خبر محظور شد البساط..الوضع متفجر- يديعوت

الساعة 09:05 ص|16 يوليو 2017

فلسطين اليوم

 

بقلم: سمدار بيري

الوضع متفجر ومتوتر لدرجة ان كل خطأ صغير من اي من الاطراف، من شأنه ان يشعل عنفا يؤدي الى انتفاضة جديدة. فالمسجد الاقصى هو المكان الثالث في اهميته (بعد مسجد الحرام في مكة ومسجد النبي محمد في المدينة، كلاهما في السعودية)، بالنسبة لمليار ونصف مسلم في ارجاء العالم. لادارة هذا المسجد هناك شركاء في الجانب الاسرائيلي -  الفلسطيني – الاردني – الجامعة العربية، بقدر ما السعودية ايضا، وحتى ملك المغرب الذي يحمل لقب « رئيس لجنة القدس ».

ولكن في اتفاق السلام في 1994، تلقى ملك الاردن من رئيس وزراء اسرائيل المسؤولية الحصرية عن المقدسات الاسلامية في الحرم.  منذ عشرات السنين والبلاط الملكي في عمان يدفع الرواتب لرجال الاوقاف في مجال الحرم، يحرص على تمويل الاوضاع الجارية، والملك يضيف ما ينبغي من جيبه الخاص. وحين التف الزعماء بالصمت في نهاية الاسبوع، وصفت وسائل الاعلام في العالم العربي حملة التفتيشات في المجال الكبير للمسجد بتعابير « الخطف » من اجل الاستيلاء على المكان واخراجه من ايدي المسلمين. بالاجمال لسنا ملزمين بان ننفعل على نحو خاص من رد الفعل اللاذع للناطق بلسان الحكومة الاردنية. فحين يكون نصف سكان المملكة هم فلسطينيون، فان البيان يستهدف اطلاق رسالة تهدئة – بان البلاط الملكي لن يتراجع ولن يهدأ الى أن تستأنف الصلاة في الاقصى. فهل يريح هذا البيان الاذان الاسرائيلية؟ يمكن ان نخمن ان مقر المخابرات الاردنية تلقى صورة اكثر كمالا.

 

          كما يمكن القول ايضا بانها كانت متوقعة بيانات حكومات قطر والكويت والجامعة العربية في القاهرة، ممن قلصوا عيونهم امام العملية التي ادت الى الاغلاق. ما يثير الاهتمام اكثر هو ان السعودية تتجلد، المغرب يحافظ على مسافة ومصر اكتفت بـ « بيان القلق ». من خلف الكواليس، كما فهمت، ارسلت رسائل من القدس، لعرض ملابسات الحدث، والتشديد على أن السلاح خرج من المواقع الخفية للمسجد المقدس. ولكن ما خرج هو أنه في نهاية المطاف اعتبرت هذه العملية في الشارع العربي كسفك دماء بين المواطنين الاسرائيليين – المهاجمين وضحاياهم – على حسابهم وعلى حساب حقوق العبادة الدينية للمصلين في الاقصى. في عيون الطرف الاخر، اذا كان ابو مازن ادى واجبه وشجب العملية، التي لم تنفذ هذه المرة من مواطنين فلسطينيين من المناطق ضد اليهود، فلماذا اصدرت اسرائيل أمرا لايقاع عقاب جماعي؟

 

          حتى اليوم منعت صلاة يوم الجمعة عن المسلمين مرة واحدة فقط: في 1969 بعد سنتين من حرب الايام الستة. والمح رئيس الوزراء نتنياهو في حديث مع ابو مازن بانه سيسمح بالصلاة في المسجد يوم الجمعة القادم، شريطة الا تتبين نتائج خطيرة. وهذه مساحة زمنية لمحافل الامن الاسرائيلية، المخابرات والشرطة – لاجراء فحص داخلي جذري لماذ بدا كاخفاق استخباري.

 

          تنز عن هذه القضية منذ الان رائحة سيئة لقصور عملياتي. فكيف نجح ثلاثة  مخربين من ام الفحم في أن يهربوا، اذا ما هربوا على الاطلاق – سلاحا ناريا الى نطاق الحرم؟ فهل ناموا في الليل داخل المسجد؟ واين كانت « العيون »؟ من كان في داخل النطاق شريكا في السر، اذا كان كهذا، اخفى لهم او اعطاهم البنادق؟ إذ يمكن التخمين بان اسرائيل وجدت السبل لاجراء متابعة خفية لكل ما يحصل، حتى في الايام الهادئة، في المجال المتفجر. وسؤال آخر: اين اختفى الاخطار الاستخباري بين الاستعدادات للخروج من ام الفحم وحتى فتح النار في صباح يوم الجمعة؟

 

          صورة الشرطي الدرزي في الحرم مذهول ويبكي على مقتل رفيقيه، تروي قصة اكثر تعقيدا. وهاكم ما كتبه رفيق الحلبي رئيس مجلس دالية الكرمل: « قرأت منشور تعقيب لجنة القيادة العربية الاسرائيلية، وخجلت. فكرت بان اعيد لهم بذات العملة ». انا ايضا، يا رفيق قرأت وخجلت. أمس نقلوا تعديلا أعرج. بدلا من التهدئة، خربوا.

 

كلمات دلالية