خبر شوق شديد للسلام ..بقلم: موريا شلوموت

الساعة 09:59 ص|11 ديسمبر 2008

        (المضمون: بامكان ليبني ان تثبت جدارتها وقوتها من خلال الاعتدال والدعوة للسلام وليس من خلال الاسترجال والدعوة للحرب - المصدر).

 

        تسيبي ليبني انزلقت نحو الاسفل فالاسفل في لعبة "سلالم وحبال" السياسية. يبدو ان كل من يسقط في مربع غزة يتجاهل السلم الموضوع هناك وينزلق في المنحدر الشديد الذي يقول له "يتوجب الرد باطلاق الصواريخ على غزة". هذا ما قالته ليبني. ورقة التحذير اشهرت: القائدة تشعر بالضعف.

        النساء اللواتي يصلن الى مناصب عليا من دون اجندة نسوية يقعن في احيان كثيرة في اغراق البرهنة عن قدرتهن على ان يكن شديدات البأس وقاسيات وباردات الاعصاب اكثر من الرجال. خوفهن من ان يعتبرن رقيقات لينات في صورتهن النسوية يقودهن الى التعبير المفرط عن الجزء الرجولي فيهن. النساء اللواتي يدركن هذه الظاهرة ويعرفنها، لا يذهبن الى مواطن التأثير متنازلات عن صوتهن المتميز. ولكن رغم ان ليبني لم تتربى كنسوية، الا انها تتحدث حتى الان باعتبارها مستعدة للتنازل عن التفاخر بالعضلات. طريقة رؤيتها للعالم تبدو معتدلة ومتعقلة ومركبة. في ضوء ذلك كله يبدو موقفها المقولب بصدد غزة مخيبا للامال بل وباعثا على اليأس.

        فك الارتباط خلف تركة مثيرة للاشكال في مسارين: تعمق قوة حماس على حساب القيادة الفلسطينية المستعدة للتسوية، واعتراف الفلسطينيين بأن الاسرائيليين لن يتحركوا الا تحت ضغط العنف والارهاب. اولئك الذين يحاولون اظهار الواقع وكأننا قد وقعنا على اتفاقات مع سكان غزة، وكأن الاحتلال وآثاره قد زالت، وهم الجاحدون يردون علينا باطلاق النار على المواطنين- انما يصورون لنا الواقع بصورة زائفة كاذبة: الفلسطينيون لم يتلقوا فك الارتباط كخطوة تقرب انهاء الاحتلال وانهاء القيود التي تتسبب بالامراض والبطالة. هم كما بدا للوهلة الاولى تخلصوا من بضعة الاف من المستوطنيين، وفي المقابل "حظوا" بحصار وغيتو. اختطاف جلعاد شاليت ادخل التعقيد على هذه العلاقة لان اسرائيل ترفض في هذه الحالة دفع ثمن اعادته. الجدل حول صب التهدئة في مصلحته او ضدها بلا داعي: هناك ثمن معروف وواضح لاعادته مع التهدئة وفي ظل القتال، وهذا الثمن يرتفع فقط. لذلك ان كانت التهدئة جيدة لكل المواطنين باستثناء شاليت، يتوجب الاستمرار فيها لانها لا تؤثر على وضعه اصلا.

        الحل سياسي. ليبني اشارت الى انها فهمت ذلك. هناك من يقول ان اليقظة والصحوة جاءت بعد عمليات الحادي عشر من ايلول. الاصوات الدولية التي ترى في الصراع الاسرائيلي الفلسطيني عاملا لتأجيج الصراع بين الحضارات ادت الى اضعاف شرعية اسرائيل في العالم. ليبني كما يدعون، ادركت العملية واستوعبت ان "السلام افضل من ارض اسرائيل الكاملة". اضف الى ذلك ان وجود اسرائيل من دون المناطق افضل من عدم وجودها بسبب هذه المناطق.

        لم يستوعب الجميع الحاجة الملحة لانهاء الاحتلال، والدليل على ذلك- قائمة الليكود الصقرية واليمينية. ان تمسكت ليبني بحقيقتها وصوتها ولم تقع في اغراء عرض عضلاتها وقوتها علينا، ستكون لديها فرصة لكسب الكثير من اولئك غير الليكوديين وهم الاغلبية بعد.