خبر اسرائيل مع اللاسامية- هآرتس

الساعة 10:38 ص|13 يوليو 2017

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

لا يقلل بيان حكومة هنغاريا بانها ستنزل اليافطات المضادة للرأسمالي اليهودي الهنغاري جورج بوروس قبيل زيارة بنيامين نتنياهو بعد يومين، بصفته هذه من السلوك الفضائحي لرئيس الوزراء في القضية.

 

فرئيس وزراء هنغاريا، فيكتور اوربن، وحزبه « فيدس » يخوضان حملة انتخابات قومية متطرفة، عنصرية وباعثة على الخوف من الاسلام. وفي الخطاب المعروف جيدا للاذن الاسرائيلية يدعون بان سوروس يمول منظمات المجتمع المدني وجمعيات ليبرالية في هنغاريا. وأعربت الجالية اليهودية هناك عن تخوفها من اثارة الحملة لمشاعر لاسامية، ونشر السفير الاسرائيلي بيان شجب وطلب بانزال اليافطات. وغضب الشركاء الايديولوجيون لليمين الهنغاري في اوساط اليمين الاسرائيلي من بيان السفير، الذي يدافع ظاهرا عن سوروس، والذي يعتبر في نظرهم كمساعد لحركة البي.دي.اس.

 

أما بنيامين نتنياهو، فكعادته، استسلم للضغط، وأمر مكتبه وزارة الخارجية بنشر ايضاح: بيان الشجب « لم يستهدف باي حال نزع الشرعية عن الجهات التي تنتقد جورج سوروس، الشخص الذي يتآمر بشكل مستمر على حكومات اسرائيل المنتخبة بشكل ديمقراطي وذلك بتمويل منظمات تشهر بالدولة اليهودية وتحاول نزع حقها في الدفاع عن نفسها ».

 

لا تزال النزعة القومية المتطرفة مرتبطة بشكل وثيق باللاسامية، بما فيها كراهية اليهودي، الذي يعتبر متآمرا على القومية في الدولة التي يعيش فيها. ويفيد سلوك حكومة نتنياهو، بان حتى اسرائيل، دولة اليهود، ليست محصنة من هذه الكراهية. فالاسرائيليون لا يحتاجون الى سوروس كي يعرفوا بانه يمكن لليهود ان يعلن عنهم كعدو داخلي في دولتهم. فمن يحثون أجندات كونية ويقاتلون في سبيل حقوق الانسان، بما في ذلك حقوق الاقليات والاجانب، يعرضون في اسرائيل كاعداء. ويهوديتهم لا تقف في صالحهم في اختبار الولاء. واضافة الى ذلك، كلما تحول الاحتلال في الوعي الاسرائيلي من مشكلة ينبغي حلها الى سفينة العلم للقومية اليهودية المتطرفة، هكذا يعد معارضيها اعداء الشعب.

 

يتبين بان الولاء لاسرائيل يختبر بمقاييس جديدة، وفقا لروح العصر. فقبل نحو اسبوعين امتدح اوربن حاكم هنغاريا في زمن الكارثة، ملكوش هورتي، الذي تعاون مع النازيين وفي زمن حكمه ارسل نصف مليون يهودي هنغاري الى معسكرات الابادة. واحتجت اسرائيل على ذلك، ولكن من أجل الا تمس باللقاء بين نتنياهو واوربن اكتفت بايضاح هزيل نشرته وزارة الخارجية الهنغارية.

كلما اصبحت اسرائيل قومية متطرفة اكثر، هكذا ستزداد كراهيتها لمن يحملون قيم الاخلاق والهوية الكونية، وسيصبحون اعداءها، حتى لو كانوا يهودا. وبالتوازي سزداد محبتها لمن يحملون قيم القومية المتطرفة وكراهية الاجانب، وسيصبحون اصدقاءها، حتى لو كانوا لاساميين.

كلمات دلالية