خبر ايغو، ايغو، ايغو / بقلم: يوسي سريد

الساعة 09:18 ص|12 ديسمبر 2008

هآرتس – مقال –  12/12/2008

 

رئيس ميرتس الاسبق

(المضمون: ليس بيتا واحدا فقط، بل كل الحاضرة اليهودية في الخليل التي ولدت في خطيئة النرجسية، يجب اخلاؤها إذ منها سيأتي الشر على كل سكان البلاد - المصدر).

الانسان قريب من نفسه، والانسان السياسي اقرب. وعلى محبة الذات بالضرورة لا تنطبق محظورات السفاح. الايثاريون لا يذهبون الى السياسة، ولا حتى الاشخاص المتواضعين على نحو خاص، فلنعترف. ولكن للانانيين ايضا – بداية بذاتك – جدير وضع التحفظات.

لقد اخطأ حاكم قطر حين هاتف تسيبي لفني وطلب اليها السماح لسفينة المساعدات بانزال حمولاتها في غزة. لو هاتف ايهود باراك لانطلقت السفينة على الفور؛ حتى ركبة بالمجان كهذه منوطنة بالايغو (الأنا).

قُل لي ما هو موقفك يا خصمي، اقول لك موقفي المعاكس؛ لا يختلف الانسان عن الكلب ورد الفعل الشرطي لديه، في تبويله لتحديد حدود ملكيته. اذا كانت لفني تطالب برد مناسب على القسام، فان باراك سيوقف النار. وفي أول فرصة ستنقلب الامور رأسا على عقب.

فهل كل شيء شخصي، ولا سيما في فترة الانتخابات؟ نعم، كل شيء تقريبا. هكذا تحسم الامور التي تقف في قمة العالم، في أسفل قاع النوازع.

لقد سبق لامور كهذه أن حصلت، بل وجدا: شمعون بيرس دس أنفه في سبسطيا فقط لان اسحق رابين قرر تجفيفها قبل أن تقضي على بعوضها. ويغئال الون، رمز اللطافة الخالدة حيال مشكلة الخليل – وأنا أفكر فيه كثيرا في الاونة الاخيرة؛ هو الذي كان المخرج الاول لمسرحية الرعب.

الون لم يكن رجلا بنية مبيتة، غير أن منافسته على الخلافة مع موشيه دايان افقدت له صوابه الراسخ هو ايضا. دايان كان في تلك الايام بطل حرب، اما الون فاتخذ صورة من كل مستقبله في ماضيه. واذا كان دايان احتل المناطق، فان الون هو الذي سيصمم الواقع بعد الاحتلال بصفته زعيم "الاستيطان". فهو لم يشعر بنفسه يتيما دون مدينة الاباء ولم يقع في سحر الدرويش المتمتم. ومع ذلك جلس معه، مع موشيه لفنغر ومعه حاكا المؤامرات من خلف ظهر الحكومة: كيف سنسمح بالاحابيل لاوائل المستوطنين باجراء ليل الفصح في الخليل؛ وكيف يبقون للمبيت؛ ومنذئذ والخليل هي الى الابد.

في الوليمة اياها اعدت الطبخة التي نأكلها حتى اليوم – لا نبلعها ولا نلفظها. وكل شيء بسبب عربة الحياة السياسية، التي عليها خربت مدينة كاملة.

بيت واحد في الخليل اخلي منذ زمن غير بعيد، وهو بيت ما كان لاحد أن يسيطر عليه لولا ليل الفصح اللعين اياه قبل اربعين سنة. منذئذ يصب هناك المستوطنون جام غضبهم وافرازاتهم على الاغيار.

ليس بيتا واحدا فقط، بل كل الحاضرة اليهودية في الخليل التي ولدت في خطيئة النرجسية، يجب اخلاؤها إذ منها سيأتي الشر على كل سكان البلاد. رابين فكر بعمل ذلك بعد مذبحة القاتل غولدشتاين في الحرم الابراهيمي، وتراجع في اللحظة الاخيرة؛ كان هذا خطأ حياته، خطأ حياتنا.

أولم يكن هذا هو رئيس الدولة بيرس الذي قدر مؤخرا بان اخلاء المستوطنات سينطوي على حرب أهلية؟ هذه لم تكن بعد حربا، بل معركة واحدة صغيرة، ولكنها ستندلع. وكلما كثر الخضوع للمستوطنين، واستمر الانبطاع امامهم – بما في ذلك القضاة القضاة – ستكون هذه الحرب وحشية أكثر.