خبر انصروا مسجدكم! - بقلم خالد صادق

الساعة 10:55 ص|17 يوليو 2017

فلسطين اليوم

سؤال يتبادر إلى الذهن يحتاج إلى إجابة واضحة وصريحة, لماذا الآن يقدم الاحتلال على إغلاق المسجد الأقصى المبارك في حدث خطير لم يحدث منذ أكثر من 50 عاما, ما الذي شجع الإسرائيليين على اتخاذ هذه الخطوة غير المسبوقة, ان السر وراء النكسات التي ستمر بها القضية الفلسطينية خلال الحقبة القادمة, هو مؤتمر الرياض المشؤوم الذي جرم المقاومة الفلسطينية, وأعطى الضوء الأخضر للاحتلال الصهيوني لممارسة الانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني, وتطبيق كل القرارت الصهيونية «المؤجلة» خوفا من ردة الفعل الفلسطينية والعربية والإسلامية, الم تقل رئيسة الوزراء الصهيونية غولدامائير يوما ان أسوأ يوم في حياتها هو ذاك اليوم الذي احرق فيه مستوطن صهيوني المسجد الأقصى, لأنها كانت تخشى ردة الفعل على هذه الجريمة, أما اليوم فأصبح من السهل استهداف الأقصى, ففي ساعات قليلة أغلق الاحتلال خلالها المسجد الأقصى, أقدم على خطوتين خطيرتين لطالما جبن الاحتلال عن فعلهما, الأولى هى نصب كاميرات مراقبة داخل الأقصى, والثانية تركيب بوابات الكترونية أمام أبواب الأقصى, وتفتيش كل من يدخل للصلاة فيه, لقد فعل الصهاينة خلال ساعات ما عجزوا عن فعله منذ إل 67 بفضل مخرجات مؤتمر الرياض, وتهافت العرب والمسلمين للتطبيع مع الاحتلال وكسب وده.

الم يقل وزير خارجية السعودية عادل الجبير, ووزير خارجية البحرين والإمارات, ان المقاومة إرهاب, هذا يعني ان المسجد الأقصى ليس ملكا للفلسطينيين والمسلمين, فترامب الذي بايعوه على السمع والطاعة, لا يعترف بأن الأقصى إسلامي, واقر بان حائط البراق يهودي, الم يوبخ رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو ملك الأردن, لأنه طالب بفتح المسجد الأقصى أمام المصلين, وطالبه باستنكار عملية القدس التي نفذها أبطال عائلة جبارين على غرار ما فعل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس, ثم دعونا نتساءل لماذا أغلقت «إسرائيل» المسجد الأقصى رغم ان العملية حصلت خارجه, هذا دليل على ان الاحتلال يتصيد الأحداث والمواقف لتنفيذ مخططه بالبدء بالتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك.

وحتى لا نظل نبكي على اللبن المسكوب, فان الأمر يتطلب عصيانا كاملا من أهلنا المقدسيين, وخاصة الموظفين في المسجد الأقصى المبارك, بعدم الانصياع لأوامر الاحتلال, ورفض الخضوع للتفتيش والمرور عبر البوابات الالكترونية, ورفض تركيب أية كاميرات مراقبة داخل الأقصى وتعطيلها, ان كان الاحتلال قد قام بنصبها خفية, كما يجب ان يتوحد الكل الفلسطيني في مواجهة مخططات الاحتلال ومؤامراته في القدس والأقصى, لا يجب ان يقتصر نداؤنا على المقدسيين, أو على أهلنا في الضفة والثمانية والأربعين, يجب ان يتحرك الجميع كوحدة واحدة لمواجهة المؤامرة الصهيونية ضد المسجد الأقصى, لا نريد ان تمر الساعات التي منع فيها رفع الأذان في الأقصى مرور الكرام, يجب ان نعترف ان الاحتلال لم يجرؤ على إغلاق الأقصى إلا عندما أغلقنا عقولنا وقلوبنا وانشغلنا ببعضنا .. هذا الفعل الإجرامي لم يحدث منذ 50 عاما, سنحمل عار هذا اليوم إلى ابد الآبدين, وستحاسبنا الأجيال على صمتنا وعجزنا, ان لم نحبط مؤامرة التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك, هذا واجبنا حتى وان تخلت الأمة العربية والإسلامية عن واجبها تجاه القدس والأقصى, اليوم نحن مطالبون بالدفاع عن الأقصى بلا حدود, ومهما بلغت التضحيات, ولو قصرنا في ذلك سنصحو يوما لنرى المسجد الأقصى قد سوي بالأرض, وأقيم الهيكل المزعوم على انقاضه, لا تلتفتوا لجوعكم ومعاناتكم اليومية, غلبوا الواجب على الإمكان, وانصروا مسجدكم, فالأقصى في خطر.

كلمات دلالية