خبر على باراك ونتنياهو ان يشكلا حكومة وحدة بعد فايغلين ..بقلم: دان مرغليت

الساعة 10:03 ص|11 ديسمبر 2008

(المضمون: يتوجب على نتنياهو وباراك ان يشكلا حكومة وحدة حقيقية اثر نتائج الانتخابات في الليكود وانتصار فايغلن - المصدر).

        الحاجة لتشكيل حكومة وحدة وطنية في ظل الواقع الاقتصادي الصعب والحكومة الامريكية مع علامات الاستفهام، الى شرط لا مفر منه تقريبا للنجاح الوطني. ليس مجرد حكومة وحدة وطنية وانما اولوية عليا تشمل الليكود (31 عضو كنيست وفق لاستطلاع الدكتورة مينا تسيماح بالامس في يديعوت احرونوت) كاديما (24) والعمل (11). هذه هي النواء القاسية للاحزاب الصهيونية كما كانت على الدوام، التي تتحمل المسؤولية السلطوية الصعبة جدا.

        عندما طالب اوفير بينس وشيلي ياحموفتش ايهود باراك بالتزام قوي مسبق لعدم الانضمام لحكومة الليكود، او كما يرغب موشيه فايغلن (بأن يتوقف نتنياهو عن السعي للوحدة)- لم يأخذا بحسبانهما التوازن الذي تحتاجه اسرائيل: السلوك الحذر الحريص البعيد عن الاوهام في المفاوضات السياسية مع سوريا والفلسطينيين. لا تنازلا عن المفاوضات وانما طرح مطالب فشلت حكومات اسرائيل المتعاقبة وخصوصا وزارة الخارجية في طرحها وغرسها في وعي العالم والفلسطينيين والسوريين.

        الادعاء المضاد هو ان حكومة الوحدة  تنطوي على الشلل. ليس بالضرورة ان يكون صحيحا. هناك امكانية خطيرة كهذه فقط وهي نابعة من عدم كبح عدد من مكوناتها. ليس كل بيت في الخليل ومتر من الجدار في يهودا والسامرة مدعاة لازمة سياسية ساحقة. ان كانوا يريدون من حكومة الوحدة ان تكون مثمرة فعلى السياسيين الاسرائيليين ان يتعلموا كيف يديرون امورهم من دون احباط وخيبة امل بتوازن ومن دون الخروج عن اطوارهم.

        يوسي سريد اقتبس بالامس من خلال صحيفة هارتس مقالة اجراها موشيه فايغلن مع عادة اوشفيز في عام 1995، وقال فيها "النازية دفعت المانيا من اوضاع متردية الى اوضاع خيالية من الناحية الايديولوجية والمادية- الشبان القذيرون تحولوا الى شبان نظيفين مرتبين وحظيت المانيا بنظام نموذجي وحكم سليم ونظام شعبي". كان على اوفير اكونيس من معسكر نتنياهو بان يتوجه الى المحكمة الحزبية على ذلك وليس فقط للاحتجاج على مكانة خصمهما في القائمة.

        وكذلك ما قاله لاحقا: "ادولف هتلر كان يعشق الموسيقى اللطيفة وكان رساما ولم يكن النازيون ثلة من الزعران فقط، هم فقط استخدموا الزعران والمثليين جنسيا".

        ذات يوم ظهرت صورة ايهود باراك فوق الاعلانات في ارجاء البلاد مع عبارات سلبية مثل "ليس لطيفا". الجمهور رأى ذلك وهضمه. بعد 72 ساعة اضيفت كلمة "قائد".

        القضية المطروحة اختصاصية وليست سياسية: ان كانت هذه اللافتة نافعة ام ضارة؟. لست اعرف من الذين يقدمون المشورة لباراك، ولكني اعتقدت ان هذا الامر نافع في ظل وضعه في الاستطلاعات. مسألة تجلب الاهتمام. وتوخيا للدقة، اقول ان اغلبية نظراءه في وسائل الاعلام الذين لا يعملون في مجال الدعاية والنشر يعتقدون ان ما يظهر في اللافتات ضار لباراك. الناس يقرأون عبارة "ليس لطيفا", يهزون رؤوسهم ويستوعبون الكلمة. هذه قضية مثيرة لبرنامج " ملف اعلامي".

        المحامية تامي بن دافيد التي اوصت الشركة والنيابة العامة بتقديمها للمحاكمة هي ضيفة دائمة في منزل ايهود اولمرت. هي مثلت رجل الاعمال فرانك لوي في مناقصة شراء بنك لئومي. اولمرت التقى معها في منزله في يوم السبت. طلب منها وثائق واعطاها معلومات حول عزمه اجراء تغييرات في المناقصة. هي صارعت بدورها لاعلام زبائنها. وزير المالية تصرف من وراء ظهر المسؤولين في وزارته واخفى المعلومات عنهم. كل ذلك جرى في قناة خلفية مظلمة بعيدة عن اعين الجمهور.

        هذا ليس فقط ما يسرده الدكتور يارون زليخا ولا ميخا ليندنشتراوس ويعقوب بروبسكي. هذه خلاصة تم التحقق منها من قبل المدعي العام للدولة موشيه لادور. وصف يبعث على الصدمة حول علاقة رأس المال بالحكم. ان لم يكن هذا خيانة للامانة فهذا يعني ان هذا المصطلح غير قائم في عالم القانون وفي الحياة.

        كيف توصلت النيابة العامة للدولة ان هذه الامور لا تستوجب تقديم اولمرت للمحاكمة؟ من المحتمل ان يكون لادور نفسه قد غرق ايضا قبالة شاطىء الجزيرة اليونانية، ولكن من الناحية الفعلية وحتى من دون لائحة اتهام يعتبر الواقع الذي وصفه لادور في وثائقه كتلة ضخمة من الفساد.

        على هذه الخلفية تحديدا كان لي في هذا الاسبوع حنين عميق لاولمرت. جيدي فايتس نشر في صحيفة هارتس برتوكولات كانت محفوظة في خزنة المحامي شلومو ليبلخ من محاكمة الاساءة العاصفة التي قدمها باتسلال مزراحي ضد صحيفة هارتس. خلال مسلسلين لران كسليف ووافي فالنتين كشفت بذور الفساد الاولى القائمة في علاقة رأس المال للحكم: مصارعة رحبعام زئيفي واخرون لمساعدة مزراحي. بذلك بدأ الصراع في قضية الجريمة المنظمة. اولمرت لعب في هذا الصراع دورا مركزيا وناجعا وشجاعا وكاشفا للفساد. قام بتوفير الوثائق. الخطوات التي اقدم عليها حولته الى هدف للعبوات التخريبية من قبل العالم السفلي. كان ايهود الذي احببته جدا. ايهود لن اندم ابدا لانني احببته الى هذا الحد. ايهود الذي تلاشى منذ زمن.

        مناحيم بيغن لم ينجح خلال ثمانية معارك انتخابية بالوصول الى رئاسة الوزراء الا في الكنيست التاسع في عام 1977. يوئيل ماركوس كتب قبل اسبوع في صحيفة هارتس ان وزير المالية الاسطوري بنحاس سافير قال بعد ان علم بانتصار بيغن ان "الصديق يسقط سبع مرات وينهض". اقتباس من المصادر. الا ان سافير مع الاسف رحل الى عالمه منذ عام 1975، اذن متى سمعه ماركوس وهو يقول هذه العبارات؟.

        السؤال الاسبوعي المتماثل المطروح على تسيبي ليبني وبنيامين نتنياهيو: من منكما الاكثر رضا وارتياحا عن تشكيلة قائمة المرشحين في الليكود؟.