خبر من آداب الإسلام- بقلم داود أحمد شهاب

الساعة 12:45 م|13 يوليو 2017

فلسطين اليوم

من آداب الإسلام

داود أحمد شهاب

يجهل خلق كثير من الناس آداب الزيارة وحسن اختيار مواقيتها وأغراضها ، وكثيراً من نقع في حرج كبير بسبب التقاليد الاجتماعية الخاطئة التي تحاصرنا.

فمثلاً قد يأتيك ضيف وعندك موعد أو تكون على عجل من أمرك فيأتيك زائر ليس له غاية من زيارته سوى أن يدفع عن نفسه الملل !! تتملكك الحيرة بين أن تستقبله خجلاً منه فيشغلك عن عملك أو مواعيدك ، أو أن تعتذر منه فتقع في الحرج بأنك ستظهر أمامه وقد ضيعت حق الضيافة، فتختار أن تستقبله وتقدم له مشروب الضيافة على عجل عسى أن يتفهم انشغالاتك والتزاماتك فيأخذ ضيافته وينصرف لحال سبيله ويدعك تقوم بما عليك من أعمال.

تحاول أن تشعره بكل السُبل أنك منشغل ، فلا يكترث بك ولا بتململك ، فيواصل جلوسه آمناً مطمئناً يسهب في الحديث عن الأوضاع السياسية ويحاصرك بالأسئلة والاستفسارات وكأنما يريد من زيارته حل مشاكل الأرض والحد من انبعاثات التلوث والتقليل من هموم البشرية !!

وقد يأتيك ضيفٌ وأنت عائدٌ لتوك من عمل مرهق وطويل وتود أن تصل لفراشك طلباً للراحة ، فتستحي أن تعتذر عن استقبال الضيف ، على أمل أن تسمع حاجته سريعاً ، لكنه يُصر على الجلوس والبقاء رغم رؤيته للإرهاق بادياً على وجهك والنعاس في عينيك !!

وقد يأتيك صاحب مسألة يريد بإلحاح أن تقضي مسألته غير مكترث بظروفك ولا طبيعة الحال الذي أنت عليه من حزن أصابك أو مرض ألم بك وغير ذلك من الأحوال التي تصيبك كغيرك من الخلائق!!

وكم من الزيارات لا تراعي واقع الحال ، فمثلاً يزورك وفد من عشرين شخصاً دون مراعاة لضيق غرفة الضيافة في منزلك !!

أو يأتي أقارب لك يزورونك من باب صلة الرحم دونما مراعاة مثلاً بأن أحد أبنائك يعكف على دراسته فيأتونك مصطحبين أولادهم الصغار الذين يشعلون البيت ضجيجاً وصراخاً فيعكرون صفوه!!

وأعرف بعض الناس يتكلفون في زياراتهم تكاليف عالية لا طاقة لهم بها ، ولكنهم صاروا مجبرين عليها تحت سطوة العادات والتقاليد العائلية!

إن كثيراً من علاقاتنا الاجتماعية باتت محكومة لمنظومة مشوهة من التقاليد والعادات التي تتعارض تماماً مع تعاليم الإسلام وآدابه وتوجيهاته ، فتحولت تلك العلاقات إلى عبئٍ ثقيل.

لقد ازدحمت حياتنا الاجتماعية بشوائب وعوالق لا تمت بصلة لقواعد الإسلام الأصيلة في بناء العلاقات ، ولك أن تسأل عن أثر تلك الشوائب على خلق الالتزام بالمواعيد واحترام ظروف الغير وعدم التعدي على خصوصياتهم والحذر من إيقاعهم في الحرج.

تعاليم الإسلام ركزت كثيراً على آداب الزيارة وأحكامها وأوقاتها ، ونهت عن التكلف والتصنع ، وبينت لنا أن حق الضيافة غير مقدم على حق العمل وحق الأهل واحترام الخصوصيات ومراعاة الأحوال.

وإذا شئنا أن نتعلم تلك القواعد وأن نستزيد في فهمها وتدبرها فلنقرأ قول الله تعالى:

« يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون ، فإن لم تجدوا فيها أحداً فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم والله بما تعلمون عليم » 

كلمات دلالية