حزب الله سينتصر في اول يومين من الحرب

خبر اسرائيل: حزب الله وسوريا خلقا معادلة استراتيجية صعبة تجبرنا على تجنب حرب ثالثة

الساعة 02:39 م|13 يوليو 2017

فلسطين اليوم

رأى عيران عتسيون، رئيس شعبة التخطيط السياسي في وزارة الخارجية والنائب السابق لرئيس مجلس الأمن القوميّ « الإسرائيليّ » أنّ إيراني وسورية وحزب الله بمساعدة روسية استكملوا هذه الأيام السيطرة على المناطق السورية، لافتًا إلى أنّ المؤسسة الأمنية « الإسرائيلية » بدأت بحملة إعلامية دولية بهدف إحباط نشر الأسلحة الإيرانية في لبنان، ويبدو أنّ احتمال اندلاع مواجهات عنيفة في المنطقة ارتفع، على الرغم من أنه يجري التداول في أن كلا الطرفين غير معنيَيْن بالتصعيد، على حدّ تعبيره.

وأوضح أنّ الانتصار في المعركة في سوريّة، والتعاظم المكثف لقوة حزب الله منذ حرب لبنان الثانية، خلقا معادلة إستراتيجية صعبة لكن واضحة تمهيدًا لحرب لبنان الثالثة: إسرائيل ستُدمّر البنية التحتية المدنية وأحياءً سكنية في بيروت، وحزب الله سيُدمّر البنية التحتية وأحياء سكنية في إسرائيل، والمئات وربما الآلاف سيدفعون حياتهم ثمنًا، و”صورة النصر” سيحققها حزب الله في الأيام الأولى للحرب.

قبل أنْ نتدهور مرةً أخرى إلى حرب في لبنان، في نهايتها لجنة تحقيق أو تقرير لـ”مراقب الدولة” لم ينفذ، قال عتسيون في مقاله بصحيفة (هآرتس)، يجب أنْ نطلب من المستوى السياسي والعسكري والسياسي المهني بلورة بدائل سياسية ومناقشتها بجدية، مُسيرًا إلى أنّ تحليل منفعة وكلفة خوض الحرب التي تقريبًا كانت دائمًا حرب الخيار، يجب أنْ يتم توضيحها في نقاش جماهيري واسع.

وبرأيه، يُمكن التمييز بين ثلاثة بدائل سياسية: بديل الاستغناء عن الخطوات العسكرية عبر التوافق السياسي، بديل يكمّل الخطوات العسكرية بواسطة غطاء سياسي دبلوماسي، وبديل يحدّد الإطار السياسي الاستراتيجي لخطوات عسكرية وغيرها.

وتابع: فيما يتعلق بالوضع اللبناني الحالي، هناك بدائل سياسية كثيرة لدى إسرائيل وهي من الأنواع الثلاثة، واحدة منهم هي: يمكن لإسرائيل أنْ تضع على الطاولة اقتراحًا لإخراج الأهداف المدنية من دائرة الحرب في أيّة مواجهة مستقبلية. كلا الطرفين في المواجهة يتعهدان بالعمل في حال الحرب ضد أهداف عسكرية فقط. وهكذا يتم منح حصانة لأهداف إسرائيلية مثل منشآت الغاز في حقول تمار وأبراج عزرائيل وأحياء سكنية. بموازاة ذلك، أهداف لبنانية مثل المطار ومحطات التكرير أو أحياء في بيروت تكون خارج النطاق. الجانبان يوجهان النيران ضد أهداف عسكرية فقط مثل منصات صواريخ ومحميات طبيعة ومعسكرات للجيش في الجانب اللبناني وأهداف واضحة للجيش الإسرائيليّ.

وشدّدّ على أنّ المنفعة من هذا البديل بالنسبة لإسرائيل واضح، الضرر الذي سيلحق بالجبهة الداخلية المدنية سيكون منخفضًا إلى حدّ كبير، “طول نفس″ القومي سيزداد جدًا، والتفوق العسكري والتكنولوجي الإسرائيلي يمكن أنْ يظهر، كما أنّ الانتقادات الدولية لجهة المسّ بالمدنيين سيتم إبطالها، وإذا كان بالفعل هناك تهديد لأنفاق هجومية من جانب حزب الله تجاه مستوطنات الشمال، فهو سيلغيه أوْ على الأقل سيقيّده.

وتساءل: هل الجانب اللبنانيّ يوافق على هذا الاقتراح؟ وفق عمل سياسي صحيح، يمكن تشكيل ضغط داخلي لبنان وإقليمي ودولي لدفع الجهات الفاعلة في لبنان كي تجد صعوبة في رفض منح الحصانة للجبهة المدنية في بلدهم، والتبرير الأساسي الذي سيستخدمه رافضو الاقتراح هو أنّه لا يمكن الوثوق بإسرائيل، وهنا يمكن وضع ضمانات واسعة من قبل أمريكا وروسيا والأمم المتحدة وأوروبا ودول عربية ترغب في استقرار المنطقة.

وأردف أنّه في « إسرائيل » ستُطرح ادعاءات أساسية ضدّ هذا الاقتراح أحدها: المسّ بحرية عمل الجيش، والثانية لا يمكن الوثوق باتفاق مع حزب الله، والثالث لا يمكن التمييز بين أهداف مدنية وعسكرية.

واستدرك قائلاً إنّ فكرة مشابهة سبق أنْ صيغت بنجاح بارز: إسرائيل وحزب لله اتفقا في العام 1996 على “تفاهمات عناقيد الغضب”، وثيقة صغيرة حدّدت أنّ على الطرفين عدم مهاجمة أهداف مدنية في الحزام الأمني في جنوب لبنان.

وخلُص إلى القول إنّ المصلحة الإسرائيليّة وعبر الحرب القريبة والبعيدة تفرض نقاشًا جديًا بالبدائل السياسية. لافتًا إلى أنّ المستوى السياسي يراوغ في وظيفته ولا يريد أنْ يعمل من أجل إنتاج البدائل، فيما يجد المستوى المهني صعوبة في إيجاد آذان صاغية وسط القيادات لأفكار من هذا النوع، وعمليًا من غير الواضح أبدًا من هي الجهة في إسرائيل التي ترى نفسها مسؤولة عن ذلك، على حدّ تعبيره.

 

كلمات دلالية