أطلعت وزارة الصحة في قطاع غزة اليوم الاثنين فصائل العمل الوطني والإسلامي على حيثيات تفاقم أزمتها جراء نقص الأدوية والمستلزمات الطبية ووقف التحويلات العلاجية للمرضى ونقص الوقود.
وأجرى ممثلون عن الفصائل والقوى الوطنية جولة تفقدية في مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، والتقوا بالأطباء المدراء فيه للاطلاع على الإشكاليات التي يعاني منها القطاع الصحي.
واستعرض مدير عام مجمع الشفاء مدحت عباس تداعيات النقص الشديد في الأدوية والمستهلكات الطبية مروراً بأزمة الوقود ووقف التحويلات العلاجية للخارج وأثرها على المرضى.
وقال عباس إنه يوجد في مجتمع الشفاء نحو 270 حالة مريض بحاجة إلى تحويلة للعلاج بالخارج إلا أن 30 حالة منها فقط تلقت التحويلة اللازمة من دائرة العلاج بالخارج التابعة للسلطة الفلسطينية.
وبحسب وزارة الصحة فإن التحويلات العلاجية للعلاج في الخارج وصلت إلى نحو 3000 تحويلة لم يحوّل منها إلا 500 حالة والباقي تسوء حالها إن لم تحوّل للعلاج بالخارج.
من جانبه قال استشاري الأورام في مستشفى الرنتيسي في غزة خالد ثابت إن 60% من الحالات مرضى السرطان لا تستطيع السفر للعلاج بالخارج جراء المنع الأمني من الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد ثابت وجود نقص حاد في أدوية مرضى السرطان في غزة ونفاذ العديد من الأصناف العلاجية الخاصة بهم، بما ينذر بكارثة صحية في حال عدم تحويلهم للعلاج بالخارج.
وبحسب وزارة الصحة في غزة فإنه توفي منذ مطلع العام الجاري وحتى الآن 11 حالة من مرضى السرطان نتيجة عدم وجود لهم تصاريح طبية.
من جهته دعا المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة المسؤولين في وزارة الصحة في رام الله إلى إرسال كميات الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة إلى قطاع غزة واستئناف التحويلات العلاجية لمرضى القطاع.
وأكد القدرة على حق مرضى غزة في تلقي الرعاية الطبية اللازمة لهم وفق القانون الفلسطيني الأساسي واتفاقية جنيف وقانون الدولي الإنساني.
وثّمن موقف الفصائل وتعاونها مع وزارة الصحة لاطلاعهم على الوضع الكارثي ودعاها إلى القيام بدورها الوظيفي والوطني تجاه الشعب الفلسطيني.
موقف وطني
وطالب القيادي في الجهاد الإسلامي خالد البطش في كلمة ممثلة عن القوى الوطنية والإسلامية الرئيس محمود عباس وحكومة التوافق الوطني بالقيام بمسؤولياتهم تجاه غزة وبخاصة القطاع الصحي.
ودعا البطش إلى تجنيب قطاع الصحة والمرضى والتحويلات العلاجية المناكفات السياسية، باعتبار ذلك « مسؤولية وطنية وإنسانية قبل أن تكون شكل من أشكال المناكفة السياسية ».
وشدد على أن الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده مصيره واحد وإن كان هناك صراع سياسي ينبغي ألاّ يدفع المرضى ثمن ذلك.
وحث البطش وزير الصحة جواد عواد على ضرورة توفير كافة مستلزمات الوضع الصحي في غزة « لأن الوضع كارثي وخطير وقابل للانهيار ».
وذكر أن الفصائل ستوصل رسالة القطاع الصحي في غزة إلى السلطة الفلسطينية والمسؤولين في رام الله للوقوف عند مسؤولياتهم وإنقاذ الوضع الصحي في القطاع.
وأعلن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أمس، أن السلطة الفلسطينية قلصت التحويلات الطبية لمرضى قطاع غزة للعلاج في الخارج بنسبة 75% الشهر الماضي، محذرا من خطر يتربص بآلاف المرضى جراء ذلك.