خبر الديمقراطية، حسب نتنياهو /بقلم: كلمان لبسكند

الساعة 09:16 ص|12 ديسمبر 2008

معاريف – مقال  – 12 /12/2008

          (المضمون: محاولات نتنياهو تغيير نتائج الانتخابات في الليكود لدحر فايغلين جانبا تلقى الصمت من  مدعي النظافة في حزبه ومن وسائل الاعلام التي تمقت فايغلين اكثر مما تمقت نتنياهو – المصدر).

في شباط 1999 أجرى حزب العمل انتخابات مبكرة لقائمته الى الكنيست. ايهود باراك وجهاز الحزب ارادوا جدا غمز المقترعين من مهاجري رابطة الشعوب وبذلوا كل ما في وسعهم كي تنتخب ممثلة هذه الهجرة سوفا لندبر في المكان المخصص للمهاجرين الجدد.

اديسو مسالا، رجل الهجرة الاثيوبية الذي تنافس معها على ذات الخانة، جرى التشهير به دون انقطاع. فقد عرقله الحزب في كل مكان محتمل. غير أن الميدان اراد شيئا آخر وصوت له بجماهيره. سلسلة التحقيقات التي نشرتها في اعقاب تلك الانتخابات تعرضت لكيفية تزييف النتائج، بعد أن لاح في اوج العد ميل واضح في اتجاه مسالا. العد المحوسب توقف، النتائج عدلت ولندبر خرجت هي المنتصرة الاكبر.

قبل نشر التحقيق اطلعت على كل تقارير الراديو والتلفزيون من مركز العد. ما سمعته فاجأني. كل شيء كان على الطاولة. والجميع تقريبا فهموا بان شيئا غريبا يحصل، ولكنهم حبذوا عدم الوقوف عنده. وافاد المراسلون السياسيون في تقاريرهم عن الرغبة في "اصلاح" القائمة، وكأنهم لا يسمعون ما تنطق به السنتهم. مراسلة سياسية كبيرة روت انهم "في هذه اللحظة يبذلون في الحزب محاولات لتغيير النتائج". روت وانتقلت الى المادة التالية وكأنها لم تبلغ في تلك اللحظة سوى عن حالة الطقس.

"تغيير"؟ كيف بالضبط تغير النتائج؟ تذكرت ذلك وانا اتابع في الاونة الاخيرة التقارير الجافة للمراسلين والمحللين السياسيين عن المحاولات الفظة التي يقوم بها بنيامين نتنياهو لشطب موشيه فايغلين ودفعه الى مكان ادنى في القائمة. دون ابداء أي رأي، دون ذرة من النقد، رغم أن كل من يتابع في الاسابيع الاخيرة سلوك نتنياهو لا يمكنه أن يصدق بان الحديث يدور عن دولة ديمقراطية وعن مرشح شرعي لرئاسة الوزراء، ومع ذلك لم توجه لنتنياهو حتى ولو كلمة نقد واحدة في هذا الشأن.

منذ أول أمس يحوم نتنياهو بكد حول بند يتيح له قلب القائمة. قبل اسبوع وصف فايغلين، ذاك الذي يرغب اعضاء الليكود في ان يكون في الكنيست بانه "طفيلي" و "عليقة". وبعد يوم من كذلك حاول تغيير القوانين واخضاع القواعد والدوس على نظام الليكود لمنع الناخبين من التصويت له. وفي السياق، وكأن به في صقليا، هدد بان "من يشارك في اجتماع فايغلين سيتحمل النتائج". أهو عمير ملونر ام رئيس الوزراء التالي؟

سؤال: هل تمر وسائل الاعلام بالصمت عن هذا السلوك لنتنياهو لانها تؤيده؟ واضح أن لا. فهي تمقته. ولكن اكثر مما هي تمقته ترى في فايغلين عدوا مريرا اكثر، ولهذا فهي تصغر رأسها وتسمح لنتنياهو بالتصرف معه مثل زعيم قبيلة افريقي.

صحافة سوية العقل كان ينبغي لها أن تجعل الموت لنتنياهو وان تقلق المرة تلو الاخرى بوغي يعلون، بني بيغن ودان مريدور، عصبة "النظيفين" التي جلبها نتنياهو، ممن يسمحون لانفسهم بتجاهل كل ما يحصل لديهم في الحزب وكأن كل الموضوع لا يتعلق بهم. في العام 1999 عرف باراك ان حزبه يمكنه أن يزيف الانتخابات وان يمنع انتخاب مسالا لان الاعلام الذي يريده رئيسا للوزراء لن يعرقل، ولن يسأل أسئلة زائدة.  نتنياهو يعرف بانه كلما تعلقت الامور بفايغلين هو ايضا يتمتع بذات الحماية.