عملية نوعية لها تداعياتها

تحليل لماذا عملية القدس في هذا التوقيت بالذات..؟

الساعة 05:36 ص|16 يوليو 2017

فلسطين اليوم

لعل هتاف عشرات المرابطات على أبواب المسجد الأقصى المبارك خلال السنوات الفائتة « لن تهزم أمة قائدها محمد » عادت إلى أذهان كل من تابع مجريات العملية البطولية التي نفذها « المحمدين » الثلاثة أول أمس الجمعة في المسجد الأقصى، هي عملية ليست أقل من أنها جاءت لتشفي « صدور قوم مؤمنين » ورداً على استباحة الأقصى والقدس خلال سنوات خلت.

فخلال السنوات الفائتة كانت القدس والأقصى تئن تحت ممارسات الاحتلال القمعية والتي طالت الأقصى بإجراءات التقسيم المكاني والزماني بفرض قوة الأمر الواقع من جهة، ومن جهة ثانية كان المقدسي مستهدف ببيته وعمله ووجوده في القدس للوصول إلى الحلم الصهيوني الكبير في العام 2020 بما يسمى بالقدس الكبرى.

وهذه العملية رغم أنها تأتي ضمن سلسلة العمليات الفردية والتي بدأها في القدس الشهيد « حسام دويات » حينما نفذ عملية الدهس في العام 2008 وتوجها الشهيد مهند الحلبي بعمليته التي شكلت نقطة تحول باندلاع انتفاضة القدس في أكتوبر 2015، إلا أنها تعتبر من العمليات النوعية من حيث التداعيات والتأثير على العدو الذي بدى « أوهن من بيت العنكبوت » وأن المسجد الأقصى سيبقى الخط الأحمر، إلى جانب التأثير الإيجابي على الشارع الفلسطيني ككل في الداخل الفلسطيني والضفة والقطاع والشتات.

وبالعودة إلى دراسة هذه العمليات فإنها كانت تأتي ردا على اعتداءات على المرابطات والمرابطين أثناء محاولاتهم الدفاع عن إغلاق الأقصى وإدخال المستوطنين إليه خلال الأعياد اليهودية، وهو ما كان واضحا في وصاياهم التي تركوها أو كتاباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي قبيل تنفيذهم العمليات.

يقول مدير مركز القدس للمساعدة الاجتماعية والاقتصادية زياد الحموري إن هذه العملية هي نتاج ممارسات احتلالية متصاعدة، وخاصة خلال الثلاث سنوات الأخيرة.

وتابع في حديثه لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية: » منذ ثلاث سنوات تعاني القدس والمسجد الأقصى من حملات تنكيل تمثلت بحملة الهدم والمخالفات وحملات ضرائبية وحملات شرطية« .

ومن هذه الإجراءات كما يقول الحموري فرض العقوبات على تجمعات سكانية مقدسية كاملة، والتمادي في هذه الإجراءات التمادي بشكل كبير، لتصل إلى سن قوانين تتيح لهم التنكيل بالمقدسيين.

وأشار الحموري إلى مخططات جديدة تأثيرها بات ملموسا على الأرض على المقدسيين، وخاصة فيما يتعلق بزيادة الاستيطان والسيطرة على المسجد الأقصى المبارك.

وبحسب الحموري فإن حجم الانتهاكات يتضاعف كل عام عما سبقه، فحجم الهدم هذا العام هو ضعف ما كان علية الحال العام الماضي، والتوقعات بارتفاعها حتى نهاية العام، وحجم الاستيطان الذي تضاعف عشرة مرات

وبحسب الإحصاءات فإن نسبة الفقر في صفوف المقدسيين، وصلت إلى 80% وهي نسبة مرتفعة جدا، وخاصة إن نسبه البطالة تعدت ال15% وفي بعض التجمعات السكانية تصل إلى 20%.

وتابع الحموري: » عشرين بالمئة من محال البلدة القديمة مغلقة بشكل شبه دائم، أي ما مجموعة 250 محلا وهذه الأرقام كلها تشير الى وضع متدهور كبير موجود في القدس وغير مستقر".

كلمات دلالية