خبر أزمة هوية -معاريف

الساعة 10:36 ص|17 يوليو 2017

فلسطين اليوم

بقلم: أفيهو سوفير

(المضمون: قتل الشرطيين في الحرم يستدعي حسابا للنفس من عرب اسرائيل. محظور المرور عليه مرور الكرام، ومهم الانطلاق له من ارادة لتعزيز شبكة العلاقات المركبة بين مواطني دولة اسرائيل وذلك لاننا اذا كنا نحن نحب الحياة فمن واجبنا جميعا ان نجد الرابط والجسر - المصدر).

حامولة جبارين هي واحدة من أربعة الحمائل الكبرى في ام الفحم. في صباح يوم الجمعة، قتل ثلاثة مخربين من ابناء الحامولة الشرطيين العريف اول هايل سيتاوي والعريف أول كميل شنان. ثلاثة شبان اسرائيليين ابناء نذالة، يحملون بطاقات هوية زرقاء، ترعرعوا وتربوا في جهاز التعليم الاسرائيلي، اطلقوا النار من مسافة صفر في ظهر شرطيين شابين وشجاعين من أصل درزي في الحرم، المكان الثالث لقدسيته للمسلمين في العالم.

 

ان القتل المنكر في مكان هو في التقاليد الاسلامية حيث خلق العالم (حجر الشرب)، ومنه عرج محمد الى السماء، يهز الاركان ويصدم النسيج الهش والمعقد للعلاقات بين عرب اسرائيل وبين السكان اليهود. وفي الحالة موضع البحث يضعضع ايضا العلاقات بين السكان المسلمين وبين ابناء الطائفة الدرزية.

 

يعيش عرب اسرائيل كأقلية في دولة يهودية وديمقراطية ويواجهون تحديات غير بسيطة تفترضها مكانتهم الخاصة كاقلية عرقية في المجتمع الاسرائيلي، ولكن ايضا من كون المجتمع العربي مجتمع قروي، زراعي يوجد في حالة تحول، وبالتأكيد من مجرد وجودهم كاقلية عربية في داخل دولة يهودية وديمقراطية تعيش صراعا مع جزء من الامة العربية ومع السكان الفلسطينيين المحيطين بها. ولكن بلا أي شك فان النزاع الاكثر تعقيدا الذي يواجهه عرب اسرائيل هو أزمة الهوية. فغير مرة يطرح السؤال: لمن تعطون ولاءكم؟ لدولة اسرائيل؟ للفلسطينيين؟ للدول العربية؟

 

اذا كان وضع عرب اسرائيل مركبا، فان سلوك منتخبي الجمهور الذين يمثلونهم في الكنيست يبعث على التساؤل، وفي قسم كبير من الحالات الصدمة والغضب الشديدين في اوساط السكان اليهود، ولكن ليس فقط في اوساطهم. « قرأت منشور لجنة القيادة العربية الاسرائيلية وخجلت »، كتب اول امس رفيق حلبي، رئيس المجلس المحلي الدرزي دالية الكرمل. « ايمن! احمد! اسامة! اعتقدت فقط ويحق لي ان اخطيء مرة واحدة فقط ». النائب السابق ركيب شنان هو الاخر، والد احد المغدورين، روى بألم بان ايا من النواب العرب لم يكلف نفسه عناء رفع الهاتف له للاعراب عن العزاء. ولكن لما العجب؟ في الايام الثلاثة الاخيرة منذ القتل لم ينجح النواب من القائمة المشتركة في الوصول الى صيغة متفق عليها على شجب الحدث. كان متوقعا من زعامة جماهيرية وسياسية أن تصدر بيانا واضحا يندد بالقتل البشع في المكان المقدس. بدلا من ذلك سمعنا بوابلا من التنديدات الهزيلة والاقوال المشوشة. سلوك مشابه أبداه النواب العرب حين اختاروا الا يشاركوا في الجنازة الرسمية لرئيس دولة اسرائيل شمعون بيرس.

 

الكاتب والصحافي نظير مجلي، المحرر السابق لـ « الاتحاد » (صحيفة الجبهة الديمقراطية)، واليوم المحلل للشؤون الاسرائيلية في صحيفة « الشرق الاوسط » اللندنية، يعنى منذ اكثر من 40 سنة بالكتابة، بالتوثيق وبالبحث في شؤون عرب اسرائيل. يعتقد مجلي بان الجمهور العربي – الاسرائيلي

 

الغفير نفر من طريقة عمل قسم من النواب. وهو يقول: « انا اعيش بين شعبي. 18 في المئة من الجمهور فقط ايد قرار القائمة المشتركة عدم المشاركة في جنازة بيرس. وبدلا من وضع جسر بين دولة اسرائيل والشعب الفلسطيني، يضعون انفسهم كطرف في النزاع. كما أن الصحافي القديم خالد ابو طعمة لا يوفر النقد على موقف النواب العرب الذين غير مرة يحرضون للارهاب حقا. ويقول ابو طعمة: »لقد مل العرب في اسرائيل. وهم يريدون ان يمثلهم احد ما وان يدع القضية الفلسطينية. للفلسطينيين توجد الامم المتحدة ويوجد الاوروبيون. اما نحن فنريد احدا ما يحرص علينا".

 

عندما وجه يغئال عمير مسدسا لظهر اسحق رابين فقتله بدم بارد، طولبت الصهيونية الدينية كلها بحساب النفس. اما قتل الشرطيين في الحرم فيستدعي حسابا للنفس من عرب اسرائيل. محظور المرور عليه مرور الكرام، ومهم الانطلاق له من ارادة لتعزيز شبكة العلاقات المركبة بين مواطني دولة اسرائيل وذلك لاننا اذا كنا نحن نحب الحياة فمن واجبنا جميعا ان نجد الرابط والجسر.

كلمات دلالية