعيات ميدانية على الوضع في غزة والانزلاق نحو مواجهة جديدة، جراء استمرارية الاعتداء على المسجد الأقصى.

وأشار إلى أن استمرارية قوات الاحتلال بالاعتداء على المسجد الأقصى والمقدسيين قد يشعل فتيل المواجهة بين قوات الاحتلال وفصائل المقاومة، لافتاً إلى أن المصادر الإسرائيلية كشفت صراحةً عن استعدادات فصائل المقاومة لإمكانية الرد على ما تقوم به حكومة نتنياهو بالأقصى، مشيراً إلى أن الاحتلال بكافة مستوياته يحسب لغزة ألف حساب.

 

كلمات دلالية