خبر التحريض والعملية- يديعوت

الساعة 09:03 ص|16 يوليو 2017

فلسطين اليوم

بقلم: بن – درور يميني

التحريض في المعركة الاولى يؤدي، بلا أي استثناء تقريبا، الى عملية ارهابية في المعركة الثالثة. المعركة الاولى تعود كلها الى رائد صلاح، زعيم الجناح الشمالي في الحركة الاسلامية، والذي اخرج عن القانون. وينتمي هذا الجناح الى حركة الاخوان المسلمين بشكل عام، وحماس بشكل خاص. فالمفتي، الحاج امين الحسيني جعل الاقصى البؤرة الاساس في تحريضه ضد اليهود. وصلاح هو مواصل درب المفتي في موضوع الاقصى. وقد اختص هذا الاثنان في التحريض. اما الاكثر شبابا فيتوجهون للقيام بالعمل. يوم الجمعة تلقينا مثالا آخر.

في مركز الموضوع توجد « فرية الاقصى في خطر ». وحسب الفرية، التي اشاعها المفتي منذ العشرينيات من القرن الماضي، فان اليهود يعتزمون السيطرة على مساجد الحرم وان يقيموا على خرابها بيت المقدس الثالث (الهيكل). منذئذ وحتى اليوم فان فرية الأقصى هي احد الأسباب الأساس لموجات الإرهاب. وقد دعا صلاح نفسه الى « تقديم الضحايا بالارواح دفاعا عن الأقصى ». يخطيء من يعتقد أن غسل العقول لا ينجح. فلجنة التحقيق الرسمية برئاسة القاضي ثيودور اور، التي عنيت بعرب إسرائيل في اعقاب احداث أيلول 2000، توصلت الى استنتاجات موضع خلاف. ولكن منذ ذلك الحين وجهت اصبع اتهام لصلاح: « فقد عمل ضد نية نسبت لحكومة إسرائيل لاستبدال مساجد الأقصى بهيكل يهودي – النية التي لم يكن لها أي أساس في الواقع ».

 

          منذ نشرت هذه الاستنتاجات اندفع صلاح بكامل الوتيرة في حملة تحريضه. وقال الباحث نداف شرغاي، الذي كتب كتابا عن الموضوع ان « صلاح عظم فرية »الاقصى في خطر« ورفع الى مستويات وقوة لم يصل اسلافه ومنافسوه اليها ». وكما هو متوقع، فقد تدهورت اقوال صلاح ايضا الى الترويج لاقامة خلافة اسلامية والى لاسامية فظة: « لسنا نحن من سمح لانفسنا ذات مرة أن نأكل خبزا مغمسا بدم الاطفال ». وكان هذا التصريح في مركز مداولات قضائية في لندن بعد منع دخول صلاح  الى بريطانيا. ورد قرار المحكمة ردا باتا ادعاء صلاح بانه لم يكن المقصود فرية الدم الشهيرة ضد اليهود.

 

          على مدى سنين، برعاية صلاح، يعقد في ام الفحم مؤتمر سنوي تحت عنوان « الاقصى في خطر ». وفي كل سنة، كان الخطباء، وعلى رأسهم صلاح، يتطرفون اكثر فأكثر. واصبح الحلف مع حماس اكثر علانية بكثير واسماعيل هنية وصف صلاح بـانه « من يحمل شرف الشعب الفلسطيني، شرف الامة العربية والاسلامية وشرف الاقصى، القدس والاقصى ». وقد احتدم هذا. وحسب صلاح، فان التاريخ يسير نحو اقامة « الخلافة العالمية وعاصمتها القدس »، والتي ستكون « المرحلة الاخيرة في تاريخ الامة الاسلامية حتى الاخرة ». وحين يكون هذا يبدو مثل داعش، يحرض مثل داعش ويسمع مثل داعش – فهو داعش.

 

          يمكن ان نواصل اكثر فأكثر في الحديث عن اعمال مؤيدي الجهاد في الوسط العربي بشكل عام وفي ام الفحم بشكل خاص. ليس كل عرب اسرائيل ايدوا هذا الاتجاه. ولكن من بين قرابة مليون ونصف مسلم، يوجد الاف، وربما عشرات الالاف. ممن غسلت هذه الدعاية عقولهم. حتى الان انشأ عرب اسرائيل افرادا فقط اجتازوا الخط من الاقوال الى الافعال. ليس واحد في المئة وليس عُشر الواحد في المئة. اقل من ذلك. ولكن ضرر هؤلاء الافراد، التلاميذ المخلصين لصلاح، هو ضرر سيء.

 

          هكذا بحيث أن هناك حاجة لامرين. الاول، حان الوقت لان تفهم السلطات في اسرائيل بان الاقوال تؤدي الى الافعال. صلاح وامثاله جديرون بالاسكات، وكل سبيل قانوني جدير بذلك. وثانيا، عرب اسرائيل، اعضاء الاغلبية، يجب ان يطلقوا قولتهم بشكل واضح اكثر. صلاح ومؤيدوه هم العدو. هم الذين يقرعون الطبول.  هم الذين يضرون بالكفاح العادل من اجل المساواة. فهم ينشرون الاكاذيب ويطورون التحريض. من اجلهم، من اجلنا، يجدر ان يطرد عرب اسرائيل هذا الضرر السيء من داخلهم.

 

كلمات دلالية